ادان العراق وبشدة الانفجار الإرهابي الذي وقع قرب “مدرسة الشهداء” وراح ضحيته العشرات من الشهداء والجرحى في أفغانستان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجيَّة، أحمد الصحّاف، في بيان صحفي، “ان العراق يعرب عن إدانته واستنكاره الشديدين للإنفجار الإرهابيِّ الذي وقع يوم السبت بالقرب من مدرسة “سيد الشهداء” في العاصمة الأفغانية كابُل بتاريخ 8/5/2021، الذي راح ضحيته عدد من الأفراد وجرح أخرين”.
وأضاف، “نقدِمُ تعازينا لحكومة أفغانستان وشعبها، ونؤكِّد موقف العراق الرافض للإرهاب بكلِّ أشكاله وصُوَره، ووقوفه مع المُجتمَع الدوليِّ في مُواجَهة الإرهاب، لاسيما أن العراق حارب عصابات التطرف والتكفير داعش، كما نؤكِّدُ ضرورة المواجهة الفكرية لهذه الجماعات” .
الى ذلك ادانت المرجعيات الدينية في مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الاشرف التفجير الارهابي الذي راح ضحيته مدنيين ابرياء من الشيعة الهزار قرب العاصمة الافغانية كابل.
حيث أدان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله العملية الجبانة التي طالت مدرسة سيد الشهداء عليه السلام، للبنات في حي (دشت برجي) بكابل في أفغانستان، والتي راح ضحيتها عشرات من الطالبات البريئات.
وقال سماحته في بيان صدر عن مكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، يوم أمس الأحد: “إن هذه العملية بداية مشروع لتحجيم التيار الإسلامي والتيار الديني وبالذات في الطائفة الشيعية في افغنستان”.
وحمّل المرجع المدرسي الصهيونية العالمية مسؤولية العمليات الارهابية في البلاد الاسلامية قائلاً: “إن الصهيونية العالمية تسعى لإثارة النعرات والقلاقل من أجل بقاء اطول فترة ممكنة في فلسطين عبر زعزعة الأمن والإستقرار في العالم الإسلامي”، مطالبا العالم الاسلامي بادانة مثل هذه العمليات ومن يقف وراءها كما طالب الشعب الافغاني بتوحيد صفوفه لمواجهة خطر الإرهاب المحدق بهم.
كما قدم سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله، التعزية للشعب الافغانين داعيا الدول الاسلامية والمجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياتها وان لاتترك الشعب الافغاني وحيدا.
وقال سماحته، في بيان صدر مكتبه بالنجف الاشرف، ان “الجريمة المروعة التي راح ضحيتها عدد كبير من طالبات مدرسة سيد الشهداء في كابول في نهار شهر رمضان المبارك وأسفرت عن استشهاد العشرات منهن وجرح اضعاف ذلك تدمي قلب كل انسان حر وذي ضمير حي وتملأه حزناً وأسى”.
وتابع البيان “على الرغم مما عاناه المدنيون العزل في أفغانستان من هجمات وحشية من قبل الجماعات المتطرفة على مر السنوات الماضية إلا أن هذه الجريمة استثنائية في نوعها وتعد الاكثر إيلامًا من عدة جهات”.
وأشار البيان الى انه “في ظل الوضع الصعب الذي تعيشه أفغانستان الحبيبة ونظرا الى امكانية اكتساب الجماعات المتشددة والمتطرفة المزيد من القوة خلال المدة القادمة فإن الوحدة الوطنية والتضامن بين جميع المجموعات العرقية والقوميات في هذا البلد باتت ضروریة أكثر من أي وقت مضى”، مضيفا بالقول “المطلوب من الحكومة والقادة الوطنيون والزعماء الدينيون وکبار المجتمع الأفغاني العمل للتوصل الى طريقة لحماية المدنيين – وخاصة الأقليات العرقية والدينية – امام قمع وجرائم الجماعات الإرهابية واتخاذ مايلزم من إجراءات مناسبة في هذا المجال”.
بدوره أعرب المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ الفياض دام ظله، عن بالغ حزنه و تالمه للدماء البرئية التي اريقت لثلة من الفتيات و الأطفال الأبرياء المظلومين في حادثة الاعتداء على مدرسة سيد الشهداء في كابول.
و جاء في بيان اصدره سماحته، إن أعداء الإنسانية و الإسلام، ارتكبوا هذه الجريمة المروعة بحق الأطفال الأبرياء دون مراعاة حرمة الدم، و حرمة الشهر العظيم، لافتا الى ان هذه الجريمة تركت أثرا و جرحا بالغا في المجتمع الإسلامي و الإنساني.
و طالب سماحته الحكومة الأفغانية بضرورة تأمين الأمن و حماية المواطنين، و أن اي تساهل في هذا المجال امر مرفوض، كما دعى سماحته الحكومة على إلقاء القبض على الجهات المسؤولة عن هذه الجريمة المروعة و معاقبتهم حرمة لدماء الشهداء و تسكينا لألآم ذوي الشهداء و الجرحى.
وكان المتحدث بأسم وزارة الداخلية الافغانية، طارق آرين، ذكر ان سيارة مفخخة انفجرت امام مدرسة “سيد الشهداء” للبنات غرب العاصمة الأفغانية كابل تلاها انفجار عبوتين ناسفتين مساء السبت الماضي، أسفرت عن 85 شهيدة و147 جريحة.
وذكرت قناة “طلوع نيوز” الأفغانية أن “معظم الضحايا من الطالبات اللاتي تقل أعمارهن عن 18 عاما”.
والمنطقة تسكنها اقلية الهزارة (المسلمون الشيعة) في أفغانستان، والتي تعرضت لهجمات متكررة من قبل داعش التكفيري وجماعات إرهابية أخرى.
وألقت عائلات وأقارب الضحايا في حادث كابل باللوم على الحكومة والدول الغربية في عدم قدرة البلاد على إنهاء الاعمال الارهابية.
وأظهرت مقاطع مصورة تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي مذبحة في الموقع حيث يمكن سماع صراخ تلميذات صغيرات، وهن ملطخات بالدماء.
واتهمت الحكومة الافغانية، حركة طالبان بالوقوف وراء هذه التفجيرات، فيما تنفي الأخيرة مسؤوليتها.