الهدى – وكالات ..
يواصل الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، مجازره بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث أكدت مصادر صحفية أنّ لا أعداد نهائية حتى الآن لضحايا القصف الإسرائيلي على رفح يوم أمس.
وأشار الدفاع المدني في غزة، اليوم، الى أنّ حصيلة شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في رفح، ليل الأحد، بلغت أكثر من 40 شهيداً إضافة إلى عشرات الجرحى.
وقالت مصادر صحفية، إنّه لا أعداد نهائية لشهداء مجزرة رفح بسبب فقدان البعض نتيجة قوة الانفجارات، إلى جانب إصابات الجرحى الخطيرة جداً في ظل انهيار النظام الصحي في القطاع.
وتابعت تلك المصادر أن المستشفيات في رفح منهارة تماماً، والاعتماد الآن على المستشفيات الميدانية التي لا يمكن أن تؤدي الخدمات الطبية المطلوبة للجرحى.
وأكدت أنّ شهداء مجزرة رفح بمعظمهم من سكان مدينة غزة وشمالي قطاع غزة، ونزحوا إلى المنطقة التي استهدفها الاحتلال.
وفي تطور لاحق ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على مخيم نازحين في مدينة رفح، ليل الأحد الاثنين، إلى 45 فلسطينياً، نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وذكرت الوزارة، في بيان صحفي لها، أن “مجزرة” الجيش الإسرائيلي في رفح أسفرت عن “45 شهيداً منهم (23 نساء وأطفال وكبار سن)، و249 جريحاً”.
هذا ويواصل الاحتلال الاسرائيلي قصفه على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث استشهد طفل وأصيب آخرون من جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة الكردي في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وارتقى عدد من الشهداء بعد قصف طائرات الاحتلال المُسيّرة مجموعة من الأشخاص قرب السوق الجديد في مخيم النُصيرات وسط القطاع، كما استشهد 3 فلسطينيين بعد قصف الاحتلال شارع الزهور في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وتواصل مدفعية الاحتلال استهداف حيي الصبرة والزيتون جنوبي مدينة غزة، كما استهدفت مخيمي الشابورة ويبنا وحي قشطة ومنطقة البلد جنوبي ووسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأقدم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، على ارتكاب مجزرة جديدة بحق عشرات النازحين بقصفه خيامهم المنصوبة في مستودعات وكالة “الأونروا” في رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي الإطار، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروّعة من خلال قصف مُركّز ومقصود لمركز نزوح في مستودعات الوكالة شمالي غربي محافظة رفح، حيث قصف المركز بأكثر 7 صواريخ وقنابل عملاقة تزن الواحدة منها أكثر من 2000 رطل من المتفجرات.
وبحسب المكتب الحكومي، فقد أدّى هذا القصف العنيف إلى استشهاد العشرات، ووقوع عشرات الإصابات، بينها إصابات خطيرة جداً، وهذا يعني أن هناك تأكيد على ارتفاع أعداد شهداء هذه المجزرة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أنّ “عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى لا يزالون في المخيم، فيما طواقم الإسعاف والدفاع المدني تعاني من صعوبة الوصول إليهم”، مضيفةً أنّ “النيران لا تزال مشتعلة في المخيم بفعل القصف”.
بدوره، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّ طواقمه نقلت عدداً كببراً من الشهداء والإصابات عقب استهداف الاحتلال لخيام النازحين قرب مقر الأمم المتحدة شمالي غربيّ رفح.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ المنطقة التي استهدفها الاحتلال في رفح منطقة إنسانية، وسبق أن أُجبر الفلسطينيون على النزوح إليها.
وفي السياق، أكّدت لجنة الطوارئ في محافظة رفح أنّ القصف الإسرائيلي “استهدف خيام النازحين في مناطق ادّعى الاحتلال أنها آمنة، ودعا السكان إلى التوجه إليها”.
كما أكّدت لجنة الطوارئ أنّ هذه المجزرة المرتكبة بحق المدنيين النازحين “تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في رفح”، و”تعكس الإصرار الإسرائيلي على استمرار عمليات القتل والتدمير في رفح، وتجاوز لكل المطالبات والقرارات الدولية بضرورة وقف العملية العسكرية وعدم التعرض للمدنيين”.
وشدّدت على أنّ عدم اتخاذ المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لأي اجراءات رادعة للاحتلال، وتجاهل تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية، “هي بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لممارسة مزيد من القتل والتدمير في رفح التي تُعدّ الملاذ الأخير لمئات آلاف النازحين”.
وفي أعقاب ذلك، حمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية، الإدارة الأميركية المسؤولية المجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المواطنين النازحين في الخيام غربي مدينة رفح.
وعدّت حركة حماس، في بيان، أنّ هذه الجريمة هي تحدٍّ واستهتار تام وتجاهل لقرار محكمة العدل الدولية التي طالبته بوقف عدوانه على رفح، محمّلةً الرئيس الأميركي، جو بايدن، المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة.
وأكّدت أنّ الاحتلال لم يكن ليرتكب هذه المجزرة لولا الدعم الأميركي والضوء الأخضر له لاجتياح رفح، على الرغم من اكتظاظها بالنازحين.
وطالبت الحركة بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية والضغط من أجل وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين، مشدّدةً على أنّ المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة الجهات ذات العلاقة مطالبون بالتحرك، بشكلٍ عاجل، لوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
بدورها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنّ استهداف المدنيين في مخيمات النازحين في رفح يؤكّد عمق الفشل العسكري الذي مُني به الاحتلال في الميدان، مشيراً إلى أنّ جرائم الاحتلال في غزة تأتي نتيجة الغطاء الأميركي ومواقف بعض الحكومات الأوروبية وضعف مواقف الأنظمة العربية.
من جانبها، أكّدت كتائب المجاهدين أنّ الاحتلال الإسرائيلي “يحاول الهروب من فشله بهذه الجرائم المتواصلة أمام صمود وإبداعات المقاومة المستمرة، مستغلاً الصمت والعجر الدوليين”.
وشدّدت الكتائب على أنّ الاحتلال “لن ينال من عزيمة الشعب الفلسطيني ولن تزيد جرائمه الجبانة إلاّ صلابةً وتمسكاً بطرده من أرضنا وتحطيم جيشه الإرهابي”.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، طالبت من جهتها، الأمة العربية باسم دماء الأبرياء الطاهرة المراقة بالنهوض والكف عن المراوحة، داعيةً الدول الصديقة إلى تقديم شكاوي واضحة ومباشرة ضد الولايات المتحدة ورئيسها كشركاء في جرائم الحرب ضد الشعب الفسلطيني.
وأضافت الجبهة أنّ جريمة الاحتلال المروعة في رفح “تعبر عن قراره بتعمد خرق كل القوانين والمواثيق وتحدي مباشر لقرارات محكمة العدل الدولية، التي لم تعد كافيةً إطلاقاً”.
كذلك، قالت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين، في بيانٍ مقتضب عقب المجزرة، إنّ “الشعب الفلسطيني يقتل ويذبح بالسلاح والقرار والمساندة الأميركية للكيان الصهيوني النازي الذي يدافع باستماتة عن إجرام هذا العدو النازي وقادته الإرهابيين”.
وأضافت أنّ “مجازر العدو ومذابحه وتصاعد إجرامه لن يغير من الحقيقة الواضحة بأنّ هذا الكيان في حالة هزيمة وانكسار وفشل”، مردفةً أنّ “جريمة رفح هي محاولة للتغطية على هذه الحقيقة التي باتت تعصف بهذا الكيان المجرم وتؤسس لزواله وانهياره وتفككه من الداخل”.