قال الإمام الحسين، عليه السلام، قبل خروجه معلناً أهداف ثورته ونهضته: “ألا وإني لم أخرج اشراً، ولا بطراً، ولا ظالماً، ولا مفسداً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي محمد وسيرة أبي علي بن أبي طالب. فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين”.
في هذه كلماته الإمام الحسين، عليه السلام، قد بعث برسالة عبر الأزمان إلى كل الثوار وأصحاب النهضات ومن يبحثون عن التغيير، لابد قبل كل حركة أو نهضة أو ثورة، أن يعلن أصحابها عن أهدافهم ويوضحوا للجماهير ما الذي يريدون القيام به، وأن لا تكون حركتهم وخروجهم للأشر والبطر حيث عمد الإمام على أن يذكر في طيها أن خروجه الشريف، ليس من منطلق التغطرس والتكبّر والرياء والسمعة، فالأشر هو المرح، والبطر هو المتكبّر الذي تملّكه الزهو بنفسه، إنما الخروج كان بنية صادقة مخلصة لله تعالى، ومريدة للإصلاح رافضة الفساد.
اي ان لا تكون مبنية على الظلم والفساد، بل لابد أن تكون ثورة إصلاحية حقيقية والإصلاح لابد يكون بكل جوانبه وبجميع المجالات العقائدي، والاجتماعي، والأخلاقي، والسياسي والاقتصادي، لا بجانب دون آخر، فليست بنهضة ولا ثورة حقيقية تلك التي تدعو إلى الانحلال والميوعة بحجة الإصلاح السياسي!
فمن أراد الإصلاح لابد أن يحققه كله وأن يكون من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، سائر على النهج الرباني المتكامل، والذي يمثل الحق آخذاً به وجاعله محوراً – أي الحق- لحركته.
فمن التزم بذلك فهو الثائر الحقيقي والمصلح المخلص، وإلا فهو مجرد مدعي، ما يفسده أكثر مما يصلحه. فهذا المحور الذي وضعه الإمام الحسين لكل من أراد يحقق أن يقوم بنهضة أو ثورة.