دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، الساسة في العراق إلى ترك الخلافات الحزبية جانباً لأجل مصلحة البلد في هذا الظرف العسير، حيث يواجه البلد جائحةً كبيرة، على المستويين الصحي والإقتصادي.
وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: “إن البلد أمانة الله سبحانه في أعناقهم، ولا زال البعض يبحث عن المصالح الحزبية الضيقة، الأمر الذي يستتبع حساباً إلهیاً عسيراً، وعلى الجميع أن يقدّم مصلحة البلد، بالتحاور الجاد والمصالحة المبنية على قيمة العدل، فإن العدل يسع الجميع”.
وبيّن المرجع المدرسي، أن جائحة كورونا العالمية شكلت صدمةً كبيرة للبشرية جمعاء، للكشف عن إنحرافاتهم وسلبياتهم، والتفكير الجادّ في تصحيحها، فالقوى الكبرى التي استطاعت بناء أكبر ترسانة حربية في العالم بدت تعاني من هذه الجائحة، الأمر الذي لم يكن ليصدقه أحدٌ قبل ستة أشهر من اليوم، بسبب تغطية الإعلام المزيّف للحقائق، وتسائل سماحته: أما كان من الأجدر للولايات المتحدة التي بذلت سبعة ترليونات من الدولارات في غزو العراق إنطلاقاً من أكاذيبهم، أن تبذل نصف هذا المبلغ على التأمين الصحي لشعبها؟
وأكّد سماحته: أن ذات الصدمة كشفت لنا نقاط الضعف في بلداننا في المنطقة أيضاً، من النقص في البنى التحتية الصحية، وعدد الأطباء، داعياً إلى التوبة إلى الله من الإنحرفات، والبحث عن الأخطاء السابقة لإصلاحها، لأن العودة إلى الله تعني العودة إلى العقل والضمير.
وفي مجال تصحيح الأخطاء، قدّم المرجع المدرسي جملةً من الوصايا:
أولاً: إعادة النظر في إدارة الأنظمة المرعيّة في بلداننا في الجانب الطبي، سواء على مستوى البنى التحتية كالمستشفيات والمراكز الطبية أو على المستوى الإنساني، وضرورة تخصيص المزيد من الميزانيات، التي لم تكن كافيةً أو كانت تصرف في المجالات الخاطئة.
وقال سماحته في هذا المجال: “إننا إذ نثّمن جهود الكوادرالطبية، الذين جاهدوا وناضلوا في هذه الفترة في الخط الأول من مواجهة جائحة الكورونا، والذين ضحّى كثيرٌ منهم بحياته، ويعيش الآخرون منهم أياماً صعبة، كما يعيش المقاتل في ساحات القتال؛ نؤكد على ضرورة تقدير جهودهم وتكريمهم، ووضع الميزانيات التي تعينهم في أعمالهم”.
ثانياً: الإكثار من مراكز الدراسات في المجتمع، في مختلف الحقول، لدراسة سبل معالجة الاخطاء السابقة، ووضع خارطة طريقٍ للخمسة وعشرين سنة القادمة في مختلف المجالات، لئلا تبتلى الأجيال القادمة كما ابتلي هذا الجيل.
ثالثاً: التفكير الجاد في تصحيح المناهج التربوية في المراكز التعليمية، ليكون تربية الإنسان مقدماً على تعليمه؛ لكيلا نرى ظاهرة التفكير في الوظيفة والمصلحة الخاصة لدى المتخرّج من الجامعات، مقدمةً على خدمة البلد والوطن.