قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن البأساء والضراء من رسل الرب إلى البشرية ليستيقضوا من سباتهم ويتضرعوا إلى الله سبحانه لرفع البلايا، مستشهداً بقوله سبحانه: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُون)، فيما حذّر البشرية من الإسترسال في غيّها لأن ذلك قد يستتبع العذاب الأكبر لا سمح الله.
وأشار سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة، اليوم الجمعة، وتابعتها مجلة الهدى،إلى أن فيروس كورونا كشف عن سوءات العالَم كله بعد أن كانت وسائل الإعلام المأجورة وعلماء السوء وأبواق الفتنة يسعون إلى تغطيتها عبر مختلف وسائل غسيل الدماغ، كالحروب العبثية التي تطال عشرات الألوف من الأبرياء سنوياً، و سباق التسلّح الذي كانت الدول تصرف مليارات الدولارات في سبيله بلا هوادة لقتل الآخرين.
ومن تلك السيئات التنافر بين الشعوب والدول الذي ظهر أيضاً في بداية هذه الفتنة، حيث راحت دول العالم تتشمت بالصين حين أصابها الفيروس أول مرّة، ولكنها اليوم تعاني من سرعة إنتشار الفيروس في بلدانها والحال أن الصين بدأت تتعافى من المرض، في حين أن المطلوب إستبدال التنافر بالتعارف والتعاون، كما أمر الله سبحانه.
وحذّر المرجع المدرسي قادة العالم من تداعيات إستمرار تفشّي الفيروس، حيث قال: “إن هناك خطراً عظيماً يواجه العالم، وهو الإنهيار الإقتصادي الذي بدأت تظهر معالمه، الأمر الذي سيرجع العالم إلى قرونٍ إلى الوراء”.
وعن دور المؤمنين كأفراد، في هذه الظروف، أكد سماحته على الأمور التالية:
أولاً: ضرورة الأخذ بسبل الإحتياط والحفاظ على سلامة النفس والأسرة، التي هي من مسؤولية الأفراد لا الحكومات وحدها، وعدم الإستهانة بهذا الفيروس، ومن هنا إذا كان في دخول التجمعات (خوفاً عقلائياً) من إنتقال العدوى، لزم إجتنابه، أما من يستهين بذلك وكان سبباً في إنتقال العدوى متعمداً، وأدى ذلك إلى موت الآخرين، فذلك قد يكون من القتل شبه العمد وعليه دفع الدية.
ثانياً: التوجه إلى الله سبحانه والتضرّع إليه، ومحاسبة النفس وإصلاحها، داعياً إلى جعل قسمٍ من البيت كمصلىً لإقامة الصلوات وتلاوة القرآن، وإحياء مجالس عزاء أهل البيت عليهم السلام، لا سيما إقامة مجلس عزاء صاحب الذكرى في هذه الأيام، الإمام موسى بن جعفر عليه السلام.
وأوصى سماحته المؤمنين بقرائة دعاء سيفي الصغير، وإقامة صلاة الإمام الحجة عجل الله فرجه في أيام الجمع.
ثالثاً: الإندماج مع الأسرة، واستغلال فرصة البقاء في البيت في هذا السبيل، لتشكيل نواة صلبة للأسرة مع الزوجة عبر مزيدٍ من التفاهم ونقل التجارب، وكذلك الإندماج بالأسرة الكبيرة وصلة الرحم عبر وسائل الإتصال الحديثة.
رابعاً: الإستفادة من فرصة المكوث في البيت، في تحقيق الطموحات المختلفة، كمطالعة الكتب أو تعلّم العلوم، أوغير ذلك.