أكّد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن الخطوة الأولى لبناء المجتمع تكمن في القضاء على نقاط الضعف، كالإختلاف وانعدام الأمل والتواني وضعف الإرادة، مبيّناً إبتلاء مجتمعاتنا بهذه الآفات أكثر من ذي قبل، حيث كانت المجتمعات قادرة على التغلب عليها سابقاً، بينما باتت اليوم تشكل تحدياً لها في ظلّ إرادةٍ خارجية تهدف ترسيخ نقاط الضعف.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “هناك اليوم أعاصيرٌ من الإعلام المضلل تجتاح بلادنا، وتهدف زعزعة ثقة الأمة بنفسها عبر تصويرها أمةً عاجزةً أمام إستعمار مقتدر، كما تهدف تمزيق وحدتها عبر بثّ الكراهية، والكل يعرف كيف جاء الاعداء بالتفرقة في العراق بين طوائفه وقومياته من خلال تركيز إعلامهم وعملائهم، على سياسة التفرقة وتقسيم البلد، بعد أن كان موحّداً -بمذاهبه وطوائفه- في مقاومة الظلم العثماني والاستعمار البريطاني ومناهضة الديكتاتورية”.
وأشار سماحته الى تكرار هذه السياسة الخبيثة بشأن سائر دول المنطقة، مشيراً إلى ما يقوم به الإعلام الغربي من إضعاف ثقة العراقيين بأنفسهم عبر نشر ملفات فساد المسؤولين العراقيين، وفي المقابل يقومون بالتعتيم التام على سرقتهم وظلم شركاتهم للعراق، وكذا الصفقات الجائرة التي فرضوها على البلد، وسكوتهم عن مليارات الدولارات التي سرقوها من البلد تحت يافطة الإعمار أو إصلاح الكهرباء، داعياً الأعداء إلى ترك بلداننا وشأنها، والعودة إلى بلدانهم ليعالجوا مشاكلهم الخاصة.
وفي ذات السياق بيّن سماحته، أن ما يعطي الأمة القوة والهمة، هو توكلهم على الله سبحانه، والإستمداد من نوره الذي جعله في كتابه وفي العترة الطاهرة، لا سيما الإمام الحسين عليه السلام، الذي نستمد من حبه وإحياء شعائره، التوكل على الله والثقة بأنفسنا وقيمنا وتاريخنا ووحدتنا، الأمر الذي يمكّن المجتمع من الإستطالة على التحديات الكبرى ومعالجة مشاكله المتتالية بما لديه من قيم سامية، كقيمة الشهادة في سبيل الله، وقيمة الدفاع عن المظلوم، وقيمة النهضة بوجه الطغاة.