الهدى – بغداد ..
فيما حذرت من أن حالة التلوث في بغداد قد تتفاقم في الأيام المقبلة بسبب تزايد النفايات، أكدت وزارة البيئة إن التلوث في بغداد قد وصل إلى مستويات خطيرة مما يتطلب وقفة جادة من الجميع.
وخلال ورشة خاصة بالبيئة عقدت، اليوم الأحد، في بغداد، أكد وكيل وزارة البيئة، جاسم الفلاحي، أن البِنَى التحتية للعاصمة بغداد قد أنشئت لاستيعاب أربعة ملايين نسمة، إلا أن عدد السكان قد وصل إلى تسعة ملايين نسمة بسبب التزايد السكاني والتوسع العمراني والزيادة في الأنشطة الصناعية.
وأشار الفلاحي، الى أن أربعة عقود من الحروب وعدم الاستقرار الأمني والسياسي، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية ومواجهة الإرهاب، قد أدت إلى تداعيات خطيرة على البِنَى التحتية.
وذكر الفلاحي، أن الاجتماع الذي جمع ممثلين عن الوزارات يأتي في إطار مواجهة ارتفاع إشارات التلوث في بغداد، تحت إشراف مباشر من رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، وتم تشكيل لجنة برئاسة المستشار الفني للوزارة، عمار عطا، وعضوية ممثلين عن أمانة بغداد ووزارات الكهرباء والنفط، لتقديم التوصيات اللازمة لمجلس الوزراء، موضحا أن هدف الاجتماع هو تحديد مسؤوليات الجهات الرقابية والجهات الملوثة، ومشددًا على عدم التسامح مع أي نشاط يؤثر سلبًا على صحة المواطنين.
ولفت إلى أن وزارة البيئة بموجب القانون هي الجهة المسؤولة عن مراقبة الأنشطة الملوثة، ويجب أن تلتزم هذه الأنشطة بمعالجة التلوث، خصوصًا تلك التي حصلت على الموافقات البيئية.
كما أشار الفلاحي إلى أن التلوث في بغداد قد وصل إلى مستويات خطيرة بسبب عدم الالتزام بالقوانين والإجراءات البيئية، مما يتطلب وقفة جادة من الجميع.
ونوه الى أن زيادة معدلات التلوث تؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي والربو، بسبب تراكم الغازات والأدخنة بالقرب من سطح الأرض.
وفيما حذر من الحرق العشوائي للنفايات، أشار إلى أن هذه الممارسات تؤدي إلى تفاعلات ضارة، لاسيما في ظل استخدام وقود سيء ذو نسبة عالية من الكبريت في محطات توليد الطاقة.
كذلك دعا الفلاحي إلى ضرورة إيجاد حلول واقعية للتحديات التي تواجه القطاع البيئي، مع تأكيده على تحمل الجميع للمسؤولية في هذا الشأن.
وأعلنت اللجنة الحكومية المشكلة للتحقيق في تلوث الهواء بعاصمة بغداد، يوم الأحد، نتائج تحقيقاتها وأوصت بضرورة منع “النباشين” لمواجهة الأزمة المتزايدة.
وقال رئيس اللجنة المؤقتة للتحقيق بالتلوث البيئي التي شكلها مجلس الوزراء، عمار عطا، في كلمة له خلال ورشة العمل، إن الملوثات خرجت من مصادرها، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا صعبًا.
وبين أن بداية شهر تشرين الأول الماضي شهدت انتشار روائح كريهة في شمال بغداد، مما أدى إلى تحسس العديد من المواطنين وزيادة حالات الاختناق ودخول الكثيرين إلى المستشفيات، خاصة بسبب الأمراض التنفسية والقلبية.
وأوضح عطا أن وزارة البيئة بدأت بالتقصي وإيجاد الحلول المناسبة للأزمة، حيث تم إعداد تقرير يتضمن مجموعة من التوصيات على المدى المتوسط والطويل.
وأبرز التوصيات كانت تتعلق بإيقاف الحرق العشوائي للنفايات في المقابر غير الصحية ومنع دخول “النباشين” إلى تلك المناطق، مع ضرورة السيطرة عليها من قبل القوات الأمنية.
ويقصد بـ”النباشين” الأشخاص الذين يبحثون في القمامة أو النفايات عن أشياء يمكن إعادة استخدامها أو بيعها.
كما تضمنت التوصيات، وفق عطا، السيطرة على الأنشطة غير الحاصلة على الموافقات البيئية، بالإضافة إلى معالجة الأنشطة المتجاوزة الحاصلة على الوثائق البيئية ولكنها وسعت نطاق نشاطاتها بشكل غير قانوني.
وأشار إلى أن توصيات مجلس الوزراء شملت استبدال الوقود الثقيل المستخدم في المعامل، وهو ما قد يحتاج إلى سنة أو سنة ونصف لتحقيقه.
وحذر عطا من أن حالة التلوث الحالية في بغداد قد تتفاقم في الأيام المقبلة بسبب تزايد النفايات، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لتفعيل التقارير البيئية والسيطرة على الانبعاثات من المعامل لتقليلها قدر الإمكان وتحسين نوعية الهواء في العاصمة.