الهدى – متابعات ..
يواصل النظام البحريني، للأسبوع السابع على التوالي، منع المواطنين الشيعة من إقامة أكبر صلاة جمعة لهم في جامع الإمام الصادق (عليه السلام) في الدراز، من خلال محاصرة المنطقة ومنع شعيرة الصلاة فيه.
وبعد عملية طوفان الأقصى 2023، أعاد النظام الخليفي تصويب سهامه وتهديداته لمنبر الجمعة، ودأب على اعتماد لغة التحذيرات السرية للعلماء والخطباء، الى أن أقدمت قواته على اعتقال العلامة الشيخ محمد صنقور، خطيب صلاة الجمعة، لانتقاده موضوع المناهج التعليمية ومُهادنة اليهود فيها، ثم اعتقال الخطيب الثاني الشيخ علي الصددي لتنديده بجرائم الصهاينة في لبنان وغزة.
ولم تخلُ تلك الفترات من تهديد لبقية المتصدين سواء عبر الاستدعاءات او الاتصالات او الوسطاء، إذ شملت التهديدات عددا من العلماء بينهم الشيخ علي رحمة والشيخ فاضل الزاكي وصولاً إلى القائمين والمتصدين لخدمة الجامع وصلاة الجمعةن وفيما يبدو ان الكلام عن الصهاينة أزعج وحرّك النظام الحاكم باتجاه التيار العلمائي.
وهناك من يسخر من خطوات آل خليفة بالقول “حتى العدو الاسرائيلي لم يطلب من الدولة فعل ما فعلته بحقّ الخطباء في جامع الدراز!”، فكانت بمثابة خدمة مجانية قدّمت للعدو.
وبحسب مراقبين فأن مُحاصرة ومُلاحقة منبر صلاة الجمعة، لم تأتِ بسبب مواجهته السلطة أو تأثيره سلبًا على المشهد الداخلي، بل بسبب غيرة النظام على تحالفه مع العدوّ الصهيوني على حساب قضية فلسطين وقضايا العرب والمسلمين، فضلا عن تجاهل مصالح وخيارات أبناء البلد، وهذا ما ينسجم وسياسة آل خليفة مع شيعة البلاد بالاعتقالات والاستدعاءات والتوقيفات والنفي وإسقاط الجنسيات، وصولًا الى التضييق على الحوزات الدينية والقامات العلمائية، الى سجن المُتعاطفين مع فلسطين ولبنان، وكل من عبّر ولو بالإشارة حول استشهاد الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله وشهداء المقاومة في لبنان.
وفي وقت سابق، وثّقت “هيئة شؤون الأسرى-البحرين” 87 حالة اعتقال لمواطنين بحرانيين خلال شهر تشرين الأول الماضي، جميعهم اعتقلوا بتهمة التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني أو تمجيد الشهيد السيد حسن نصر الله.
ووفق الأرقام فإن 62 مواطنًا لا زالوا موقوفين على ذمة التحقيق حتى يوم السبت (2 نوفمبر/تشرين الثاني 2024)، فيما تم الإفراج عن 25 مواطنًا من الذين اعتقلوا في شهر أكتوبر الماضي.
يذكر أنّ النظام الخليفيّ بدأ بمنع صلاة الجمعة منذ 4 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2024 على خلفيّة إصرار الشعب البحريني على تأبين الشهيد السّيد حسن نصر الله، ورفع البحارنة الشعارات الداعمة لجبهات المقاومة الإسلاميّة في لبنان وفلسطين واليمن، والمطالبة بإنهاء التطبيع مع الكيان المحتل، وطرد سفير الاحتلال من البلاد.
هذا وسبق أن منع النظام الخليفي إقامة صلاة الجمعة في مسجد الدراز لمدّة 6 سنوات “من 22 يوليو/ تموز 2016 إلى 20 مايو/ أيّار 2022” إمعانًا منه في محاربته شعائر الدين والمعتقد.