أدب

قطعت يداه ولم يسقط لواؤه*

يا أبا الفضل والهوى لك مَالاَ

وإليك الفؤاد شدَّ الرحالا

جال في الأرض لم غير ماءٍ

سال من نبع هاشم شلالا

فارتوى من نمير فضلك نُبلا

ووفاءً ونجدةً وجلالا

وكذا فرع سلسبيل غدير الـ

ـــمرتضى لا يسيل إلا زُلالاَ

ورثَ المجد والعلى من عليٍّ

ومن الأمِّ ما يزيد كمالا

غمز الخصم قناة فألفى

دونه الصَّخر في الثبات منالا

لا أُغالي في المدح لابن عليٍّ

فلقد شطَّ في الكمال وغالى

عرفَ الحقَّ والهدى فتسامى

ونهى النفس عن هوى فتعالى

شأنه الصدق والوفاء وفعل الخيــ

ـــر في كلّ ما سعى إليه وقالاَ

كان للحــقِّ مخلِصاً فدويّا

كان عبداً لله جلَّ جلالاَ

ولهذا في الفضل جال وصالاَ

مثلما في الحروب صال وجالا

ذاك معنى قد شام فيه أبوهُ

حينما لاحَ في الوجود هِلالا

قال سمُّوا الوليد عبّاس إنِّي

شمتُ فيه الغضنفر الرِّئبالا

وليكن للحسين درعا وسيفا

ولواءً لجيشه جوالا

وبيوم الطفوف فخرا ومجدا

جذوة لا تزيد إلا اشتعالاَ

وكذاك العباس كان كما شاءَ

أبوهُ وما أراد تعالى

فحسين شمس الهدى وأخوه

قمرٌ حول نوره يتلالا

عينه كان في المساءِ احتراساً

ويديه لدى النهار نِزالا

ولهذا برى العدو يديه

ومن العين صوِّبوهُ نبالا

حين خاض الفرات يحمل ماء

لظمايا كادتْ تموتُ اشتعالا

فتنادى العدوُّ ويل قوانا

إن أصابَ الحسين ماءً زُلالاَ

فأتتهُ السهام زخّاً كوبل

الغيث رشقا مجلجلا هطَّالا

كان والموت في السجال ولولا

حمله الماء ما دنوه قتالا

لهفَ نفسي لمّا أُصيب سقاءُ الماء

خاب الرجاء منه وزالا

حارَ لاعين. لا يدين. ولا

ماءً جريحاً لا يستطيع نِزالا

أزفت ساعة الرحيل الى الله

وما أقرب الحبيب وصالا

كاد يهوي لو أمهلوه قليلا

فقد اشتدَّ نزفُهُ سيّالا

وأحاطوا به بكلّ حُسام

وقناة وما استحدَّ وطالا

ولوى ذلك العماد عمودٌ

من حديد نال الأعزَّ منالا

فهوى عن جواده لستُ أدري

دون كفين كيف حطَّ الرّحالا

أبـــزندٍ قطيعة أم بصدر

صار كالقنفذ المليء نبالا

كم رأى الدهر من عظام رجال

كبرتْ انفساً وجلتْ فعالا

ما رأى في الإباء مثل حسين

وكعباس في الوفاء مثالا

___________

*مقتبس من مجموعة شعرية للكاتب تحت عنوان”عبرات عاشوراء”.

عن المؤلف

السيد عباس المُدرّسي

اترك تعليقا