نتيجة للتطورات المعلوماتية والانفجار المعرفي واقتحام التقنيات الحديثة معظم مجالات اجتهادات الإنسان، توافرت أنماط غير تقليدية استُخدمت في التعليم والتعلم أخذت تنمو وتزدهر خاصة في الآونة الأخيرة.
وتشبثت بها غالبية المهتمين والمتحمسين لتطوير المناهج الدراسية والتعليم عموما، وأساليب تعليمها وتعلمها على وجه الخصوص، بالرغم من معارضة البعض لتقنيات التعليم الحديثة ووقوفهم بشراهة ضد كل ما هو حديث في مجال العملية التعليمية، نظرا لاقتناعهم التام بالأساليب التقليدية التي كانت السبب في وصولهم لما هم فيه حاليا، ولكن هذا السبب لن يثني عزم المناصرين للاتجاهات والتقنيات الفعالة في المضي قدما نحو تفعيل دورها لتحقيق أهداف التعليم والتعلم.
وليس هناك أدنى شك في ان التقنيات التي فرضت نفسها على الواقع التعليمي التعلمي، تتمثل في تكنولوجيا الكمبيوتر في التعليم، وما تضمنته من تطبيقات كالانترنت، وما صاحب ذلك من تعليم الكتروني أدى الى ظهور المؤسسات التعليمية، أو ما يسمى بالمدارس الالكترونية، والتي لها العديد من الميزات التي تؤهلها لان تكون في قمة أنماط التعليم والتعلم.
ومن ثم تغيّر دور المعلم من الأعمال الروتينية الى أساليب وأعمال تتواكب وفلسفة هذه المؤسسات التعليمية الالكترونية وطبيعتها. لذا الإحاطة والتعريف الكامل بالتغير العصري الحديث على أنماط التعليم والتعلم، وانتقاله من التقليدي الى التعليم الالكتروني صار ضرورة ملحة تفرض نفسها، وغاية مهمه لوسيلة التغيير المفروض تتطلب تسليط الضوء على طبيعة أشكالها.
- مفهوم المدرسة الالكترونية
الحديث عن المدرسة الالكترونية؛ هو حديث عن نمط مغاير للنمط التقليدي للمدارس المتعارف عليها، من حيث استخدام الوسائل التعليمية، وطريقة توظيفها وتعتمد بشكل أساسي على شبكة الانترنت، والأجهزة الالكترونية والتي على رأسها جهاز الكمبيوتر (الحاسوب)، “يرى كل من لاري وسوزان كيسمان أنه من الناحية التقنية يمكن اعتبار أي شي يتعلمه الإنسان عن وسائط الحاسب الالي، أو بواسطتها هو تعلم الكتروني”.
أو هي مؤسسة تعليمية تقدم على الأقل بعض المقررات الدراسية المعتمدة على الويب والمصممة للمتعلمين من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثالث المتوسط.
إن بيئة التعلم الالكترونية هي أساس قاعدة بيانات رسومية تستخدم لإنشاء صفحات ويب مصممة حسب الطلب، كي تناسب متطلبات التعليم الخاصة بمقرر ما أو بمجموعة مقررات.
ومن هذا نفهم ان ركني المدرسة الالكترونية اللذين يكمل احدهما الآخر هما (التعليم الالكتروني، الانترنت).
- التعليم الالكتروني
بدأت الدعوة الى استحداث وسائل الحصول على المعلومات وتخزينها وربط بعضها ببعض ونشرها في العام 1945، على يد الأمريكي فانفار بوش V. Bush ولقد قامت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات منذ ذلك التاريخ بهذا الدور خاصة في التعليم الجامعي وفي العالم المتقدم تقنيا بشكل اكبر.
ويرى البعض أن بدء استخدام التعليم الالكتروني منذ الستينات حيث بدأت الاستعانة بالحاسب الآلي في العملية التعليمية، ومما جاء في تعريفه:
“منظومة تعليمية لتقديم البرامج التعليمية أو التدريبية للمتعلمينظ، أو المتدربين في أي وقت وفي اي مكان باستعمال تقنية المعلومات والاتصالات التفاعلية مثل (الانترنت، الإذاعة، القنوات المحلية أو الفضائية للتلفاز، الأقراص الممغنطة، البريد الالكتروني، أجهزة الحاسوب، لتوفير بيئة تعليمية / تعلميه تفاعلية متعددة المصادر بطريقة متزامنة أو غير متزامنة دون الالتزام بمكان محدد اعتمادا على التعلم الذاتي والتفاعل بين المتعلم والتدريسي”.
- أنواع التعليم الالكتروني:
صنف التعليم الالكتروني الى الأنواع التالية:
- التعليم الالكتروني المتزامن:
هذا النوع من التعليم الالكتروني يهتم بتبادل الدروس والموضوعات والأبحاث والنقاشات بين المعلم و المتعلمين في الوقت نفسه وبشكل مباشر.
- التعليم الالكتروني غير المتزامن:
هذا النوع لا يشترط فيه ان يكون التواصل بين المتعلم والمعلم والمنهج في وقت واحد، فيختار الطالب الوقت المناسب لظروفه، ويتم الحصول على المعرفة والتواصل بين الطالب والمعلم من خلال الوسائط المختلفة كالبريد الالكتروني، المنتديات، مواقع الانترنت، أشرطة الفيديو، الأقراص الممغنطة.
وهناك من صنف التعليم الالكتروني الى:
- التعليم الالكتروني المعتمد على الانترنت وينقسم الى:
- متزامن: حيث يقوم جميع الطلاب المسجلين في المقرر وأيضا أستاذ المقرر بالدخول الى الموقع المخصص له على الانترنت، في الوقت نفسه، ويتم التناقش فيما بينهم البين وبينهم وبين المعلم.
- غير متزامن: حيث يدخل الطلاب موقع المقرر في أي وقت كل حسب حاجته والوقت المناسب له.
- التعليم الالكتروني غير المعتمد على الانترنت:
الذي يشمل معظم الوسائط المتعددة الالكترونية المستخدمة في التعليم من برمجيات وقنوات فضائية وكتب الكترونية.
- خصائص التعلم الالكتروني:
- نوع من التعلم يحتاج للتعامل مع مستحدثات تكنولوجية متعددة والى التدريب عليه بشكل جيد قبل المرور بالخبرات التعليمية من خلالها.
- نوع من التعليم والتعلم يحتاج الى أعداد مسبق متسم بالدقة لتحديد عناصر التفاعل التعليمي ومصادر التعلم وسبل الحصول عليها.
- نوع من التعليم والتعلم يحتاج الى مهارات خاصة في المعلم وفي المتعلم لابد من تنميتها لديهم.
- نوع من التعلم يحتاج لإمكانات تقنية خاصة لابد من توافرها في بيئة التعلم.
- أسباب التوجه نحو التعليم الالكتروني:
- الانفجار المعرفي وتزايد المعلومات.
- زيادة الطلب الاجتماعي علة التعليم
- الانفجار السكاني.
- الاخذ بديمقراطية التعليم والتدريب وتحقيق تكافؤ الفرص.
- القصور في توفير الكوادر التعليمية المؤهلة.
- الظروف البيئية والصحية التي تدعوا الى ذلك.
- متطلبات استخدام التعليم الالكتروني:
أجهزة الحاسوب- شبكة الانترنت- الشبكة الداخلية للمدرسة- الأقراص المدمجة- الكتاب الالكتروني- المكتبة الالكترونية- المعامل الالكتروني.
- مميزات التعليم الالكتروني:
- يزيد الفاعلية في دور الطالب أثناء عملية التعلم ويجعله ذو دور أساسي في العلملية التعليمية.
- يسهم في توفي جو من الخصوصية للطالب، فيتيح له فرصة التعلم وفقا لقدراته دون الخوف من الحرج من الإقران.
- يوفر فرصة التواصل المستمر بين الطالب والمنهج طوال الوقت.
- يتيح إمكانية إيصال المعرفة من خلال وسائط مختلفة مرئية مسموعة مقروءه.
- يمكن من خلاله تعليم عددا اكبر من الطلاب. فضلا عن تساوي الفرص فيما بينهم.
- يناسب الكبار والصغار في السن وكلا حسب الظروف المتاحة.
- عيوب التعليم الالكتروني:
- لا يركز على كل الحواس فقط حاستي البصر والسمع.
- يحتاج الى أنشاء بنية تحتية من أجهزة ومعامل وخطوط الاتصال بالانترنت.
- يحتاج الى تدريب مستمر من قبل المعلم والمتعلم
- يفتقد الى العلاقات الإنسانية بين المعلم والمتعلم.
- تقل فيه فرص توظيف الحوافز ورص التعزيز.
- 6- تضعف فيه مهارات الكتابة والاملاء لدى المتعلمين
- الانترنت:
تعد المعلومات من أهم مقومات الحياة ومن أبرز ركائز التقدم الحضاري، ولها ارتباط وثيق بجميع ميادين النشاط البشري، وهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هذا النشاط.
فالإنسان يعتمد على المعلومات في جميع نواحي حياته الخاصة والعامة وفي كل خطوة يخطوها، وهكذا كانت المعلومات وما زالت من الظواهر التي صاحبت الإنسان منذ نشوء المجتمعات البشرية عندما وجد الإنسان على وجه الأرض، وأحس بحاجته الطبيعية للتعايش والتواصل مع أخيه الإنسان.
ومن هنا حرص الإنسان على تبادل المعلومات وتناقلها من جيل لآخر ليفيد ويستفيد، وقد اتخذت هذه العملية أشكالاً مختلفة ووظفت لها وسائط متنوعة حسب الإمكانات المتاحة للإنسان في كل مرحلة من مراحل التاريخ البشري.
كما أن هذه الأشكال والوسائط قد مرت بمراحل تطور متعاقبة بحسب تطور الحضارات الإنسانية على مر العصور، فمن الأشكال والوسائل الرمزية والشفاهية والرقم الطينية وجلود الحيوانات في العصور القديمة، ومن المخطوطات في العصور الوسطى تطورت عملية تبادل المعلومات ونشرها إلىالأشكال، والوسائل المطبوعة الورقية واللاورقية، كالكتب، والمجلات والموسوعات، والأقراص الليزرية، وشاشات طرفيات الحواسيب، والأقمار الصناعية، وما سواها من وسائط ونظم نشر المعلومات واقتنائها وخزنها واسترجاعها وبثها.
وفي هذا العصر ظهر اهتمام متزايد بالمعلومات كونها ثروة وطنية تلعب دورًا استراتيجيًا حيويًا في ميادين أنشطة المجتمع، وقد دفع هذا الاهتمام الدول والمؤسسات والأفراد إلى بذل جهود حثيثة في مجالات السيطرة والتحكم بمورد المعلومات على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. وقد نتج عن هذه الجهود العديد من نظم وشبكات المعلومات التعاونية. ويأتي الإنترنت, في مقدمة هذه كلها.والذي جاء في تعريفه:
الانترنت: هو شبكة من الحواسيب على مستوى العالم تسمح بتشارك أو تشابك المعلومات في المواقع البعيدة عن المؤسسات الأكاديمية، ومؤسسات البحوث، والهيئات الحكومية والشركات الخاصة والإفراد. أو هو نظام مترابط من الشبكات تقوم بربط حواسيب حول العالم عبر بروتوكول (Tcp/ip).
- أسباب استخدام الانترنت في التعليم:
- الانترنت مثال واقعي للقدرة الحصول على المعلومات من مختلف أنواع إنحاء العالم.
- تساعد الانترنت على التعلم التعاوني الجماعي نظرا لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الانترنت فانه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمك استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب.
- يساعد على الاتصال بأسرع وقت وأقل كلفة.
- يعد استخدام الانترنت شكلا كاملا لكل أشكال التعليم عن بعد التي انتشرت في العقود الأربعة الأخيرة.
- طرق الاستفادة من الانترنت في مجال التعليم:
يمكن الاستفادة من الانترنت عن طرق وسائل نوجز أهمها في مجال التعليم:
- البريد الالكتروني: من أهم الوسائل المفيدة في مجال التعليم استخدام البريد الالكتروني، لتسهيل اتصال الطلاب فيما بينهم وتبادل المعلومات والأفكار التربوية، والتواصل خارج الصف الدراسي، بل والتواصل مع طلاب من دول أخرى. كذلك يستفيد المعلم من البريد الالكتروني بالتواصل مع زملائه وطلابه ومن أشكاله مايلي:
- البريد الشخصي ويمكن الحصول عليه مجانا من مواقع مثل: Hotmaail.Gmail.Yahoo
- قوائم البريد الخاصة بالمواقع مثل قوائم بريد موقع: المقبل، نسيج.
- إنشاء مواقع لمقررات دراسية معينة مثل الرياضيات، أو مواقع لدورات وورش تعليمية.
- زيارة أدلة المواقع التربوية: زيارة ادلة مواقع العربية والانجليزية التي تتناسب مع التخصص المطلوب.
- استخدام مواقع البحث الشهيرة: مثل محركات البحث التالية التي تقدم خدمة البحث بعدد من اللغات بما فيها اللغة العربية.
- انشاء المواقع الشخصية: بشكل رسمي وبدفع مسبق يستخدم للأغراض الشخصية.
- الاشتراك في المنتديات: يمكن الاشتراك في منتديات الحوار المنتشرة في الشبكة العنكبوتية مثل المنتديات العلمية.
ومن ذلك نجمل بان المدرسة الالكترونية تمثل بيئة تعليمية ممكنه ونافعة وتعد مرادفه لبيئة التعلم التقليدية لاسيما في الظروف الخاصة كما هي الظروف التي يمر بها العالم الإنساني اليوم من انتشار الاؤبئة كوباء كارونا.
المصادر
- (الصاوي، ياسر، إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، دار السحاب للنشر والتوزيع، ط1، الكويت، 2007
- الحلفاوي، وليد سالم محمد، التعليم الالكتروني تطبيقات مستحدثة، دار الفكر العربي، ط1، القاهر- مصر، 2011.
- سالم،احمد، تكنولوجيا التعليم والتعليم الالكتروني، مكتبة الرشيد،ط1، الرياض، 2004
- عبد المجيد، حذيفة مازن، العاني، مزهر شعبان، التعليم الالكتروني التفاعلي، مركز الكتاب الالكتروني، ط1، عمان – الأردن، 2015.
- عبوي، زيد منير،أدارة المدرسة الالكترونية، مركز ديبنو لتعليم التفكير، المكتبة الوطنية، ط1، عمان- الأردن، 2015
- العجرش، حيدر حاتم فالح، التعلم الالكتروني رؤية معاصرة، مؤسسة دار الصادق الثقافية، ط1، بابل- العراق، 2017.
- عطيفة، حمدي ابو الفتوح، دليل الباحث الى الاقتباس والتوثيق من الانترنت، ط1، دار النشر للجامعات، المنصورة، 2009.
- علي، بدر بن نادر، تكنولوجيا المعلومات في تطوير التعليم الجامعي، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، 2007.
- الفرا، يحي، التعليم الالكتروني: رؤى من الميدان جامعة الملك سعود، 2005
- المحيسن، إبراهيم عبد الله، التعليم الالكتروني ترف أم ضرورة، ورقة عمل مقدمة لندوة مدرسة المستقبل، الرياض، جامعة الملك أسعود، كلية التربية.
- يماني، هناء عبد الرحيم، التعليم الالكتروني لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم العالي في ضوء عصر تقانة المعلومات، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية، جامعة أم القرى.
السلام عليكم كيف اكدر أتواصل مع الاستاذ حسين