أحيت الجاليات الشيعية من أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وعلى نطاق عالمي واسع، الذكرى الاليمة لاستشهاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، والذي يوافق بحسب الرواية الثالثة اليوم الأحد الثالث من جمادى الآخرة.
وأعرب الشيعة الموالون عن عظيم تعازيهم بهذه المناسبة العظيمة، مجددين العهد معها بالسير على خطّها الشريف في الدفاع عن النهج المحمدي العلوي السامي.
وشهدت العديد من المدن من حول العالم، إقامة مجالس العزاء والمؤتمرات والندوات الفكرية، لكل من الرجال والنساء، لتعظيم هذه المناسبة؛ واستذكار آلام وأحزان السيدة البتول (عليها السلام).
وأكّد الشيعة الموالون في المهجر بأن “رسالة السيدة الزهراء (عليها السلام) وقضاياها الإلهية ستظل تشغل البشريةَ؛ لما قدّمته من التضحيات الغالية والثبات على المواقف العظيمة”.
وأضافوا بأنّ “الصدّيقة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) تركت إرثاً عظيماً يتمثل بتعاليمها ووصاياها الخالدة التي تترجمُ الرسالة الإسلامية الإلهية، وهي لا تقتصر على المسلمين لوحدهم وإنما لجميع البشرية”.
وأشاروا إلى أن “البشرية وخصوصاً في ظل الصراعات الدائرة وتصاعد المدّ اللاأخلاقي بأمسّ الحاجة اليوم للتحلّي بأخلاق السيدة الطاهرة (عليها السلام) من أجل أن تتخلّص من القيود الشيطانية والمظاهر السيئة التي لم تنتج سوى الخراب والدمار”.
ولفتوا إلى أنّ “أعظم ما يمكن العمل به لإحياء تعاليم هذه السيدة الطاهرة هو تعظيم شعائرها والتعريف بسيرتها العطرة؛ من أجل أن ينعمَ الناس ببركاتها ويعرفوا فضلها على العالمين كما هو فضل أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)”.
وفي كشمير، نشرت صحيفة “رايزنغ كشمير Rising Kashmir” اليومية الكشميرية، تقريراً خاصاً تناولت من خلاله إقامة جمعية “جامو وكشمير أنجومان شاري شيان” الإسلامية، لما وصفتها بـ “سلسلة من التجمعات المؤثرة” المعروفة باسم “المجلس الفاطمي”، بمناسبة حلول ذكرى استشهاد ريحانة رسول الله، السيدة فاطمة الزهراء “صلوات الله عليهما”.
وقالت المجلة في تقريرها المعنون “إحياء ذكرى الإرث الخالد لحضرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)” إن “هذا المجلس كان قد اجتذب المؤمنين من جميع أنحاء الإقليم على سبيل استذكار وتكريم الحياة المباركة والمساهمات التي لا تمحى لحضرة السيدة الزهراء (عليها السلام)”.
وأضاف التقرير أن “الزعيم الشيعي البارز ورئيس جمعية (جامو وكشمير أنجومان شاري شيان”) الإسلامية، العلّامة (آغا سيد حسن موسوي الصفوي) كان قد ألقى خطاباً مؤثراً عن فضل سيدة نساء العالمين (عليها السلام) أمام المؤمنين الحاضرين في حسينية (إمام باركا) المركزية في مدينة (بودجام) التي استضافت المجلس مطلع الأُسبوع الماضي، حيث شددت كلماته الحماسية، على أهميتها الكبرى (عليها السلام) في التاريخ الإسلامي، ومكانتها الموقرة بين المؤمنين”.
وتابعت الصحيفة الكشميرية، أن “مجلساً مماثلاً كان قد أُقيم في مسجد (شاتارغام) برعاية العلّامة (آغا سيد مجتبى عباس الموسوي الصفوي)، حيث اجتمع الحضور حينها للتأمل في التحديات المجتمعية السائدة اليوم، والتعمق في الإرث الخالد للسيدة الزهراء (عليها السلام)”، مبيّنةً أن “العلّامة (الصفوي) كان قد سلّط الضوء على الدعم المنقطع النظير الذي أبدته صاحبة المصاب لوالدها النبي (صلوات الله عليهما)، والتزامها الثابت بحماية الإسلام، كما دعا الجميع إلى الاستلهام من روحها الطاهرة، لا بالكلمات فقط ولكن من خلال تحمّل المرأة للمسؤوليات الموكلة إليها في الإسلام، وتشجيعها على أداء دورها بنشاط داخل المجتمع، وهو ما سيُعد تكريماً للتراث الرائع الذي خلّدته الزهراء (عليها السلام)”.
وأشارت صحيفة “رايزنغ كشمير” في ختام تقريرها، الى أن “المجلس الفاطمي كان بمثابة تقدير عميق للتأثير الدائم والشخصية المثالية لحضرة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) لِما قدّمه من صدىً عميق في قلوب الحضور، وتعزيزه للفهم الأعمق لمساهماتها التي لا مثيل لها في التاريخ الإسلامي”.