الأخبار

طبيب عراقي ينجح باعادة يد مبتورة لطفلة فلسطينية اصيبت في غزة

الهدى – متابعات ..

نجح الجراح العراقي محمد الطاهر باجراء عملية جراحية نوعية اعادت الفرحة الى قلب الطفلة مريم صباح ذات التسع سنوات التي بترت يدها إثر قصف الاحتلال الاسرائيلي وسط غزة،
والطبيب العراقي، محمد الطاهر، هو استشاري جراحة الأعصاب الطرفية، تمكن خلال عملية معقدة بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح من إعادة ربط يد الطفلة مريم بجسدها من جديد بعد العثور على اليد بصعوبة من تحت ركام المباني التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي.
ووصف الطبيب العراقي محمد الطاهر الوضع، بحسب حديثه الـ”بي بي سي”، وتابعته مجلة الهدى، قائلاً “كانت ليلة صعبة جدًا، القصف كان مستمرًا عندما جاءت مريم إلى قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى.
وأضاف الجراح العراقي ” خلال تفقدي لقسم الاستقبال والطوارئ وجدت الطفلة مريم بدون يد وتعاني من آلام شديدة، طلبت من والدها إحضار اليد رغم صعوبة الموقف. بمجرد وصول الطرف، أجريت العملية، وتم وصل اليد رغم غياب الإمكانيات الطبية اللازمة في مستشفى شهداء الأقصى، كما هو الحال في جميع مستشفيات غزة”.
وأكد الطاهر أن حالة الطفلة مستقرة لكنها تواجه مرحلة حرجة بسبب خطر إمكانية تعرضها للالتهاب، حيث أن اليد كانت ملوثة بالأتربة والبارود جراء القصف.
وأشار الطاهر أنه وصل غزة منذ ستة أشهر -ضمن وفد مؤسسة “فجر سينتيفيك” وأجرى عمليات معقدة كثيرة.
‎وأختتم الطاهر حديثه قائلًا “شعرت أنه من الواجب إعطاء مريم فرصة. لا يجوز أن تعيش طفلة في هذا العمر دون يد، وسأبذل كل جهدي لإنجاح علاجها، حتى لو تطلب ذلك تأجيل سفري”.
وتروي مريم قصة إصابتها للبي بي سي: “كنت نائمة، واستيقظت على صوت قصف صرت أجري على غرفة أبي وأمي، وقع الدرج فوقي، وشعرت أن يدي مقطوعة”.
قالت بحزن وهي تسترجع صدمتها: “سمعت الطبيب يسأل أبي: أين يدها؟ ثم عثروا عليها تحت الركام، وأعادوا وصلها إلى جسدي خلال عملية جراحية دقيقة استمرت أكثر من خمس ساعاتن مضيفة “مازلت غير مستوعبة لما حدث ولكن كل ما أتمناه الآن هو أن أستطيع تحريك يدي”.
وتحدثنا فاطمة صباح والدة الطفلة مريم، اللحظات العصيبة التي عاشتها تلك الليلة قائلة: “بعد استهداف الأرض بجوار منزلنا، ركضت مريم نحو غرفتنا هربًا من القصف. فجأة وقع الدرج عليها ولم أتمكن من إخراجها وحدي، فاستغثت بوالدها في محاولة لانتشالها من تحت الركام.
وأضافت “عندما أخرجناها من تحت الركام، صُدمنا عندما وجدنا أن يدها مبتورة.
‎ويقول محمد صباح، والد مريم “كانت أصعب ثلاث ساعات في حياتي، كنت أنظر إلى يدها وهي تتحدث معي وتقول: ماذا أصابني يا أبي؟ ولم أجرؤ على إخبارها بأن يدها قد بُترت”.
وأضاف، عندما وصلنا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، جاء الطبيب محمد الطاهر وطلب منا البحث عن اليد، رغم صعوبة الوضع وخطورة العودة إلى المنزل.
وتابع: رغم خطورة الطريق، طلبت من عم الطفلة العودة إلى المنزل ، وظل يبحث تحت الركام حتى عثر على اليد المبتورة التي كانت بحالة جيدة بسبب الطقس البارد وعلى الفور أجرى الطبيب لها العملية.
وأشار والد الطفلة إلى أن ابنته بحاجة إلى متابعة مستمرة وربما علاج خارج غزة.
وفي هذا الصدد يقول مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، إن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون لإجلاء طبي فوري من قطاع غزة بسبب افتقار المستشفيات إلى التجهيزات اللازمة لعلاج الحالات الحرجة.
من جانبه كشف زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة، خلال حديثه، عن تسجيل 4500 حالة بتر حتى نهاية عام 2024 جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
وأوضح الوحيدي أن الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من هذه الحالات، حيث تم توثيق نحو 840 حالة بتر بين الأطفال، أي ما يعادل 18% من إجمالي الحالات
وقالت ليزا دوتن، مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” -وفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا- يفقد 10 أطفال إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم في غزة.
وأختتمت دوتن أن “غزة موطن لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث”.
وخلال الحرب المستمرة في قطاع غزة وصلت عدة وفود طبية عربية ودولية لتقديم الدعم والمساعدة للمنظومة الصحية المتضررة ويبدو أن هذا غير كاف لتقديم الرعاية الصحية المناسبة للأطفال في غزة في ظل نقص الامكانات وانحسار عدد المستشفيات بشكل كبير للغاية في قطاع غزة.
وحتى لحظة كتابة هذه السطور ما تزال الطفلة مريم محمد صباح تحت ملاحظة الطبيب العراقي محمد الطاهر الذي أجل عودته إلى بلاده ليطمئن على حالة مريم.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا