الهدى – كربلاء المقدسة ..
افتتحت في محافظة كربلاء المقدسة، اليوم الخميس، مقبرة “جنة الشهداء” وذلك بالتزامن مع استذكار العراق لـ “اليوم الوطني للمقابر الجماعية”.
وقال مدير عام دائرة شؤون وحماية المقابر الجماعية في المؤسسة، ضياء كريم الساعدي، إن المؤسسة أهلت المقبرة التي دفنت فيها غالبية رفات الضحايا التي رفعت من معظم المقابر الجماعية الخاصة بضحايا جرائم حزب البعث طيلة السنوات الماضية، وإظهارها بشكل يتناسب مع تضحياتهم.
وأضاف كما جرت خلال الاحتفالية مراسيم تحديد هوية 43 شهيدا من الضحايا الذين تمت مطابقة نتائج الحمض النووي (DNA) الخاص بهم، وإبلاغ عوائلهم للحضور والاستدلال على قبور ذويهم بشكل رسمي، بعد توقيع محاضر تحقيق الهوية من قبل القاضي المختص، مشيرا إلى أن الدائرة مستمرة بإتمام ملف المقابر الجماعية وفتحها بشكل كامل وتحري مصيرها.
وأوضح الساعدي، أن الدائرة عملت على فتح الكثير من مواقع المقابر الجماعية، سواء بعد 2003 لضحايا الإرهاب و”داعش” أو قبلها الخاصة بضحايا النظام السابق، لافتاً إلى تشكيل حملات تم فيها جمع عينات دم من عوائل الضحايا تمهيدا لإنشاء قاعدة بيانات وعينات الدم المرجعية لغرض المطابقة مع الرفات والنماذج العظمية المستحصلة، بحسب صحيفة الصباح الرسمية.
ال ذلك كشف رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، اليوم الخميس، بأن 85 مقبرة جماعية لم يتم فتحها لغاية الآن، وذلك بالتزامن مع “اليوم الوطني للمقابر الجماعية”.
وقال الغراوي في بيان صحفي، إن “العدد الكلي للمقابر الجماعية المثبتة في العراق يبلغ 215 مقبرة، تم فتح 130 مقبرة منها لغاية الآن وما زال 85 مقبرة غير مفتوحة، كما تم رفع 7367 رفاة منها”.
واضاف ان “العدد الكلي لمواقع مقابر جرائم النظام السابق بلغ 95 موقعاً، فتح منها 79 موقعاً والمتبقي 16 موقعاً لم يتم فتحها لغاية الآن، أما العدد الكلي لمواقع المقابر الجماعية لضحايا الإرهاب المثبت، فقد بلغ 120 موقعاً فتح منها 51 موقعاً والمتبقي 69 موقعاً.
وأكد أن “العديد من مواقع المقابر الجماعية غير المكتشفة ما زالت تحتاج إلى مسح عن طريق الأقمار الصناعية، وأهم التحديات التي تحول دون فتح المقابر الجماعية لغاية الآن هي قلة الموارد البشرية، والمعدات التخصصية، والتخصيصات سواء المتعلقة بفتح المقابر أو بإجراءات المطابقة من قبل الطب العدلي، وكذلك قلة مخصصات الخطورة لفريق المقابر الجماعية الذي يعمل في ظروف قاسية وخطرة وأصيب العديد منهم بمشاكل صحية معقدة بسبب تعاملهم مع رفاة المقابر الجماعية.
كما أن العديد من مواقع المقابر الجماعية تقع في أماكن خطرة أمنياً أو في أطراف الصحراء، أو في تضاريس معقدة مثل موقع جريمة سبايكر، أو موقع مقبرة بئر علو الذي سيتم المباشرة بفتحها قريباً بالاستعانة لأول مرة بصائدي الأفاعي، بحسب الغراوي.
ويستذكر العراقيون اليوم الخميس 16 أيار، واحداً من أكثر الأيام حزناً ومأساوية في تاريخ العراق القديم والحديث، ألا وهو “اليوم الوطني للمقابر الجماعية” الذي يوثّق (جزءاً) من جرائم النظام المقبور، بحق مئات الآلاف من المواطنين العراقيين من الذين دفنهم النظام في مقابر جماعية رجالاً ونساءً وأطفالاً وعجائز.