الهدى – كربلاء المقدسة
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي أن للشيعة طاقتين يتحركون بهما؛ اولاهما طاقة الحماس والحيوية والعواطف، والثانية طاقة الحكمة، مبيّناً اننا نستلهم حكمتنا من الامام علي عليه السلام، وحماسنا من ابي عبد الله الحسين سلام الله عليه في كربلاء.
واضاف سماحته خلال لقاء اجرته معه قناة (ZDF) الالمانية، اننا كشيعة نتحدث في طوال السنة عبر منابرنا ودروسنا وحوزاتنا وجامعاتنا عن الحسين عليه السلام، وعند المجيء في زيارة الاربعين تزداد في القلوب شعلة حب وذكرى الامام الحسين عليه السلام، لافتا الى ان حماسنا للامام الحسين عليه السلام ليس فقط في الجانب العاطفي، بل في الجانب الديني والحضاري ايضا حيث كانت تضحية الإمام الحسين عليه السلام من اجل الله والانسانية.
وفيما يتعلق بالمجيء الى كربلاء خلال زيارة الاربعين، بيّن سماحته ان هذه الزيارة إنما هي تظاهرة الهية وليست شيعية او اسلامية، والمشارك فيها يستشعر بكل وجوده إمامة الإمام الحسين عليه السلام من قبل الله على البشرية جميعاً، ولذلك فإن محبي أهل البيت عليهم السلام يسعون جاهدين أن يحضروا في هذه المناسبة كل عام، ولكن الكثير منهم اصطدموا هذه السنة بعوائق صحية وأخرى سياسية حالت دون وصولهم إلى مبتغاهم.
وتابع سماحته للقناة الالمانية قائلا: ان الله سبحانه وتعالى الذي خلق الكون لا يترك البشر في صراعات، ولا بد ان يضع لهم امل في ان يتحدوا، وذلك لا يكون إلا من خلال ما وعد به سبحانه في كتبه السماوية من إتحاد العالم تحت رايةٍ إيمانيةٍ خفّاقة، والتي ستكون بيد الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف، حيث سيهبط النبي عيسى عليه السلام من السماء مقتدياً به في صلاته، ليكون دليل اتحادٍ بين الناس.