نشات الصديقة الطاهرة زينب، عليه السلام، في بيت النبوة ومهبط الوحي والتنزيل وقد غذتها امها سيدة نساء العالميين بالعفة والكرامة، ومحاسن الأخلاق، والآداب وحفظتها القرآن، وعلمتها أحكام الإسلام، وتركت النشأة الكريمة للسيدة زينب في بيت النبوة ومهبط الوحي أثر كبير ومزايا عظيمة في شخصيتها، سواء من جدها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، اوابويها اللذين احاطوها بكل العناية والرعاية والاهتمام وادركت ع بنت علي ع من حياة جدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمس سنوات تعلمت فيها الأخلاق العظيمة والدروس الدينية.
ويبدو أن تسمية السيدة زينب، عليه السلام، من قبل الله ـ تعالى ـ كشف عن عظمة هذه المولودة المباركة التي كانت مجمع فضائل أصحاب الكساء الخمسة ومن انوارهم تكوّنت شخصيتها، فجسَّدت بمواقفها خصائص النبوة والإمامة خصائص امها الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين.
ولا ريب ان السيدة زينب بنت علي عليهما السلام، تأتي في طليعة نساء الأمة الإسلامية بعد والدتها الزهراء عليها السلام، كقدوة صالحة، ومَثَلٌ أعلى لكل قيم العزة والعظمة والشرف و الطهارة، فلا بد من استلهام الدروس واستجلاء العِبر من سيرتها، لتسهم في إعداد المرأة المسلمة وتربيتها، ومعرفة حقوقها وواجباتها وبناء كيأنها ورقيها ودفعها باتجاه تربية جيل تتمثل به القيم الأخلاقية ومبادئ العقيدة الحقّة. وكل مسلمة يجب أن تستلهم من عقيلة بني هاشم، عليها السلام، دروس العفة والصبر والتربية والاستقامة، ومن هنا فإن دراسة حياة السيدة زينب، عليها السلام، تعني دراسة حياة امرأة كانت كل سيرتها الهداية والإصلاح والرشاد والتضحية، لأنها السيدة العالمة المتفانية في سبل الله، وقد جمعت بين جمال الطلعة، وجمال المحتوى حتى انها اشتهرت في بيت النبوة، ولقبت بصاحبة الشورى وكفاها فخراً انها من فرع شجرة اهل بيت النبوة الذين مدحهم الله في كتابه الكريم إذ قال ـ تعالى ـ: {إنما يُريدُ اللهُ ليذهبَ عَنْكم الرجسَ اهلَ البيتِ ويُطهركم تطهيراً}. (سورة الاحزاب ٣٣).