الهدى – وكالات
قال مراقبون وناشطون في مجال حقوق الإنسان، إنّ التشدد لدى الجماعات المتطرفة ازداد في باكستان بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وأصبح يهدد الشيعة والأحمديين وبعض الأقليات الأخرى.
ويرى المراقبون والناشطون في إفادات وتحليلات لهم بأن “العنف الطائفي في البلاد ضد الشيعة وغيرهم طالما كان مدفوعاً من جهات عسكرية وسياسية تغذي وتدعم الجماعات المتطرّفة”، لافتين إلى أنّ “هذه الجهات تمارس أيضاً قمعاً على وسائل الإعلام لمنعها من الكشف عن مثل هذه المؤامرات الممارسة ضد الأقليات المضطهدة”.
واستشهد المراقبون بما كتبته المحللة السياسية الدكتورة عائشة الصديقة سنة (2020) عن عودة التوتر الطائفي وتزايد الهجمات الإرهابية على الشيعة في كراتشي والسند والبنجاب، وأشارت إلى أن باكستان شهدت مقتل نحو (4847 شيعياً) في حوادث عنف طائفي بين الأعوام (2001 – 2018).
كما وحذرت مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، وهي مؤسسة بحثية معروفة في مجال السياسة الدولية، في تقرير لها من العنف الطائفي في باكستان، وأشّرت خطورة الدعم المقدّم لعصابات داعــ،ــش الإرهــابية، وحركة الاحتجاج المتطرفة (لبّيك) وجماعة تحريك لبّيك الباكستانية”.
وأشار تقرير مجموعة الأزمات الدولية، الذي نُشر في أوائل أيلول من هذا العام ، إلى أن هذه المجموعات الجديدة رغم اختلافها من نواحٍ عديدة، كانت مسؤولة عن إراقة الدماء بين الطوائف في البلاد في السنوات الأخيرة”.
وحذر التقرير من أن “الأقليات المسلمة، ولا سيما الشيعة، معرضة للخطر بشدة”.
وأرجع المراقبون أصل التشدد والعنف الإرهابي ضد الشيعة في باكستان بعد استقلال البلاد مباشرة، ودعوة رجال دين من طائفة متشددة تُعرف بـ (الديوبندي) إلى شن هجمات على المواكب الشيعية عام (1949)، وجرى فعلاً شن هجمات عديدة، وبعدها بعامين فقط تم تنصيف المرشحين الشيعة في انتخابات جمعية البنجاب على أنهم كفار وحظروا التصويت لهم.
وبرز التشدد الطائفي خلال فترة حكم الرئيس ضياء الحق المعادي لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) مع دعم الجيش بنشاط لمجموعة مناهضة للشيعة تدعى (أنجومان سب الصحابة) الباكستانية، وقامت هذه المجموعة بذبح الشيعة في جميع أنحاء البلد ومعهم في السند والبنجاب، واستمرّ الأمر حتى تم تركيع الجماعات المتشدّدة وعودة بعض الهدوء للبلاد.
ولكن هذا الهدوء لم يدم طويلاً، حيث تقول تقارير بأن التشدد والعنف الطائفي عاد خلال فترة حكم الرئيس عمران خان، ومن ثم وصل الآن إلى أشدّه مما يعني استمرار التهديد ضد الشيعة والأقليات الأخرى في باكستان.