منهم مَن يربي بالتسلط العالي، ومنهم من يترك الحبل على الغارب، ومنهم من يريد ان يربي تربية حسنة لكنه يضل طريقها، ومنهم من لا يريد ان يغير نمط التربية التي تربى عليها، وبين انواع التربية هذه تغيب عن الانسان اسس التربية الصائبة، اليوم في مقالنا هذا سنركز على موضوعة التربية بالقدوة، فماهي التربية بالقدوة؟
وماهي خطوات الاهل في ظل هذه التربية؟
وماهي المحاذير الي يجب ان يبتعد الوالدين عنها؟
يمكن تعريف القدوة على انها انموذجاً يتطلع له أفراد آخرون ليكونوا مثله، وقد يكون أحد هذه النماذج شخصاً معروفاً والذي يتم التفاعل معه بشكل منتظم مثل أولياء الامور أو أي أحد من أفراد العائلة، وقد يكون شخصاً لم تتم مقابلته أبداً، مثل أحد المشاهير والشخصيات العامة كرجال الشرطة أو السياسيين أو المعلِّمين وغيرهم.
⭐ إن الاقتداء في الإنسان فطرة وجبلّة، إذ إنه يولد جاهلاً لا يعلم شيئاً ثم يشرع في تعلم ما يراه وما يسمعه شيئاً فشيئاً
يحتل اسلوب التربية بالقدوة مكانة مميزة من بين الاساليب التربوية كافة، وجميعنا منذ صغرنا وفي جميع مراحل حياتنا معرضين للإعجاب بأناس نتخذهم قدوة حسنة واخرين نرفضهم فنعدهم قدوة سيئة، لكن يبقى الابوين خير قدوات يمكن ان يأثران بالطفل وعليهما أن يكونا ملتزمين به أولاً، فالمربي سواء الأم أم الأب أم الأخ، هو بمثابة القارب لهذا المعبر فإذا كان القارب جيداً ومتيناً عبر به بسلام والعكس هو المنطقي.
إن الاقتداء في الإنسان فطرة وجبلّة، إذ إنه يولد جاهلاً لا يعلم شيئاً ثم يشرع في تعلم ما يراه وما يسمعه شيئاً فشيئاً، ويؤكد ذلك سلوك الطفل الصغير حين يشرع في التكلم، فهو يكرر من الكلام ما يسمع سواء فهمه أو لم يفهمه، ويقلد والديه أو من يكبره من إخوته في أفعالهم وحركاتهم، وإذا مثلنا للاقتداء بالصغار جداً فلظهوره فيهم، لا لأنه خاص بهم وإلا فهو عام للكبار أيضاً، وإن من طبيعة البشر وفطرتهم التي فطرهم الله عليها أن يتأثروا بالمحاكاة والقدوة، أكثر مما يتأثرون بالقراءة والسماع، ولاسيما في الأمور العملية، وهذا التأثير فطري لا شعوري في كثير من الأحيان.
من وجهة نظر تربوية يمكننا الجزم ان اغلب الطرق التي نتبعها في التعامل بيننا كأزواج، سيما السيئة منها تعد تدريب خطير لابنائنا على العنف والبطش والاندفاع العاطفي، فصراخ الزوج بوجه زوجته وانعدام الاحترام في التعامل بينهما، يكون سببا لاستنساخ الابن بنسخ كاربوينة من والديه يعني انه حامل لنفس النسخ الاصلية، وكذا الحال فيما يخص التعامل اللطيف الذي يحدث بينهما، فأنه بالتأكيد حتماً سينعكس على الطفل ايجابياً لذا يجب ان يكون التعامل امام الطفل بمستوى عالٍ من التعقل والحكمة والا فالعواقب وخيمة تمتد مع امتداد عمر الانسان.
⭐ يحتل اسلوب التربية بالقدوة مكانة مميزة من بين الاساليب التربوية كافة، وجميعنا منذ صغرنا وفي جميع مراحل حياتنا معرضين للإعجاب بأناس نتخذهم قدوة حسنة واخرين نرفضهم فنعدهم قدوة سيئة
والمتتبع الذكي يتضح اليه جلياً اثر القدوة في النفوس والوجدان، فجميعنا اقتدينا بأمهاتنا وآبائنا وخطينا على آثارهم في التعامل مع كل مجريات الحياة، فأنا شخصياً اعتبر امي مثالاً في تحمل الصعاب والصبر عليها ومواجهة الحياة بتقبل، والعمل على الاتيان بالجديد من الايام الجميلة، ومثلي الكثير ممن افادوا من تجارب ابويهم التي ترجموها فيما بعد الى قصص نجاح مثمرة.
- المحاذير التي يجب ان يبتعد الابوين عنها:
ثمة محاذير ينغي للأهل والمربين بصورة عامة ان يضعوها نصب اعينهم في التعاملات تجنباً لنسخها من قبل الاطفال ومن هذه الامور هي: ضرورة الابتعاد عن الشتم والضرب في المنزل وكبت الغضب، و الافضل حل مشاكلات المنزل بالهدوء، او على الاقل تأجيل النقاش الحاد الى وقت آخر بعيداً عن انظار الاطفال، كما يجب محاولة اتباع صفات حسنة؛ مثل الاحترام، والود، والصدق، والطيبة، والتسامح وغيرها من التصرفات التي يميل الطفل إلى تقليدها، بدلاً من الصفات الذميمة؛ كالكذب والنيمة، والنفاق وكل اوجه الشر التي يمكن ان يفعلها الانسان بعيداً عن الفطرة السليمة التي فطر عليها والتي جعلت من الانسان لا يحمل من الانسانية سوى عنوانها وهذا الذي نراه على الفئة الاكبر من البشر في زماننا المعاصر للأسف، ختماً اعدوا الله لي ولكم حسن العاقبة.