حديث الكساء الشريف حديث معروف عند المؤمنين و المؤمنات، و الحمد لله، و هو من محفوظات أكثرهم، و هم يقرؤونه في المناسبات المختلفة للتبرك به، و لقضاء حوائجهم.
هذا الحديث الشريف تزخر به كتب الحديث، و الأدعية، و الزيارات، و قد ذكره الشيخ عباس القمي، رضوان الله عليه، في كتابه المعروف “مفاتيح الجنان ” نقلاً عن كتاب ” عوالم العلوم “للشيخ عبد الله بن نور الله البحراني، بسند صحيح عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء، عليها السلام.
و نقله، أيضا، المرجع الشيرازي الراحل، أعلى الله مقامه، عن والده المرجع الراحل السيد مهدي الحسيني الشيرازي، أعلى الله مقامه، في موسوعته الفقهية “من فقه الزهراء، عليها السلام – الجزء الأول”، بسند صحيح عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء، عليها السلام، و في كتابه “الدعاء و الزيارة. ”
إن حديث الكساء الشريف – في الواقع – حَدَثٌ ؛ فهو حديث، و حَدَث
أما الحَدَثُ ؛ فقد وقع في عالم المُلك و في عالم الملكوت، و أما الحديث ؛ فهو الذي روته لنا فاطمة الزهراء، عليها السلام، في النص الموجود عندنا و المعروف ب ” حديث الكساء. ”
ففي عالم المُلك، عندنا في الأرض، حدث أن دخل الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، على فاطمة الزهراء، عليها السلام، في دارها عندما وجد في بدنه ضعفا؛ فطلب منها الكساء اليماني لتغطيه به؛ فأتت به فغطته به ؛ ثم انضم إليه، تحت الكساء، الإمام الحسن، و الإمام الحسين، و الإمام عليٌّ، و فاطمة، عليهم السلام ؛ على التوالي.
فلما اكتمل العدد المقرر لهذا الجمع المبارك و ذلك بحضور هؤلاء الخمسة، عليهم السلام، دون غيرهم من نساء النبي، صلى الله عليه و آله، أو أحد من قرباه، أخذ، صلى الله عليه و آله، بطرفي الكساء، و أومأ بيده اليمنى إلى السماء، و قال:
” اللهم إن هؤلاء أهل بيتي، و خاصتي، و حامتي ؛ لحمهم لحمي، و دمهم دمي ؛ يؤلمني ما يؤلمهم، و يجزنني ما يحزنهم ” إلى أن قال : “فاجعل صلواتِك، و بركاتِك، و رحمتَك، و غفرانَك، و رضوانَك عليّ و عليهم، و أذهب عنهم الرجس، و طهرهم تطهيراً”.
عمد البعض الى حَذف فقرات من هذا النص الشريف؛ فبتروه؛ فجعلوه – بذلك – حديثاً أبتر؛ تماما كما فعلوا، من قبل، بعبارة الصلاة على محمد وآل محمد؛ فبتروها ؛ فحذفوا (الآل) منها؛ فجعلوها صلاة بتراء. و في الواقع، إن الذي عمد الى هذا البتر و ذلك البتر هو الأبتر
-
في عالم الملكوت
أما في عالم الملكوت، هناك في السماوات العلا ؛ فقد حدث أن قال الله عز و جل:
“يا ملائكتي و يا سكان سماواتي ؛ إني ما خلقت سماءً مبنية، و لا أرضاً مدحية، و لا قمراً منيراً، و لا شمساً مُضيئة، و لا فلكا يدور، و لا بحراً يجري، و لا فُلكاً يسري، إلا في محبة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الكساء. ”
فقال الأمين جبرئيل : يا رب ؛ و من تحت الكساء ؟
فقال، عز و جل:
هم : “أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة ؛ هم : فاطمة، و أبوها، و بعلها، و بنوها“.
-
آية التطهير
و استأذن جبرئيل ليهبط إلى الأرض، ليكون معهم سادسا ؛ فأذن الله تعالى له، فهبط، و سلّم على رسول الله، صلى الله عليه و آله، و استأذن بالدخول تحت الكساء ؛ فأذِن له ؛ فقال، من جملة ما قال:
إن الله عز و جل قد أوحى إليكم، و يقول : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ”
-
سعادة الشيعة
و يسأل الإمام علي، عليه السلام، عن فضل هذا الإجتماع عند الله؛ فيبشره، صلى الله عليه و آله، بالرحمة، و المغفرة، و تفريج الهموم، و قضاء الحوائج للشيعة و المحبين.
و يُقسم، عليه السلام، بالله، مرتين، لتأكيد حتمية فوز و سعادة الشيعة في الدنيا و الآخرة.
-
مكانة الكعبة
ثم أنه، عليه السلام، أقسم مرتين، أيضا، بإستعمال عبارة “رب الكعبة “؛ لتأكيد مكانتها، و توجيه الناس إليها ؛ فلم يقل في القَسَم؛ مثلا : رب الصفا و المروة، أو رب المزدلفة، أو رب الركن و المقام.
و لم يحدث، قط، لنبي من الأنبياء، أو رسولٍ من الرسل أن اجتمع و أهلَ بيته مثلَ هذا الإجتماع، و تَدخّل الوحي الإلهي مثلَ هذا التدخل.
-
العبث بالحديث!
و حديث الكساء الشريف، جزء منه حديث المعصوم، و هو، هنا، فاطمة الزهراء، عليها السلام، و جزء منه حديث قدسي، و وحي إلهي؛ نزل به جبرئيل على الرسول الأعظم و أهل بيته، عليه و عليهم السلام.
فهذا هو التفصيل الكامل ل “حَدَث الكساء” كما ورد في حديث الكساء الشريف، و هذا هو النص الكامل لـ “حديث الكساء” الشريف كما روته لنا فاطمة الزهراء، عليها السلام.
و قد عمد البعض الى حَذف فقرات من هذا النص الشريف ؛ فبتروه؛ فجعلوه – بذلك – حديثاً أبتر ؛ تماما كما فعلوا، من قبل، بعبارة الصلاة على محمد و آل محمد؛ فبتروها؛ فحذفوا “الآل ” منها ؛ فجعلوها صلاة بتراء. و في الواقع، إن الذي عمد الى هذا البتر و ذلك البتر هو الأبتر.