فکر و تنمیة

لو كنت مصاباً بالوسواس القهري كيف ستكون حياتك؟

يتصور الانسان اشياء غير موجودة في الواقع ناتجة من افكار ومخاوف واحاسيس غير مرغوب بها، ويحدث ذلك بصورة مكررة قد تكون لعدة مرات في اليوم الواحد، هذا الامر هو الذي يعرف باضطراب الوسواس القهري، الذي يقبع تحت سيطرته الكثير من البشر، فماهو الوسواس القهري؟

 وماهي انعكاسته على من يصاب به؟

 وكيف نغير من هذه الافكار الوسواسية؟

يعرف الوسواس القهري على انه نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلق، تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تكرار بعض التصرفات إجباريا (قهريا) مما يعوق سير الحياة اليومية على طبيعتها.

⭐ وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية فإن نسب الاصابة بالوسواس القهري تزيد في المراحل المبكرة من العمر كفترة المراهقة مع احتمالية أن يصبح حالة مزمنة

تشير الدراسات النفسية الى ان قرابة عشرين بالمئة فقط من المصابين بالوسواس القهري يتشافون من تلقاء انفسهم، بينما الباقين إن لم يتعرضوا الى العلاجات فأنهم يواجهون مصائر مخيفة الانتحار او الادمان او غيرها من اشكال السلوك غير السوي والتي تحرف الانسان عن جادة الصواب وفطرته السليمة التي فطره الله عليها قبل ان تعبث به الرذائل والموبقات.

وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية فإن نسب الاصابة بالوسواس القهري تزيد في المراحل المبكرة من العمر كفترة المراهقة مع احتمالية أن يصبح حالة مزمنة، كذلك تزيد احتمالية الإصابة بمضاعفات الوسواس القهري لدى النساء اكثر من الرجال تبعاً لعوامل بنيوية فيهن.

  • كيف نتعرف على المصابين؟

ثمة سلوكيات تصدر من المصاب عبرها يمكننا الجزم بكون ما يتصف بها مصاباً بهذه اللعنة المرهقة، وهذه السلوكيات هي:

1-الخشية الدائمة من التلوث من الاشياء والاشخاص الذي يتعامل معهم وبالتالي يفضل عدم إلقاء التحية على الناس او غسل يديه بعد ذلك.

 2-التوتر الشديد عندما تكون الأشياء في وضعية غير مرتبة أو موضوعة في غير أماكنها.

3- الشك في اغلاق الابواب اولا و الشك في اغلاق الغاز عن الطباخ والعودة للتأكد منه لمرات عديدة.

4- تنظيف الادوات المنزلية بصورة متكررة مع انها ليست بحاجة الى التنظيف.

 5- صعوبة التخلص من الاشياء التي لا يحتاجها وهو ما يعرف بالاكتناز القهري، تكرار العد بنمط معين ولمرات عديدة وبدون مبرر لذلك.

6- التأكد من كون محفظة النقود والهاتف اكثر من مرة عندما يريد الخروج من المنزل، كل هذه العلامات إن شوهدت عند انسان فهو مصاب بالوسواس القهري شريطة التكرار لاكثر من ثلاث مرات في اليوم الواحد وهذا هو معيار الحكم بدقة على الاصابة.

  • ماذا يترتب على تفاقم الوسواس القهري؟

حين يترك اضطراب الوسواس القهري من دون علاج فأنه يؤدي الى:

1- الانعزال التام او شبه التام عن المحيط البشري للاعتقاد بأنهم غير نظيفين وبالتالي تفضيل عدم الاختلاط بهم مهما كانت درجة الصلة بهم.

2- المصابين سيفشلون دراسياً لانهم لا ينسجمون مع المجتمع ولا يتكيفون معه ولا مع اللوازم الحياتية الاخرى التي يشتركون بها مع الاخرين، وهنا يغادرون المدرسة مرغمين تحت تأثير هذا المرض اللعين.

⭐ المصابين سيفشلون دراسياً لانهم لا ينسجمون مع المجتمع ولا يتكيفون معه ولا مع اللوازم الحياتية الاخرى التي يشتركون بها مع الاخرين، وهنا يغادرون المدرسة مرغمين تحت تأثير هذا المرض اللعين

3- نتيجة للتركيز على  امور تخص النظافة وغيرها من الامور التي تصدر من المصابين بهذا الاضطراب، فإنهم يفقدون التركيز في اعمالهم مما يؤدي الى انخفاظ انتاجهم او توقفها بصورة تامة.

4- تتقلّص قدرة المصابين على النوم بصورة كبيرة لانهم يعانون من بالتفكير المفرط.

5- المصابين سيرهقون جسدياً نتيجة لمحاولة تنظيف والاطمئنان على كل شيء، ومن المحتمل جداً انهم يصابون بنوبات الاكتئاب الشديدة التي قد تدفعهم الى الانتحار.

  • لماذا يصاب الانسان بالوسواس القهري؟

لعد اسباب محتملة يمكن ان يصاب الانسان منها:

  1. احتمالية انتقال المرض من الوالدين عن طريق الجينات الوراثية.
  2. وقد تكون البيئة غير النظيفة هي من تجعل الافكار الوسواسية تنبت في رأس الانسان المصاب، إذ أن الاستجابة لمثل هذه الامر يعد طبيعياً لكن المشكلة تكمن في الافراط  الحذر في التعامل معها.
  3. آخر الاحتماليات هي عدم وجود درجة كافية من السيروتونين هو إحدى المواد الكيميائية الضرورية لعمل الدماغ بصورة منتظمة، حيث ان عدم كفايتها سيؤدي الى خلل في التفكير .
  • كيف نحجّم الوسواس القهري؟
  1. اول العلاجات النفسية واكثرها نفعاً هو العلاج المعرفي السلوكي والذي يتم عبره تغير طريقة تفكير المريض وإدراكه للأمور، بحيث يتعرف على الأفكار السلبية التي تنعكس على سلوكه؛ ومحاولة تغييرها واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية.
  2. بعد العلاج المعرفي من حيث الاهمية يأتي العلاج بالتعرض الذي يعرض فيه الانسان تدريجياً الى مسببات شكوكه ومخاوفه وبالتالي قد يتغلب عليها تدريجياً.
  3. حين لا تؤدي هذه العلاجات دورها بصورة كاملة لابد من اللجوء الى المضادات الدوائية  التي تؤخذ وفق استشارة طبيب نفسي مختص، وبذا يمكن ان نقلص من دائرة هذا الاضطراب الغير مريح للانسان.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا