الهدى – البصرة ..
شرعت الكوادر الهندسية صباح اليوم الأربعاء، بالبدء بغمر حوض النفق المغمور استعدادا للتعويم داخل قناة خور الزبير في حدث هندسي هو الأول بتاريخ العراق والشرق الأوسط.
وبدأ العمل في تعويم النفق المغمور في محافظة البصرة بطول 1200 متر، حيث يختصر المسافة من ميناء الفاو الكبير إلى البصرة بـ 62 كم فقط، بحسب ما أعلنه وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، مع بدء عملية تعويم النفق.
وقال السعداوي في مؤتمر صحفي: إنه “تمت عملية الغمر للقطع الكونكريتية التي ستشكل النفق المغمور بطول 1200م”، مشيرا الى أن “هذا المشروع يعد من مشاريع البنى التحتية لميناء الفاو الكبير الذي سيرتبط بطريق التنمية مروراً بقناة الزبير”.
وتابع: “المشروع يختصر الوقت والجهد والكلفة، حيث يوفر المسافة التي تصل من ميناء الفاو الكبير لمدينة البصرة بـ 62 كم فقط”.
وأشار الى أنه “تم تصنيع الكتل الكونكريتية في حوض التصنيع، ويصل ارتفاع القطعة الواحدة الى 11,5م بعرض 35,6م”، مبينا أن ” هناك أسباباً عديدة جعلت الوزارة تتجه نحو النفق المغمور، منها أن النفق أكثر أماناً من الجسور، ثانياً تربة قناة خور الزبير تصلح لبناء نفق بدلاً من الجسور”.
ولفت الى أن “القطع عالية الارتفاع وتحتاج الى جسور عالية ما يشكل كلفة اقتصادية كبيرة وتثقل كاهل الوزارة والموازنة اقتصادياً”، مردفاً أن “توجهاتنا الاستشارية توصي ببناء النفق المغمور الذي يربط ميناء الفاو الكبير بطريق التنمية بعد ربطه بالطريق الدولي السريع”.
جدير بالذكر ان النفق المغمور يعتبر جزءاً من الطريق الرابط ما بين ميناء الفاو والطريق السريع أو الطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن ومستقبلاً بتركيا وبالتالي يربطنا بالعالم الآخر.
ومن المتوقع أن يمتد النفق المغمور بطول 2444 متراً على طول الطريق من ميناء الفاو التجاري الكبير في البصرة، في إطار خطة أكبر لتطوير الميناء.
وموقع المشروع في قناة خور الزبير يكون بطول إجمالي 2444 متراً، يتكون من جانبين، جانب ذهاب، وجانب إياب، كل جانب يحمل ثلاثة ممرات مخصص لاستيعاب حركة المرور الثقيلة من الشاحنات المحملة بالحاويات والأوزان العالية جدا”.
والنفق بصافي ارتفاع الماء فوق النفق المغمور بحوالي 18 مترا حتى يُمكن مرور الباخرات التجارية من وإلى ميناء خور الزبير الواقع بعد النفق المغمور.
ويأمل العراق في أن يخلق النفق ممراً أقصر للنقل بين الشرق الأوسط وأوروبا لزيادة عائداته التجارية من نقل البضائع، كما يعتبر النفق الأول من نوعه في الشرق الأوسط.