بيئة وصحة عامة

من أجل بَشَرةٍ ناعمة

يُعرَف جفاف الجلد على أنَّه الحالة التي يفقد فيها الجلد قُدرته على الاحتفاظ برطوبته ومرونته، والذي قد يُعزَى حدوثه إلى العديد من الأسباب، منها؛ وجود مشكلات صحيّة مثل: التقدم بالسنّ، أو التواجد في المناخ البارد والجاف، أو اتباع سلوكيات معيَّنة، مثل: استخدام أنواع الصابون قويَّة الفعالية، أو تكرار الاستحمام، و يُشار إلى أنَّ معظم حالات جفاف الجلد تُظهِر استجابةً وتحسّنًا ملحوظًا عند إجراء بعض التغييرات في أسلوب الحياة واتباع عادات معينة.

ومن هذا المُنطلق، نذكر في الآتي مجموعة من النصائح والإرشادات التي ربما تساهم في الحفاظ على رطوبة البشرة وسلامتها:

أولاً: الترطيب

 يوصَى باستخدام مرطبات البشرة مرات عديدة خلال اليوم الواحد، والاهتمام بتطبيقها على الجلد بعد كلّ استحمام، إذْ تُساهم هذه المواد في عمل طبقة عازلة على البشرة تحفظ محتواها من الماء، لذا نجد أنَّه كلما كان المرطب أكثر سُمكًا وكثافةً، كلما كانت فعاليَّته أفضل في حفظ رطوبة الجلد.

وفي هذا الجانب، نذكر في الآتي بعض الأمثلة على المنتجات والمواد التي قد تساعد على ترطيب البشرة:

  1. الزيوت التي تُستخدم في حالات جفاف الجلد الشديد، إذْ تمتاز الزيوت بفعاليَّتها في منع تبخّر الماء من سطح البشرة خاصةً وأنَّ بقاءها على الجلد يستمر فترةً أطول إذا ما قورن باستخدام مستحضرات الترطيب، ويعدّ زيت الأطفال مثالًا على نوع من الزيوت المستخدمة لحالات جفاف البشرة.
  2. المراهم التي تحتوي على الهلام النفطي أو الفازلين (Petroleum jelly)، والتي تمتاز بملمسها وقوامها الدهنيّ، لذا يفضّل الاكتفاء باستخدامها في ساعات الليل.
  3. مستحضرات النظافة الشخصية المرطّبة للجلد، مثل: الصابون الخفيف الذي يحتوي على أنواع من الزيوت والدهنيات المُضافَة، و جِلّ الاستحمام الذي يحتوي على مواد مرطِّبة، وكريمات التنظيف (Cleansing creams)، إضافةً إلى ما سبق يُوصى بالابتعاد عن استخدام بعض أنواع المستحضرات للحفاظ على سلامة الجلد ومنع تفاقم حالة جفافه، منها: مزيلات العرق، و المنتجات المضادّة للبكتيريا، و الكحول والعطور، وارتداء القفازات للقيام بأعمال المنزل.

ثانياً: ارتداء القفازات

يجب الاهتمام بارتداء القفَّازات أثناء القيام بالأعمال المنزليَّة التي قد تُساهم في تهيج البشرة وتحسّسها، وذلك بهدف حماية اليدين من المنظِّفات ومواد غسل الأواني، وفي هذا الجانب، يفضَّل اختيار القفازات التي تمتاز بعدم احتوائها على مطاط اللَّاتكس، أو ارتداء زوج من القفازات المطاطيَّة فوق قفازات قطنية ناعمة قبل مُباشرة أعمال المنزل.

ثالثاً: ِضبط درجة حرارة الماء أثناء الاستحمام.

يميل العديد من الأفراد إلى الاستحمام بالماء الساخن، واستخدام أنواع معينة من الصابون مع اعتقادهم بأنها تساهم في ترطيب البشرة وإعادة إصلاحها، غير أنَّ الاستحمام بالماء الساخن قد يكون سببًا في إتلاف البشرة وتشقّقها، إضافةً إلى التأثير الضارّ الناجم عن استخدام هذه الأنواع من الصابون التي تحتوي معظمها على مواد كيماويَّة شديدة قد تتسبَّب في تحفيز حدوث تفاعلات الحساسيَّة، وزيادة ترقّق الجلد.

وقد أشارت الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) إلى أهمية تغيير نظام الاستحمام اليومي وتعديله، بما في ذلك استخدام الماء الدافئ بدلًا من الماء الساخن الذي يساهم في تخليص البشرة من الزيوت، إلى جانب جعل فترة الاستحمام لا تتجاوز 5-10 دقائق، واستخدام الصابون الذي يخلو من العطور، واللطيف على البشرة عند الاستحمام، وتجنب التعرض لعوامل الحساسية والمهيجات.

يجب الاهتمام بارتداء القفَّازات أثناء القيام بالأعمال المنزليَّة التي قد تُساهم في تهيج البشرة وتحسّسها، وذلك بهدف حماية اليدين من المنظِّفات ومواد غسل الأواني

و في بعض الحالات، يُعزَى سبب جفاف البشرة إلى تعرّض الجلد لمواد، أو أقمشة معينة، أو التواجد في ظروف تُثير تهيّج الجلد وحساسيّته، وفي الآتي ذكر بعض الأمثلة على طرق السيطرة على العوامل التي ربما تكون سببًا في تهيّج الجلد وجفافه:

  1. تجنّب الجلوس بالقرب من الموقد، أو التواجد في برك السباحة التي تحتوي على الكلور أو أيّة مواد كيماوية أخرى تساهم في تهيّج البشرة.
  2. الحرص على ارتداء الملابس المصنوعة من مواد طبيعيَّة لطيفة على البشرة وتسمح بتنفسها؛ كالقطن، والحرير، والابتعاد عن ارتداء الملابس المصنوعة من الصوف، أو الأقمشة الأخرى التي قد تساهم في تهيّج الجلد.
  3. الاهتمام باعتماد استخدام مواد التنظيف التي تخلو من الأصباغ والمعطّرات عند غسل الملابس، فقد تكون المنظفات المستخدمة في غسل الملابس أيضًا سببًا في تهيّج الجلد.
  4. الحرص على غسل الفراش مرةً واحدة أسبوعيًّا على الأقل باستخدام ماء تبلغ درجة حرارته 54.4 درجة مئوية أو أكثر، إلى جانب الحرص على تنظيف الأرضيات والسجاد بالمكنسة الكهربائية، وذلك بهدف التخلص من عث غبار المنزل، إذْ يعد عث الغبار من المهيجات الشائع تواجدها في غرف المنازل، والتي قد تكون سببًا في إثارة الحكة وتهيج البشرة.

رابعاً: وضع مواد الترطيب بعد الاستحمام مباشرةً

يُوصَى دائمًا بعدم إغفال مهمّة الترطيب بعد الاستحمام سواءً باستخدام الكريمات أو المراهم، أو منتجات أخرى، إذْ يمكن بذلك المساهمة في الحفاظ على ترطيب البشرة وليونتها، لذا يُنصح بعد الاستحمام بالتربيت على الجلد باستخدام المنشفة بهدف تجفيفه مع الحفاظ على القليل من الرطوبة، وخلال بضع دقائق يوضع المرطّب المناسب للبشرة، ويُذكر بأنَّ الفازلين يُعدّ واحدًا من أفضل المواد التي تساعد على ترطيب البشرة.

خامساً: استخدام أجهزة الترطيب

يحدث جفاف الجلد في بعض الحالات جرَّاء استخدام أنظمة التدفئة في المنزل، ولتقليل فرصة حدوث هذه المشكلة يُنصح بتشغيل أجهزة الترطيب، كما وتوصِي كلية الطب في جامعة هارفرد بضبط هذه الأجهزة على نسبة 60%، وهي الدرجة التي تكفي للتغلب على جفاف الهواء بسبب الغاز والحرارة المُنبعثة من أنظمة التدفئة.

التخفيف من الحكّة.

بعض حالات جفاف الجلد يُصاحبها شعورٌ مزعجٌ بالحكة، ويمكن تخفيفه باتباع بعض الطرق والنصائح المنزلية، بينما تكون مراجعة الطبيب أو استشارة الأخصائي ضروريّةً في حال لم تكن هذه الطرق مُجديةً في تخفيف الحكة أو أنَّ الأعراض بدأت تتفاقم بشكلٍ واضح، وعمومًا، نذكر في الآتي بعض طرق تخفيف حكة الجلد:

  1. تخفيف الالتهاب الذي يُثير الحكّة والجفاف باستخدام أنواع معينة من الكريمات أو المراهم التي تحتوي على مادّة الهيدروكورتيزون بنسبة 1% على الأقل، ويمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبيّة (ولكن ينبغي استشارة الصيدلاني عن كيفية استخدامه والمحاذير الواجب اتباعها خلال فترة الاستخدام).
  2. وضع الكمادات الباردة على منطقة الحكّة.

في كل الأحوال فان جفاف البشرة ليس مرضاً اذا ما تطور الى حكّة شديدة او ظهور بقع جلدية تستلزم مراجعة الطبيب الاختصاص، إنما هو نتيجة لطبيعة المعيشة، من أنواع الأطعمة، او الملابس، او الاستحمام، والتعرض لمهيّجات الكيمياوية، مما يستلزم بداية الوقاية من كل هذه، والالتزام بسلوك متوازن وعدم الافراط بشيء لضمان بشرة صحية وراحة مستديمة.

_________

*منقول من موقع: موضوع

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا