أول من نطق بمفردة ” الشيعة ” هو الرسول الأعظم ، صلى الله عليه و آله، و ليس كما يزعم البعض – و يصر على زعمه – من أن هذا المصطلح جاء متأخرا عن صدر الإسلام بعدة عقود، و بالتالي فإن التشيع مذهب مبتدع !
و الأحاديث المروية حول الشيعة و التشيع في كتب غيرنا، فضلا عن كتبنا ، تبلغ حد التواتر. فلو أخذنا ، مثلا، آية قرآنية واحدة، هي الآية السابعة من سورة البينة، و هي قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}، و ذهبنا الى المراد من ” خير البرية ” في كتب غيرنا – فضلا عن كتبنا – فإننا سنجد الكثير من الأحاديث المتفق عليها، التي تؤكد على أن المراد من هذا الوصف هو الإمام علي، عليه السلام، و شيعته.
و سنذكر مثالا واحدا فقط بما يسع المقام، فقد جاء في (الدر المنثور للسيوطي ج٦، ص٣٧٩ ) أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: “قال لي رسول الله، صلى الله عليه و آله: ألم تسمع قول الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} ؟ هم أنت و شيعتك، و موعدي و موعدكم الحوض، إذا جاءت الأمم للحساب ، تُدْعَونَ غُرًّا محجلين “.
و (الغُر) بمعنى الأشراف، و(المحجل) صفة للفرس – في تفصيل – ثم استعير لذوي العلم و العمل الصالح من الناس .
و (قائد الغُر المحجلين) لقب الإمام علي، عليه السلام، لقبه به الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، و معناه: قائد المؤمنين الذين يسعى نورهم بين أيديهم .
فهذا صريح قول الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، تفسيرا للآية الشريفة، و بالتالي فهو وحي إلهي؛ لأنه، صلى الله عليه و آله، لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى إليه.
فالشيعة، إذن، هم الذين والوا الإمام عليا، عليه السلام، منذ زمن التنزيل، و ثبتوا على بيعة الغدير؛ فوالوا الأئمة، عليهم السلام، الهادين بعد الهادين، الى أن انتهوا الى خاتمهم الإمام المهدي المنتظر، عجل الله فرجه الشريف، و هم يعيشون اليوم في عصر غيبته الكبرى؛ فماذا عن غيرهم الذين لم يسلكوا هذا الصراط المستقيم حتى الآن؟!