الهدى/ خاص
ما يزال مسلسل العنف التكفيري يحصد اتباع أهل البيت، عليهم السلام، في افغانستان التي يحكمها حالياً جماعة طالبان، وهذه المرة يستهدف التكفيريون مسجد إمام زمان (صاحب الزمان)، عجل الله فرجه، في مدينة بُل خمري مركز محافظة بغلان الواقعة شمال العاصمة كابول أمس الجمعة، فيما كان المصلون يؤدون صلاة الجمعة.وقد وردت ارقام مختلفة عن عدد الشهداء والمصابين بين عشرين وثلاثين شهيداً حسب المصادر الطبية الافغانية، وإصابة حوالي ستين شخصاً بجروح.وحسب وكالة فرانس برس، فان الجماعات التكفيرية أحجمت عن تحمّل مسؤوليتها عن هذا الاعتداء الارهابي الجديد، في وقت ما تزال جماعة “تنظيم الدولة الاسلامية- ولاية خراسان”، يواصل نشاطاته الارهابية، وله وجود واضح في الساحة الافغانية في ظل حكم جماعة طالبان التي استلمت السلطة من القوات الاميركية باتفاق تسوية مع البيت الابيض عام 2021.و أوضح مصدر في مستشفى بغلان المركزي “أن “بعض القتلى والجرحى نقلوا إلى مستشفيات خاصة أخرى”. وقال: “إن الوضع في محيط المستشفى سيء جداً. يحاول الجميع العثور على أفراد عائلاتهم، لكن لا يُسمح لأحد بدخول المستشفى”.وتُعد مساجد وحسينيات الشيعة ومراكزهم الثقافية والعلمية هدفاً سهلاً منذ سنوات للهجمات الارهابية الدموية في افغانستان، وقد راح ضحيتها المئات من الشهداء دون أن يحصلوا على ضمانات أمنية من المسؤولين المحليين؛ سواءً أيام “الحكم الديمقراطي”، في ظل الوجود الاميركي، او اليوم في ظل حكم طالبان.وفي مقال لأحد الكتاب الشيعة في افغانستان نشره على مواقع التواصل الاجتماعي وصف النهج التكفيري الدموي بأنه داء وبيل على الأمة بأسرها عندما تم توظيف الدين لخدمة السياسة والحكم، وكشف أن هدف هذه الاعمال الارهابية تمزيق أواصر العلاقة بين المسلمين وخلق حالة من التوتر والشحن الطائفي، وحمّل المسلمين جميعاً مسؤولية معالجة داء التكفير والقضاء عليه، ومن دونها لن يتذوق المسلمون طعم الأمن والاستقرار ابداً.