بيّن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن البشرية لمّا تعتبر بعدُ من جائحة كورونا، ولا زالت تسير في منهجٍ غير كافٍ، بالرغم من الجائحة التي كشفت عن مساوئ كبيرة للإنسان في العصر الحديث حيث اغتر بما يملكه من علمٍ إضافة إلى الفوارق الكبيرة بين الأغنياء والفقراء، مبيّناً أن سير البشرية في المنهج الخاطئ إنما كان بسبب أنهم ينظرون إلى الأمور بعينٍ واحدة وهي عين المادية، ويتجاهلون الحقائق المعنوية.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: ” مهما كانت الاسباب وراء انتشار الجائحة فإن هناك عبرة لابد أن نستفيدها من إنتشارها، تكمن في ضرورة عودة الإنسان إلى عقله وفطرته، وإلى منهج الوحي ليكشف المنهج المناسب للتعاطي مع الحقائق، ولكن البشرية انشغلت بدلاً عن ذلك بتراشق الإتهامات من جهة، وفي مساعي البعض للحصول على المزيد من الأرباح المادية من جهة أخرى، حتى صار هناك ما يسمّى بتجار الاوبئة، حيث أن الفقراء ازدادوا في الجائحة فقراً والأغنياء غنىً، وذلك بدلاً من أن يعطف الأغنياء على الفقراء”.
وأكد المرجع المدرسي، على أن التسابق المحموم لدى الدول الكبرى نحو التسلح بأسلحة الدمار الشامل، هو من سمات المنهج المنحرف لدى الإنسان في الحضارة الحديثة، تلك الترسانات المهيبة التي لو استعملت لأنهت الحياة على وجه الأرض، وإن لم تستعمل فهي محرقة لأموال الناس في فوّهة هذه الترسانة، مبيّناً أن الدول التي تمتلك الأسلحة النووية والتي تسعى لعدم امتلاك خصومها لتلك الاسلحة، لم تتمكن من توفير الأمن ولا من معالجة مشاكل الفقر أو المرض بالرغم من صرف مليارات الدولارات في هذا المجال.
ودعا سماحته إلى إعادة نظر شاملٍ في المنهج الذي تسير فيه الأنظمة الكبرى، بدءاً من وجود وقفة جادة لكبح جماح الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وكذلك إعادة نظر دقيق لإصلاح النظام الإقتصادي العالمي، وأيضاً التفكير الجاد في أمر المناخ وإصلاحه، مبيّناً، أن السبيل إلى تحقق ذلك كله يتوقف على استيقاظ الضمير البشري وأن ينظر إلى الأمور بعيني المعنويات والماديات معاً.