اغتناماً لمناسبة الحزن والأسى على ذكرى مصاب الإمام الحسين، عليه السلام، في الايام الاولى من شهر محرم الحرام، بادرت مجلة الهدى الالكترونية لإعداد استبيان حول مدى تأثير الشعائر الحسينية التي تقيمها الهيئات والمواكب والحسينيات على السلوك الفردي والاجتماعي، وعلى حياة الناس بشكل عام، في محاولة منّا لاستجلاء الآراء عن كيفية الاستضاءة بالنهضة الحسينية لحل مشاكلنا، ومن ثمّ تعزيز ولائنا للإمام الحيسن، لتحقيق المزيد من التقدم والنجاح.
وصلتنا عبر برنامج تلغرام العديد من المشاركات من الاخوة والاخوات متفضلين، وارتأينا جمع الأجوبة على السؤال الأنف الذكر؛ “كيف تؤثر الشعائر الحسينية على السلوك الفردي والاجتماعي”؟ كما هي، مع الاسماء الموقعة عليها كما هي ايضاً، توخياً للدقة والأمانة الصحفية.
الحجيمي
لعل هذا السؤال يطرح بكل الصيغ والتعابير لكن الجوهر الرئيسي من هذه التعابير هو السلوك وتغيراته في جو الشعائر الحسينية.
وما يهمنا في هذا المقال هو الاجابة على هذا السؤال:
إن السلوك لاي فرد من الافراد بإمكانه ان يتطور و يسما، وبالعكس من ذلك، عن طريق عدة من العوامل، وهذه العوامل عبر عنها علماء النفس في النظريات السلوكية هي “الملاحظة والتعزيز” لذا يتأخر نمو السلوك عند الفرد كفرد.
وبما أن الشعائر الحسينية هي شعائر جماعية في الاغلب لذا تكون هذه النظرية من اسرع النظريات في تطور سلوك الفرد، وذلك لاستجابة الفرد للتعزيز، والملاحظة الحاصلة من النشاطات الحسينية من: مجالس، ولطم، وزنجيل، وتطبير، وردات، وخدمات حسينية بشتى انواعها؛ حيث يندمج الفرد مع كل المظاهر الحسينية والتي تعني بالقيم والمبادئ والاخلاق السامية، فترى هذا الفرد متحول من عالم الدونية واللامبالاة الى عالم السمو والمسؤولية.
وعليه فإن الشعائر الحسينية هي منطلق للتغيير في السلوك لأن الشعائر تهتم بالمشاكل العامة والخاصة للسلوك وتضعها تحت أطر ومعايير وهي السلوك الحسيني.
فالشعائر الحسينية تتسم بسمة التغير اللاشعوري عند الافراد، من حيث الاجواء العامة، وهنا قد يتغير الفرد من الاسوأ الى الافضل، أو يبقى على ما هو عليه.
فإنت عزيزي القارئ هل ستغير حياتك بما تجده في الشعائر من قيم ومبادئ
أم تبقى على ما انت عليه؟
السيد ابراهيم الموسوي- خطيب حسيني – محافظة الناصرية
تتغير نسب سلوكيات الفرد بسبب وعيه لثقافة الامام الحسين عليه السلام، ومنهجه والقيادة الامتدادية بينه وبين الامام الحسين عليه السلام، فحسب تجربتي الشخصية فإن سبب الرقي بالمستوى الثقافي الحسيني عندنا، كانت بسبب المحاضرات والكتب والجلسات، التي يعقدها سماحة السيد المرجع المدرسي دام ظله واخوته وابناءه.
فعندما نتحول الى مشاريع حسينية نصل للحالة الرسالية التي عاشها كل فرد من اصحاب الامام الحسين عليه السلام يوم العاشر فتتغير لاشعوريا سلوكياتنا، لأننا ارتبطنا بقضية الهية تصل الى مرحلة الاستشهاد في سبيل الله من اجلها.
ولكن الشعائر الحسينية تغير اتجاه الأنسان؛ فهي تلعب دور زر التشغيل في فكر الأنسان، وتدفعه نحو تحقيق امجاد الامة الاسلامية في زمن النبي
وكذلك هي اعلأن حقيقي لجهوزية الفرد من اجل التضحية في سبيل، فاذا وعينا ذلك نتغير.
محمد جاسم عبد الكاظم– طالب
إن للشعائر الحسينية دور مهم وفعال في حياة الأنسان، وهذا الدور ينقسم الى قسمين:
ـ دور نظري فكري.
ـ دور عملي سلوكي.
اما الدور النظري الفكري: فهو تصحيح وتقويم الافكار والعقائد ونفي الأوهام والخرافات والخزعبلات المنتشرة حول الشعائر الحسينية .
واما الدور العملي السلوكي ففيه ضربان:
الأول: لنفس الأنسان انه يتحمل المصائب والمشاكل الحاصلة له ( انست رزيتكم رزايا التي سبقت وهونت كل الرزايا الاتية).
والثاني: للمجتمع فالشعائر الحسينية تشعر بالوحدة في المجتمع، وانهم كأسنان المشط في حب الحسين كما تشعر وتساعد في التعاون بين الناس والوقوف وقفة واحدة لإظهار الحق ودحظ الباطل، القوة كل القوة في المجتمع الذي يحمل هدف واحد ويعمل مع بعض لتحقيق ذلك الهدف وهذا الهدف هو الحسين وثورة الحسين.
حسين رشك خضير- استاذ جامعي
الشعائر الحسينية تؤثر على سلوكنا بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك كونها محطة من المحطات الالهية التي يذكر فيها كل ماهو متعلق بالخير والسلام والامان ورضا الله سبحانه، وبذلك طيف كل نفس من النفوس أو ما يصدر عنها من موجودات فهي تكون طيبة، ولذلك يحدث تأثيرها على مستوى الفرد والمجتمع و يكون تأثيرها نفسي، كذلك تؤثر بالبعد الاجتماعي كونها تجمعنا على اهداف أو قضية واحدة وهي نصرة الحق ومناهضه الظلم والباطل، وكذلك تؤثر على سلوكنا من حلال البعد الاقتصادي؛ وهو ما يقدم بهذه الشعائر من عطاء مادي وغير مادي من مأكل ومشرب وملبس وكل ذلك يعزز في نفوسنا حب الخير والسلام والعطاء.
خادمة الحسين – د. يُمْن سلمان الجابري ـ محافظة المثنى
حينما بزغ شعاع الشعائر الحسينية تنفّست الحياة واستيقظت من ظلام الجور والظلم والاعوجاج.
فقافلة الحسين،عليه السلام، حينما تحركت سار الحق والصدق وأصالة الحياة في منابعه التي جففها الظالمين أعداء الله تعالى آنذاك. إذن هذه الشعائر نعمة عظيمة جدا أنعم بها الباري تعالى لخلود الحق وبالتالي خلود القضية الحسينية.
وهذه الشعائر بمثابة محطات نقف عليها لنعيد برمجة سلوكنا بعدما طغى عليها سرعة الايام والساعات، ونعيد بوصلة اهدافنا التي امالتها رياح الدنيا والهوى، نحو {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرا}. ونحو “إلهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك عميت عين لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقةُ عبدٍ لم تجعلْ من حُبِكَ نصيباً”.
لتروى نفوسنا بالطمأنينة وتشكر إمامها الحسين، عليه السلام، كلما ذكرنا عطش الحسين واهل بيته، عليهم السلام، من اجلنا.
فالشعائر الحسينية تعني الحياة.
فسلام على الدماء السائلات لتسقي عطش الحياة.
وسلام على الشفاه الذابلات لأيقاضنا من السبات.
أحمد حسين عبدالله- طالب قانون ـ البصرة
بسم الله الرحمن الرحيم
تقبل منا ومنكم صالح الأعمال أن شاء الله
في البدء إن الشعائر الدينية لها تأثير كبير جدا في السلوك الذي يتخذه الفرد سواء كان اجتماعي، أو اقتصادي، أو غيره من الأساليب.
نعلم جميعاً أن العادة هي مسار الأنسان نحو سلوك معين، فإن الشر عادة والخير عادة؛ اتذكر كلام احد مراجعنا العظام يقول: “من اعتاد على شيء كبر عليه”.
من هذا المنطلق يمكننا القول بأن الاعتياد على الشعائر الحسينية وإقامتها واحياؤها، فإن ذلك يخلق طابع خاص في الأنسان نحو الخير وعمل الخير بشكل تلقائي.
والعمل الحسيني والشعائر الحسينية تتميز عن غيرها دائما بصفة العطاء، فإنها تحمل هذه الصفة بشكل ملحوض جدا، وأن جوهر الشعائر الحسينية هو العطاء الذي يوجد في سائر الأعمال التي تتصل بالشعائر الحسينية، وهذا ما يميزها عن الشعائر والمراسيم الأخرى.
وبالتالي إن الذي يقوم ويحضر ويواكب الشعائر الحسينية نرى صفة العطاء قد تبلورت في شخصهِ أي أن التأثير واضح جدا، وكذلك لها تأثيرات عدة ومتفرعة
لكن أنا استخلصت في هذا القول والأخوة الكرام لديهم طرح جميل.
د. زهراء تقي – طبيبة بيطرية – كربلاء المقدسة
لشعائر عاشوراء و مصاب الامام الحسين اثر كبير على حياتنا وحياة ابنائنا، لأن عاشوراء تضم فئات عمرية، من الرضيع إلى الشيخ الكبير، من الفتاة الصغيرة إلى الام و الوالده.
و لكل شخص منهم دور مهم في عاشوراء، وبالتالي نحن كمجتمع نأخذ من كل فئة و من كل شخصية قدوة نحتذي بها في حياتنا.
من اهم الصفات التي اخذناها من عاشوراء هي الصبر من السيدة زينب و التضحية والشهادة من ابي الفضل العباس، و قوة الشخصية لأبنائنا من القاسم.
عاشوراء حدثت قبل أكثر من ١٠٠٠سنة، لكننا نحيها كل عام في يوم عاشوراء ونعيش بمفاهيمها كل يوم.
الشيخ حسين الأميري- خطيب حسيني- كربلاء المقدسة
حتى تؤثر الشعائر في سلوكنا، فلابد أن نؤمن بحقيقة أن الشعائر ما هي إلا طريق ووسيلة تعبر بنا إلى المشاعر، إلى حقيقة عاشوراء وواقعها، فلابد أن نعرف أن كربلاء المقدسة مدرسة متكاملة ونهضة شاملة، ذات منهج إصلاحي متكامل، فما قاله سيد الشهداء عليه السلام معلنا هدفه قبل خروجه: “خرجت لطلب الإصلاح”، الإصلاح بجميع جوانبه وبكل إبعاده ومستوياته.
فنحن نقيم الشعائر الحسينية، نبكي ونلطم ونقيم العزاء والخدمة، ولا بد أن يكون الهدف من ذلك هو أن نصل إلى أهداف النهضة الحسينية المقدسة، ونفهم أبعادها وندرس فصولها ونتأمل في فقرارتها، حتى نطبقها على واقعنا وحياتنا.
فهدف الإمام الحسين عليه السلام، كان الإصلاح فلابد أن نصلح واقعنا من خلال عاشوراء، فإننا نجد فيها منهاج متكامل لإصلاح وضع الفرد والمجتمع.
فمثلاً نجد في عاشوراء دروساً في كل الجوانب، ففي علاقة بعضنا بعض كمؤمنين لابد أن تكون كعلاقة أصحاب الحسين عليه السلام، فيما بينهم حيث ذابت بينهم الفوارق واجتمعوا أخوة متحابين على الحق، والإيمان، وصفتْ نفوسهم من كل ضغينة، أو حقد اتجاه بعضهم البعض، حتى وصفهم الإمام: “اخوان الوفا وخلأن الصفا”. فهذا درس لنا في العلاقات الاجتماعية.
وفي الشجاعة والتضحية نتعلمها من أبي الفضل العباس، وفي الإيمان، نأتي لزينب لنجدها كيف وصلت إلى أعلى مراتب الإيمان بالله، وان الإيمان هو التسليم كما جاء في الاحاديث، فهي كانت في غاية التسليم والرضا، كما كانت على درجة عالية من الصبر الذي هو رأس الإيمان، فبعد أن رأت اخوتها وأولادها وأبناء عمومتها مقطعين، فلما جن عليها الليل تذهب لتصلي الصلاة المستحبة!
وفي علاقتنا مع الحق نأتي لعلي الأكبر ليعطينا درساً في التمسك بالحق والدفاع حتى ولو كان حساب أن نموت من أجله: “أولسنا على الحق؟ إذاً لأنبالي أوقعنا على الموت ام وقع الموت علينا”.
وفي الأخلاق الفردية، نتعلمها من أطفال الحسين كما نقل ذلك عنهم أعدائهم، حيث يقولون كلما ازددنا عليهم غلظة وضربناهم ازدادو خلقا، فلم نسمع منهم كلمة نابية واحدة قط طول فترة الأسر! كانوا يرددون دائماً لا حول ولا قوة الا بالله.
وهكذا الأمثلة تطول والدروس لا تنتهي من مدرسة عاشوراء، فإذا اردنا أن تؤثر الشعائر على سلوكنا تأثير حقيقي لابد أن نتخذها وسيلة لدراسة جميع فصول كربلاء المقدسة ومواقفها.
علي محمد
إن عاشوراء من اعظم المحطات التي تغير في شخصية وسلوك الأنسان، عندما ياتي عاشوراء تندثر تلك النظره المادية للحياة ويتوجه الناس بكل الاطياف الى تلك الشعلة، وذلك النور الذي لا ينطفىء على مر الدهور والعصور ولأن الحسين، عليه السلام، اعطى لله كل شيء اعطاه الله التاثير والتحكم في قلوب الناس.
ألا تنظر إلى قلبك حين ياتي محرم الحرام يترك القلب كل شيء ويتعلق بشهيد كربلاء المقدسة، في عاشوراء هناك من يزور جسده قبر الحسين، عليه السلام.
وهناك آخرون تزور ارواحهم روح الحسين، عليه السلام، وكم الفرق كبير، نحن نرى ملايين البشر ياتون الى قبر الحسين، عليه السلام، في كل عام لكنهم لا يعودون الا وقد حملوا شيء من تلكه الشعله ومن ذلك النور، ان كربلاء المقدسة مدرسة اصلاحية متكاملة، فعلى كل انسان ان يتعلم من تلك المدرسة ويقرأ عاشوراء قراءة جديدة وبتفاصيلها المشوقة واحداثها المؤلمة لكي توثر على سلوكه وتقومها.
الشيخ منتظر الشمّري- خطيب حسيني – كربلاء المقدسة
سلوك الأنسان متصل بالافكار التي يحملها و الافكار والعقائد هي من تدفع الأنسان نحو العمل والتحرك في الحياة، ومن عقائدنا نحن كشيعة ان شهر محرم الحرام هو شهر الامام الحسين، عليه السلام، الذي لم ينطلق من “الاشر أو البطر”، حاشا فهو “خرج لطلب الاصلاح في امة رسول الله لكي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر”.
ونحن بدورنا ممن تعلقت قلوبهم بحب الامام الحسين، عليه السلام، وسنة بعد سنة نتأثر بهذا الفكر النير والمنهج العظيم، فيؤثر فينا هذا الشهر في اعادة النظر الى انفسنا، وأن نرفع شعار الامام الحسين، عليه السلام، على انفسنا حتى نستطيع ان نبلغ مع سيد شباب اهل الجنة و نكون معه والطريق مفتوح لمن اراد ان يلتحق بالقافلة الحسينية.
وهذا التأثير وجه من أوجه التأثير على الفرد الشيعي، أما المجتمع فيكون مهيئاً، و الارض تكون طيبة، وكل القلوب متوجة نحو كربلاء المقدسة؛ كأنهم ينتظرون صبيحة يوم العاشر حتى يقتلوا مع الحسين وليته كذلك.
علاء عادل- تلعفر
بسم الله الرحمن الرحيم
ببساطة الشعائر تؤثر على سلوكنا حيثُ تجعل الفرد المؤدب اكثر ادباً والكريم اكثر كرماً وذو الاخلاق احسن خلقاً والحليم اكثر حلماً، ومن يفتقر لكل هذه الصفات فإنه سيمتلكها بتأثير الشعائر.
الشيخ علي داش الخفاجي- خطيب حسيني – كربلاء المقدسة
تؤثر علينا أنها جمعت كل البطولة وجميع قيم الدين التي نزلت على صدر النبي، صلى الله عليه وآله، فعاشوراء تشكّل وتمثل إحياءً لقيم الدين، وانعاشاً للروح، وإيقاظا للضمير.
وبالتالي؛ فإن عاشوراء اشبه ما تكون بدفعة قوية لمن يريد ان يتقدم فتشكل له اجواء مناسبة، وكذلك هي عاصفة شديدة تعصف بالغفلة لتجعل الناس في حالة من الذكرى والعودة الى الله.
الشيخ ماجد الطرفي- عالم دين – كربلاء المقدسة
إن الشعائر الحسينية لا يكون تأثيرها على المستوى الفردي فقط، بل يمتد الى مستوى التأثير الجماعي، وكذا لا يكون منحصراً على الجانب النفسي للفرد والمجتمع فقط، وإنما يمتد الى الجوانب الحياتية المختلفة التي تهم المجتمع، منها الجانب السياسية، و الجانب الاقتصادية، وكذا الجانب الابداعي، والسبب في ذلك يعود إلى الإستعداد النفسي في انسجام هؤلاء الناس مع الشعائر الحسينية، يمكن أن يصنعوا دولة متوازنة تسير على منهج السماء.
ولكن السؤال: كيف يتحقق هذا التوازن؟
الجواب: يتحقق هذا التوازن من خلال الإستيعاب الحقيقي للشعائر الحسينية التي تنبثق منها مبادئ الثورة الحسينية، التي كشفت زيف السلطات المستبده، وهذا الأمر يمنح الفرد والمجتمع أطاراً ايجابيا جوهره الاطمئنان، ومن ثم الأندفاع الى الأنتاج الافضل.
السيد علي الرضوي- عالم دين وخطيب حسيني
- الشعائر حصن حصين من الغزو الثقافي حيث إنّ الشعائر هي الارتباط الروحي والعملي بتعاليم أبي الأحرار سيد الشهداء، عليه السلام.
- و الشعائر ـ ايضا ـ إعلأن الاستعداد للالتحاق بركب صاحب الزمان
- وكذلك تعني التوجّه الى عمق الدين وتعميقه في النفس تحصينا من بدوات النفس السيئة.
- الشعائر تعني التنازل عن الذات والملذات وتتويج النفس برسم بصمات من خصال أبيّ الضيم الحسين عليه السلام.
- الشعائر ليست مجرد سيوف على الرؤوس وأكفإن حمراء وصدور دامية، بل تلكم الأمور أمارات الحب الصادق المكتوم في الصدور والذي لا يزول عنها والذي يتجلّى بها لها وللعالم برمّته.
ولاء صاحب الموسوي- كربلاء المقدسة
للجواب على السؤال: كيف تؤثر الشعائر الحسينية على سلوكنا الفردي والاجتماعي، اعتقد أن هذا التأثير يتحقق اذا ما قمنا بالاعمال التالية:
1- أن يكون للأب دور في توجيه الابناء الى المجالس الحسينية، والتقليل من الالعاب الالكترونية وقضاء الأوقات في اللهو واللعب.
2- أن يكون للأم دور في نصيحة البنات بحفظ الحجاب والستر وعدم الخروج الى الشوارع لرؤية المواكب الحسينية وغيرها، وبدلاً منها؛ الاهتمام باقامة المجالس البيتية، ومطالعة الكتب والمنشورات عن النهضة الحسينية، والتأسّي بالسيدة زينب، عليها السلام.
3- أن يكون العلماء والخطباء بين الناس وقريبين من حياتهم الشخصية، وليس فقط على المنابر لمراقبة مسائل التربية والتعامل الاخلاقي، فيما بينهم مثل تعامل الأبوين مع الابناء، أو التعامل بين الاصدقاء، أو اصحاب المحلات مع الزبائن وغيرها لمعرفة تفاصيل المشاكل والازمات ثم حلّها وفق قيم ومبادي الامام الحسين، عليه السلام، الذي استشهد من أجل الإصلاح في الأمة.
عادل الجبوري- كاتب صحفي- بغداد
السلام عليكم، تقبل الله اعمالكم واعظم لكم الاجر بمصاب سيد الشهداء وجعلنا واياكم من السائرين على نهجه في الدنيا والحائزين على شفاعته في الآخرة
لاشك أن الثورة الحسينية تنطوي على ابعاد انسانية عظيمة، تمتد الى مختلف المساحات السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية، وبما أن الشعائر الحسينية بعناوينها ومظاهرها واشكالها المتنوعة، تعد ترجمة واقعية لمضامين واهداف وابعاد الثورة الحسينية، أو بتعبير آخر، هكذا ينبغي أن تكون، لذلك، فإنها من الطبيعي جداً ان تترك آثارها على مجمل السلوك الاجتماعي، سواء في نطاق الفرد أو ضمن اطار المجتمع.
وهنا يمكن أن نؤشر الى جانبين، جانب يتعلق بالبعد الديني، المرتبط بتكريس وترسيخ القيم والمباديء الدينية التي من شأنها ان تساهم في الحفاظ على روح وجوهر الاسلام المحمدي الاصيل، وهو ذات الهدف الذي انطلق منه الامام الحسين عليه السلام في ثورته، وكانت مقولته الشهيرة “اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله”، خير مصداق ودليل على ذلك، وكذلك حينما وجدنا انه يؤكد على اقامة الصلاة في وقتها رغم الظروف الاستثنائية الحرجة في ساحة المعركة.
ومن البعد الديني، يتأسس أو يتبلور البعد الاجتماعي، بعناوينه المتعددة، من قبيل التراحم والتعاطف، والبذل والتضحية والعطاء، ونكران الذات، والتصدي للمسؤولية من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، في مختلف الحدود والمستويات، وفي شتى الظروف والاحوال، ومحاربة الفساد.
ولا يمكن لاي كان أن يزعم انه تمّ بلوغ مرحلة التكامل في ترجمة اهداف ومضامين الثورة الحسينية على ارض الواقع، وهذا يتطلب المراجعات المستمرة، والتأصيل الصحيح، واخراج المراسيم والشعائر الحسينية من الإطار الموسمي المناسباتي الى فضاء السلوك الحياتي والممارسة اليومية المتعددة الجوانب والابعاد.
رغد حميد – كربلاء المقدسة
تقبل الله اعمالكم واعظم لكم الاجر بمصاب سيد الشهداء وجعلنا واياكم من السائرين على نهجه في الدنيا والحائزين على شفاعته في الآخرة.
النهضة الحسينية حبل متين من الرحمة تشهده الأنسانية جميعا من طفل، أو شاب، أو مسن حيث، تتعشق دروس عاشوراء بنا وتصبح جزءاً منا، ونصبح جزءا منها تلك الدروس الكرم، الوفاء، التعاون، المحبة، الاخاء، التضحية، الصبر..،وغيرها الكثير، التي تتكرر امام اعينا ونلمسها بقلوبنا في المواكب الحسينية وفي المسيرة الاربعينية وهذا التعشق يلهمنا وينمينا كالنهر نرتوي منه دون أن ينقص ويعلمنا حين نتعايش معه وحيث النهر كان صافياً اصبح الصفاء والنقاء صفة فينا، وهكذا نكتسب الخير والاخلاق ونتحرر من كل الشوائب.
عبير الزين – مدربة التنمية البشرية
إنَّ الغاية من الوجود الأنساني هو التكامل على جميع الأصعدة وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وآله: “إنّي تاركٌ فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلّوا بعدي: كتابَ اللَّه وعترتي أهلَ بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوضَ”.
فسلام الله على أهل بيت النبوة الذين هم الوسيلة لعدم الضلال والهدى الذي أراده الله لعباده، والقضية الحسينية على وجه الخصوص ساهمت ومازالت تساهم في تغيير سلوك الفرد وهدايته للصراط المستقيم، من جهة العقل والقلب معاً، فمن يحب أحداً يقتدي به ويقوم بما يحبه وينتهي عما يكره.
أما من جهة العقل ففي كل سنة عاشورائية نأخذ من العبر مايزيدنا علماً ووعياً، هذا على الصعيد العام، أما على الصعيد النسوي فالعبرة والعَبرة (بفتح العين) عظيمة، لما وجد في المدرسة العاشورائية من نماذج نسوية كانت وماتزال قدوة لكل أم شهيد كليلى والسيدة زينب، عليه السلام، ولكل مربية كأم البنين، عليه السلام، كلها نماذج تحث الأم على تربية أبنائها واعدادهم لتلبية نداء الحسين، عليه السلام، في هذا العصر ونصرة الدين.
وهناك الكثير من القصص التي تعرض كيف كان لعاشوراء الدور الفاصل في تغيير مسار حياة الكثيرين.