مكارم الأخلاق

تأملات في مناجاة التائبين (2) الدعاء و صناعة الثقة بالنفس

خلق الانسان ضعيفا ولا يملك قوة ذاتية ولا اي شيء ذاتي، فكل ما عنده من الله ـ تعالى ـ فمن الله يستمد القوة، ولان الانسان ضعيف تحيط به الاخطاء والذنوب، ويوسوس له الشيطان، وما شابه من هذه الامور.

الانسان يملك تطلعات ولكن بسبب ضعفه يخطئ المسير، وحتى يتمكن من تحقيق تطلعاته ورغباته، وقبول توبته، وكسر خطيئته، واستجابة متطلباته، حتى يتمكن من تحقيق كل ذلك لابد له من الارتباط بالله ـ تعالى ـ، فالانسان إذا اراد تحقيق شيئا بذاته فلن يستطيع.

لا احد يغفر ذنبا واحدا من ذنوب الانسان إلا الله، وكذلك إذا بدرت خطئة واحدة من الانسان فلن يسترها إلا الله، ومن يحقّق رغبة الانسان هو الله ـ سبحانه وتعالى ـ، لكن الانسان بنعم الله يعصي الله، ونعم الله أكثر من أن تعد وتحصى كالصحة، والعقل، والمال، والقدرة على التفكير وغيرها من النعم الكثيرة، { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ}.

وإذا أردنا أن نحقّق شيئا في هذه الحياة، فلابد ان نطلب ذلك من الله، ونحذر من ان نصاب بالغرور، واعتداد بالنفس على حساب الاسلام، فالثقة تكون بالله وبالاسلام، وقوة بالايمان، صحيح ان الانسان يجب ان لا يستصغر نفسه، وباسطاعته ان ينجز في إطار عون وتوفيق الله.

⭐ لابد ان يفرق الانسان بين أمرين؛ رؤيتنا لأنفسنا أمام الاشياء الاخرى، وبين رؤيتنا لأنفسنا أمام الله، فأمام الباري ـ جل وعلا ـ نحن محتاجون إليه، وأمام الاشياء، الانسان عظيما

لابد ان يفرق الانسان بين أمرين؛ رؤيتنا لأنفسنا أمام الاشياء الاخرى، وبين رؤيتنا لأنفسنا أمام الله، فأمام الباري ـ جل وعلا ـ نحن محتاجون إليه، وأمام الاشياء، الانسان عظيما، فكل ما في الكون مسخر لخدمة الانسان بقوة الله ـ تعالى ـ، ويستطيع الانسان بالعقل الذي هبه الله ان يطوّع بقية المخلوقات، فنحن أقوياء بالله.

يجب ان يطلب الانسان من الله كل شيء، حتى الهداية التي هي من الله، تحتاج الى توفيق منه ـ تعالى ـ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَد}، فالله لو لم يعطنا العقول، ولم يرسل الانبياء والائمة فهل نهتدي؟

 لدينا تطلعات واهداف نسعى لتحقيقها، سواء كانت صغيرة كبعض الحاجات الدنيوية، ام كبيرة كالعتق من النار وهذه الحاجات نطلبها من الله، ولا يمكن تحقيقها إلا بهذه الطريقة. فمثلا حينما يطلب الانسان الرحمة فعليه ان يلجأ الى القرآن الكريم، ومن يريد الشفاعة فالنبي وأهل بيته ابواب الله.

طلبات الانسان التي يريدها من الله ـ تعالى ـ لابد ان يطلبها من طرقها الصحيحة، فهو ـ تعالى ـ جعل وسائل إليه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}، الصلاة، وأهل البيت، والعمل الصالح وسائل الى الباري ـ جل وعلا ـ.


  • مقتبس من محاضرة لآية الله الشهيد نمر باقر النمر.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا