تلقّت البحرين نبأ وفاة الملا «محسن الجديد» من بلدة الصالحيّة، وهو واحد من بين أكثر من 1200 مواطن عالقين في إيران يعيشون حالة من القلق والتوتر واللاأمان بعدما أمعن النظام الخليفيّ في تجاهلهم وتجاهل حقّهم بالعودة إلى أهلهم ووطنهم.
وتعقيبا على ذلك قال العلامة الشيخ عبد الله الصالح ان دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت طائرة لإجلاء مواطن إماراتي واحد فقط من موريتانيا الى الإمارات، بينما حكومة البحرين لديها ١٢٠٠ مواطن عالق في مشهد المقدسة، و٣١ مواطن عالق في الدوحة، وهي لا تريد إرجاعهم، وإذا رجعوا على حسابهم الخاص تعرقل رجوعهم.
وخاطبهم الشيخ الصالح، بحسب ما نقله لمجلة الهدى مكتبه الاعلامي، بالقول “سووها ولو من باب الدعاية لنظامكم العفن الفاقد للحس الإنساني”.
الى ذلك نعى ائتلاف 14 فبراير المواطن السادس من العالقين في مشهد، واصفا في بيان له النظام الخليفيّ بانه يتلاعب بحياة المواطنين ويذيقهم صنوف التعذيب النفسي.
وأضاف البيان، الذي تلقت مجلة الهدى نسخة منه، ان المواطن السادس من العالقين في الجمهورية الإسلاميّة في ذمّة الله، حيث تلقّت البحرين نبأ وفاة الملا «محسن الجديد» من بلدة الصالحيّة.
وأضاف البيان “لقد وضعت أزمة كورونا العالم بأجمعه أمام تحدٍّ حقيقيّ، وسارعت الدول والحكومات إلى احتضان شعوبها وتسخير كلّ طاقاتها لتأمين سلامة مواطنيها داخل أراضيها وخارجها، إلّا النظام الخليفيّ الذي سخّر كلّ طائفيّته مستغلًّا هذه الفرصة للانتقام والتشفي منهم، وإلّا كيف يمكن تفسير عدم مبادرته إلى إجلاء العالقين في إيران وفي الأردن والهند وغيرها؟ بل أكثر من ذلك إلغاء رحلاتهم التي كانت مقرّرة لإعادتهم من دون وجه حقّ، وبذرائع واهية لا يقبلها عقل”.
وتابع البيان “إنّنا في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير نجدّد تأكيدنا لحقّ هؤلاء الأحبّة المبعدين قسرًا عن عوائلهم وذويهم بالعودة سريعًا إلى البحرين، مع ما يحيط بهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا المتفشي في إيران وبقيّة الدول، ونشدّد على ضرورة التحرّك أكثر والضغط على هذا النظام الهمجي لإرجاعهم إلى ديارهم، ولا سيّما أن لا حجّة له بعجزه عن ذلك ما دامت دول عدّة أبدت استعدادها لتقديم العون في هذا الملف، مع وافر في الطاقة الاستيعابيّة في مراكز الحجر الصحيّ ومراكز العزل والعلاج في البحرين، كما أعلن النظام نفسه”.
وكان طيران الخليج قد امتنع، يوم الجمعة 27 مارس/ آذار 2020، من تنفيذ رحلته المقررة من مسقط إلى البحرين بعدما علم أنّ 76 مواطنًا من المسافرين هم ممن كانوا عالقين في مشهد.
المواطنون الذين اشتروا بطاقات العودة على حسابهم الخاصّ وبسعر باهظ في محاولة للرجوع إلى البحرين بعد انتظار لأكثر من شهر في إيران، تقطّعت بهم السبل في مطار مسقط بعد رفض النظام الخليفيّ استقبالهم متذرّعًا كعادته بحجج أقبح من ذنبه، وهم حتى اللحظة عالقون في عُمان، ومصيرهم على كفّ عفريت ما بين إعادتهم إلى قطر ومنها إلى طهران أو الانتظار إلى ما لا يعلمه إلّا الله، ناهيك عن الإرهاق والتعب والقلق الذي يعيشونه وهم في هذه الحالة.
وكانت شركة «طيران الخليج» قد أكّدت أنّها ألغت اليوم إحدى رحلاتها المقرّرة من مطار مسقط بعدما تبيّن وجود عدد كبير من المسافرين المسجّلين للرحلة والقادمين من إيران عبر مطار الدوحة، مدّعية أنّهم جاؤوا إلى مطار مسقط دون إخطار مسبق، ودون أيّ اعتبار للإجراءات الاحترازيّة والتدابير الوقائيّة المتخذة لضمان صحّة كافّة المسافرين وطاقم الطائرة وسلامتهم.
يذكر أنّ أوّل دفعة من المواطنين العالقين في ايران وصلت بتاريخ 10 مارس/ آذار 2020، ليتمّ بعدها تجميد عمليّة الإجلاء حتى يوم الأربعاء 25 مارس/ آذار الجاري مع وصول الدفعة الثانية بعد تأجيل رحلتها عدة مرات، مع الإشارة إلى أنّ عدد المواطنين العائدين بالدفعتين لا يتجاوز الـ250 بينما العالقون الذين ما زالوا في إيران أكثر من 1200.