زار وفد من ممثلية مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، يوم الخميس الماضي، محافظة البصرة، والتقى خلال الزيارة عدد من المشايخ والرجال الدين والخطباء والوجهاء وشرائح مختلفة من المجتمع البصري.
وضم الوفد كل من سماحة الشيخ علاء الكعبي، والشيخ ابو علي الباوي، والشيخ عبد الحسين الدعمي، والسيد يوسف الزاملي والسيد عبد الستار الحسني.
وقال السيد عبد الستار الحسني، ان الوفد استهل جولته بزيارة جامع العباس عليه السلام في حي الاصدقاء، وكان في استقباله جمع غفير من العلماء والخطباء والوجهاء.
واضاف الحسني في تصريح خص به مجلة الهدى، ان الوفد زار أيضا حسينية السيدة الزهراء عليها السلام في قضاء القرنة والتقى هناك بجمع غفير من المشايخ والسادة اصحاب المواكب والهيئات الحسينية، مضيفا ان الزيارة تضمنت قيام سماحة الشيخ علاء الكعبي بإلقاء محاضرة تطرق من خلالها لبعض المشاكل التي تعصف بالمجتمع والبلاد، والحلول الكفيلة بمعالجة تلك المشاكل.
وبين الحسني ان سماحة الشيخ الكعبي استهل محاضرته بنقل تحيات سماحة المرجع المدرسي الى أهل الجنوب وبالخصوص اهالي البصرة، واصفا اياهم بانهم لهم طعم خاص ألا وهو حب الحسين عليه السلام.
واشار سماحة الشيخ الكعبي في محاضرته الى اننا نعيش في الوقت الحالي جاهلية جديدة، وهي لا تقل خطرا عن الجاهلية التي كانت في بداية ظهور رسالة النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم، موضحا ان الجاهلية المنتشرة في الوقت الحالي في مجتمعنا تتمثل بالفساد والانحطاط الخلقي والاخلاقي على كافة الاصعدة.
وتابع بالقول ان مجتمعنا اليوم بحاجة الى اعادة ترميم، وهو ما نسميه الاصلاح، مبينا ان الاصلاح يتطلب منا ان نتحرك وفق برنامج متكامل للنهوض بالمجتمع الشيعي.
وقال سماحته ان في المجتمع العراقي مقابل كل الثقافات الموجودة والتدين، هناك ثقافات سلبية وفاسدة في المجتمع، وواجبنا ان نرفع شعار الاصلاح من خلال شهر محرم الحرام، ويجب ان يكون لهذا الشعار برنامج، لافتا الى ان المرجعية المباركة جعلت معيار للاصلاح، فشعار الاصلاح برنامج وخطة وليست شعارات فقط، بل تطبيق على ارض الواقع.
وتطرق سماحته الى البرنامج المتكامل الذي طرحه سماحة المرجع المدرسي، دام ظله، في هذا الجانب والمرتبط بالمجتمع وأهداف الاصلاح والمنهج الرسالي للاصلاح.
واشار الى ان كل فرد في هذا المجتمع مسؤول، بما فيهم الشباب والشيبة ورجال الدين، وكل انسان لديه مسؤولية، وهذه المسؤولية ترتبط بهذا المجتمع، مضيفا بانه كما تم التحشيد لتجمعات ضد الدين، فلا بد ان تكون هنالك تجمعات للدفاع عن الدين وقيم السماء.
وقال ان الاصلاح يحتاج الى شخصية ربانية حقيقية من صفاتها الانقطاع الى الله سبحانه وتعالى، موضحا ان الشخصية الربانية نجدها في المصلح الذي يكون قائدا وقدوة، ويحمل كل الصفات التي يعطيها الله سبحانه وتعالى له، ومنوها الى اننا بحاجة الى نكون قادة او ننتج قائد يكون قدوة لنا.
وختم سماحة الشيخ علاء الكعبي حديثة بالقول ان المنهج الرسالي هو منهج حقيقي علينا ان ننتهجه وهو المنهج الذي ربا اهل البيت عليهم السلام اصحابهم عليه، مضيفا ان المنهج الرسالي يعتمد على القران وأحاديث اهل البيت عليهم السلام، مع التجدد وتطبيق القران على ارض الواقع.
هذا وقد شكا بصريون خلال لقائهم بوفد ممثلية المرجع المدرسي، من قلة دعم ومساندة الحوزة العلمية في النجف وكربلاء لهم، فيما المحوا الى حاجتهم لمبلغين وعلماء دين للاسهام في حل مشاكل الناس ومعالجة الظواهر الاجتماعية السيئة.