حذّر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، من الإنهيار الكبير للحضارة البشرية بسبب إنحرافها عن تلك القيم التي قامت على أساسها، مبيّناً وجود أكثر من دلالة تدل على أن الحضارة البشرية اليوم قد وصلت إلى هاوية السقوط إن لم تدركها الحكمة، عبر الرجوع إلى الله سبحانه، والقيم التي أمر بها، وعبر العودة إلى الفطرة السليمة.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “بنظرةٍ سريعة إلى وضع البشرية في ظل جائحةٍ سلبت حياة أكثر من مليوني إنسان، وأصابت مئات الألاف بعاهات دائمة، وكبّدت الدول خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات، نعرف بأن ما أصاب البشرية ليس سوى نفحة من عذاب وإشارة من الرب للعودة إلى رشدهم، وكما قال الله سبحانه: (وَ لَنُذيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون)”.
وأكد المرجع المدرسي أن الحلول البشرية في مواجهة الفيروس باءت بالفشل، لأنها لم تكن حلولاً واقعية، وأن الحل يكمن في اعتراف البشرية بنقاط ضعفها، والعودة إلى الله سبحانه والإستغفار من إنحرافاتها، ومن ثم قبول القيادات الإلهية التي تنصح البشرية لما فيه صلاحها.
وبيّن سماحته أن العودة إلى الله سبحانه يتمثّل في العودة إلى تشريعاته والقيم التي أمر بها كالعدل والإحسان واجتناب الفحشاء والمنكر، وما وقعت فيه الحضارة الغربية من الإنغماس في الموبقات والإنحراف عن الفطرة السليمة بانتشار الشذوذ، واستئثار الاغنياء باللقاح والدواء، كل ذلك لابد أن ينتهي بالرجوع إلى الله سبحانه الذي يكون رجوعاً على المستوى الأخلاقي والإجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وفي ختام كلمته توجّه المرجع المدرسي بالمسألة إلى الله سبحانه بحقّ شهر رجب الأصب، وبحق أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، الوجيه عند الله، الذي يعيش المؤمنون ذكرى ولادته الميمونة، أن يرفع هذا الوباء عن البشرية جمعاء، وأن يوفق البشرية للعودة إلى رشدها.