الانسان هذا الكائن الضعيف يحتاج في حياته الى عدة مقومات حياتية تبيقه قائماً، وحين لا تتوفر هذه الحاجات سيحدث خللاً نفسياً وربما بيولوجياً، فهو يحتاج الى الغذاء والماء كحاجات اساسية، ويحتاج الى حاجات ثانوية مثل حاجته الى الامن العاطفي، ولان مرحلة الطفولة هي مرحلة التأسيس للشخصية فلابد من ان يحسن التصرف فيها فماهي عائدات الامان العاطفي في مرحلة الطفولة على شخصية الانسان؟
وماهو العكس؟
والامن العاطفي للطفل هو حالة من الاستقرار العاطفي واشباع مختلف الحاجات التي تؤدي الى تأقلم وانسجام الطفل مع محيطه، وتخطي كل المشكلات التي تعوق هذا الانسجام، عبر تحيق الاحتياجات النفسية الواجب اشباعها عند الأطفال لكي يشعروا بالأمان مثل الحاجة للحب، الحاجة للمكانة، الحاجة للطمأنينة، الحاجة للشعور بالاستقلال.
🔺 الامن العاطفي للطفل هو حالة من الاستقرار العاطفي واشباع مختلف الحاجات التي تؤدي الى تأقلم وانسجام الطفل مع محيطه
المختصون في علم النفس والتربية يؤكدون على اهمية توفير جو نفسي امن للطفل يمنحه امان عاطفي يدفعه باتجاه البناء السليم لشخصيته مما ينعكس على المجتمع واستقراره، وهذا التشديد يأتي في الوقت يعتقد فيه الكثير من المربين أن دورهم مقتصر على توفير المأكل والمشرب والملبس، دون الالتفات الى مراعاة الحاجات النفسية والاجتماعية للطفل، مما يؤدى الى التمرد في المستقبل.
للام النصيب الاوفر والدور الاهم في بناء شخصية الطفل يكون من نصيب الام في العادة لكونها هي أول من يتصل بالصغير منذ ولادته، فهي تمثّل المصدر الأول للشعور بالأمان العاطفي، لكن الامر لم يبقى على هذا الحال طويلاً فمن الطبيعي سيحيط بالطفل أشخاص كثر آخرون يلعبون دوراً مهماً في حياته وقد يمنحونه شيئاً من الامان العاطفي ايضاً.
وهذا لا يعني أبداً ان الاب ليس له دوراً في اغداق الامن العاطفي لدى الطفل، فهو يمده به عبر سلوكيات اخرى تختلف عن سلوكيات الام معه ومنها اصطحابه الى المجالس، اشراكه في في هواياته واعماله البسيطة، المزح معه اعطاءه ادوار تناسب عمره، احترامه امام الاخرين ولابتعاد عن انتقاده والحط من قيمته، احترام رغباته المقبولة، كل هذه السلوكيات من شأنها ان تعزز من ثقته بنفسه وبالمحيط، وفي المحصلة الابوين معاً يسهمون بنمو شعور الطفل بالأمان من خلال منحه الاهتمام المطلوب وشعوره بأنه حاضر دوماً بينهم وله مكانته وشخصيته.
- عائدات الامن العاطفي للطفل:
حاجة الطفل الى الامن العاطفي من الاسرة تعكس على الطفل في نواحي عدة منها:
اول العائدات الايجابية للامن العاطفي على الطفل هو احساسه بالدعم النفسي الذي يمنحه شخصيةً قويةً ذات قرار وغير خانعة لاراء واملاءات الاخرين عليه، والعكس هو ان الطفل غير المشبع عاطفياً يكون مهزوزا ومنهزما نفسياً وغير قادر على إدارة حياته بالطريقة الصحيحة، وحينها سترى الطفل هو رقم في المجتمع وقد يتذيل ترتيب ذلك المجتمع الذي ينشط فيه.
🔺 حين يكون الطفل مشبعاً عاطفياً فإنه يكون صحيحاً نفسياً لا يمارس اي سلوك ممكن ان يضر المجتمع
وحين يكون الطفل مشبعاً عاطفياً فإنه يكون صحيحاً نفسياً لا يمارس اي سلوك ممكن ان يضر المجتمع، فهو لا يمارس التسلط، ولا الانتهاك للحقوق ولا الاهانة ولا غير ذلك من السلوكيات غير السوية لكونه نشأ نشئة صحية، بينما الآخر غير الآمن عاطفياً بسبب الحرمان الذي تعرض له في التربية فإنه يحاول تعويض ذلك الحرمان بممارسة ما كان يمارس عليه وهذا هو عين الخطر على المجتمع الانساني.
كما ان الطفل المشبع عاطفياً لا يُتسمال بسهولة كما يستمال الكثير من الاطفال في اعمال غير انسانية يُستغَلون فيها، اما غير المشبع فإنه يمتلك من الحب والحنان ما يجعله عصياً على الاستغلال من قبل ضعفاء النفوس، ولاجل كل هذه العوائد الايجابية صار لازماً اشباع اطفالنا عاطفياً للظفر بهذه الايجابيات.