مناسبات

سلسلة الزهراء الزاهرة (10) تسبيح فاطمة

التكبير حكاية قولنا: الله أكبر، و التحميد حكاية قولنا: الحمد لله، و التسبيح حكاية قولنا: سبحان الله. و (سبحان) مصدر بمعنى التنزيه. فقولنا: “سبحان الله” بمعنى إننا نُنزه الله تعالى عن كل ما لا ينبغي أن يوصَف به، و لا يُستعمل (سبحان) إلا مُضافاً. و تُعرب سبحان مفعولاً مطلقاً لفعل محذوف تقديره: (أُسبح)؛ فيكون تقدير العبارة: أُسبح سبحان الله.

و التسبيحات الأربع هي: “سبحان الله، و الحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر”، و تُقرأ في الركعتين الثالثة و الرابعة، و يُستحب تكرارها ثلاث مرات، و مع ضيق الوقت، يلزم الإتيان بها مرة واحدة.

و يجوز للمصلي أن يقرأ سورة الحمد فقط في الركعتين الأخيرتين، كما يجوز له أن يقرأ سورة الحمد في إحدى الركعتين، و في الأخرى التسبيحات الأربع؛ و لكن الأفضل أن يأتي بالتسبيحات الأربع في كلتا الركعتين.

أما تسبيح فاطمة الزهراء، عليها السلام؛ فهي ١٠٠ ذكر بواقع ٣٤ تكبيرة، و ٣٣ تحميدة، و ٣٣ تسبيحة، و هي عطاء و نِحْلة من الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، لابنته فاطمة، عليها السلام، و هو الذي علمها هذه العبارات، و بهذا الترتيب، و بهذا العدد ؛ فلذا عُرفت باسمها الشريف.

و لتسبيح فاطمة، عليها السلام، ثواب عظيم. فقد ورد عن الإمام الباقر، عليه السلام، أنه قال: “ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة. و لو كان شيء أفضل منه، لَنَحَلَهُ، صلى الله عليه و آله، فاطمةَ، عليها السلام”. (الكافي للكليني، ج٣، ص٣٤٣).

و يُستحب أن يُسبح المؤمن تسبيح فاطمة، عليها السلام، بعد كل صلاة مباشرة، فريضة كانت أم مندوبة، و قبل النوم. و قد سمعت من أحد الخطباء الكرام يقول بأن تسبيح الزهراء، عليها السلام، يُستحب، أيضا، قبل زيارة المعصوم، و بعد الإنتهاء من صلاة زيارة المعصوم.

هذا ؛ و قد ورد التأكيد على هذا التسبيح المبارك للشفاء من الأمراض، و لطرد الشيطان، و لطلب الغفران.

 

  • من فقه حديث الكساء

قالت الزهراء، عليها السلام: “قال، رسول الله، صلى الله عليه و آله،: إني أجد في بدني ضعفا”.

مسألة: ” يجوز التشكي، و الإخبار عن الحالة الجسدية و النفسية، و يُرجَّح إن كان لفائدة ؛ كالتعليم، أو دفع توهّم، أو شبه ذلك؛ حيث قال، صلى الله عليه و آله: “إني أجد في بدني ضعفا”، أما [الحالة] النفسية؛ فبالمِلاك. و لا إشكال في جواز الإخبار، و ربما يقال بالإستحباب ؛ لأنه، صلى الله عليه و آله، أسوة، و المنصرف من مثله أنه يأتي بالراجح”. (من فقه الزهراء، عليها السلام، للمرجع الشيرازي الراحل، ج١، ص٧٠).

 

عن المؤلف

جواد السيد سجاد الرضوي

اترك تعليقا