ماذا فعلت فاطمة الزهراء، عليها السلام، حتى قال الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، في حقها: “فعلت “؟ و كيف قال: “فداها أبوها”؟ و لماذا كرر هذه العبارة ثلاث مرات؟
من المعروف أن الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، كان إذا قدم من سفر، بدأ بفاطمة، عليها السلام؛ فدخل عليها؛ فأطال عندها المكث.
فقدم ذات مرة من سفر؛ فأرسلت، عليها السلام، اليه في المسجد قلادة، و قرطين، و ستراً لباب البيت كانت قد صنعتها، و قالت للرسول: “قل له: تقرأ عليك إبنتك السلام، و تقول: إجعلها في سبيل الله”. فلما أتاه، قال، صلى الله عليه و آله: “فَعَلَت؛ فداها أبوها. فعلت؛ فداها أبوها. فعلت؛ فداها أبوها”.
لا شك أن هذا التعبير الفريد من الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، بحق إبنته الزهراء، عليها السلام، دليل آخر على تفردها بمناقب، و فضائل، و خصائص خاصة بها، و لها حصراً.
إنّ الزهراء، عليها السلام، فعلت، بالضبط، ما كان متأكدا، صلى الله عليه و آله، أن تفعله؛ و لذا قال: “فَعَلَت”؛ أي: ما كان متأكدا أن تفعله في مثل هذا المورد، و إنها تستحق التكريم بمثل عبارة: ” فداها أبوها “، و كررها ثلاثاً للتأكيد.
و لهذه العبارة الدقيقة دلالتان؛ الأولى أنها تزكية لها، عليه السلام، و الثانية أنها تصويب لفعلها؛ كيف لا و هي المعصومة في قولها، و فعلها، و تقريرها، و تفصيل هذه الواقعة مذكور في محله.
-
من فقه حديث الكساء
قالت الزهراء، عليها السلام: “فقلتُ: و عليك السلام”
مسألة: “يجب رد السلام؛ و لذا قالت: “و عليك السلام”. و الفعل، و إن كان أعمّ، إلا أن إستفادة الوجوب إنما هي من الأدلة الأخرى”. (من فقه الزهراء، عليها السلام، للمرجع الشيرازي الراحل، ج١، ص٧٠).