الهدى – وكالات
دان أعضاء مجلس الأمن الدولي الهجوم الذي استهدف منتجعا سياحيا في محافظة دهوك شمال العراق الأسبوع الماضي وأسفر عن استشهاد 9 مدنيين على الأقل، في وقت جدد فيه العراق اتهام تركيا بالمسؤولية عن الهجوم، وطالب بإصدار قرار يلزمها بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية.
واعتبر مندوبو الدول الأعضاء في المجلس -خلال جلسة طارئة في نيويورك الليلة الماضية- أن “قتل المدنيين أمر غير مقبول”، ودعوا إلى احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، وحثّوا جميع الدول الأعضاء على التعاون بنشاط مع الحكومة العراقية وجميع السلطات الأخرى ذات الصلة لدعم هذه التحقيقات.
وشكر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين جميع أعضاء مجلس الأمن وتضامنهم مع الشعب العراقي، مبينا أن “الهجوم التركي أسفر عن استشهاد 9 مدنيين من ضمنهم طفلة واحدة وجرح 33 مدنيا”، واعتبر أنه “يشكل عدوانا عسكريا على سيادة العراق وتهديدا للسلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وذكر أن العراق جمع الأدلة من موقع الهجوم وتضمنت شظايا مقذوفات مدفعية ثقيلة يستخدمها الجيش التركي، لافتا إلى أن القصف الأخير يعدّ دليلاً ملموساً أمام المجلس على استمرار تركيا في تجاهل مطالبات العراق بإيقاف انتهاكاتها.
وأكد حسين في كلمته أمام المجلس أن تواجد القوات التركية في العراق غير شرعي ولم يكن بطلب من الحكومة العراقية، وليس هناك أي اتفاق أو اتفاقية عسكرية أو أمنية بشأن السماح للقوات التركية بالتوغل داخل الأراضي العراقية لمطاردة حزب العمال الكردستاني، معتبرا أن تواجدها سيؤدي إلى زعزعة الوضع الأمني وخلق حالة من عدم الاستقرار.
وشجب حسين “قرار البرلمان التركي الذي اتخذه في أكتوبر/تشرين الأول 2021 بتمديد تخويل وجود قواته في العراق لمدة سنتين”، ودعا المجلس “بموجب المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال إصدار قرار عاجل يُلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية من كامل الأراضي العراقية”.
وبين “أن العراق وجّه 296 مذكرة احتجاج لتركيا، إلا أنها تجاهلتها”، محذرا من “استمرار سلوك الجيش التركي الذي قد يدفع الأمور إلى ما لا يحمد عقباه”.
من جهتها، قالت المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى العراق هينيس بلاسخارت -في كلمتها أمام مجلس الأمن- إن تركيا والعراق مستعدتان لإجراء تحقيق مشترك في الهجوم، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي شدد على “أهمية إجراء تحقيق شفاف وشامل، مستقل أو مشترك”.
في المقابل، نفى أونجو كتشلي نائب المندوب التركي لدى الأمم المتحدة أن تكون بلاده هي التي هاجمت منتجعا سياحيا في دهوك، وألقى باللائمة على حزب العمال الكردستاني.
وشدد كتشلي على أن سيادة العراق ووحدة أراضيه تنتهكهما المنظمات الإرهابية، لا تركيا، وأكد أن بلاده حرصت دائما على دعمها القوي لسيادة العراق وسلامته الإقليمية، على حد قوله.