في مجال التربية والتعليم كلما كانت المعرفة أو الخبرة أقرب للحاسة كلما كانت أبلغ بالتأثير في تغيير سلوك المتعلم، ومن ذلك وعى العالم أدغار ديل ما يسمى بمخروط الخبرة، الذي وعى فيه ان التعامل المباشر مع الخبرات التعليمية يمثل قاعدة هرم التعلم أو تعديل سلوك المتعلم.
📌 المشاريع الجماعية: وتكون هذه المشروعات بإشراك جميع متعلمي الصف في انجاز مشروع واحد، أو يقسمون الى جماعات كل جماعة تقوم بجانب من العمل كي يصلوا الى الغاية النهائية
أما في اعلى الهرم وضع هذا العالم الخبرات المجردة؛ كالخبرات اللفظية، أو الصورية، ولعل حديثنا هذا ليس جديداً على العاملين في مجال التربية والتعليم لاسيما المعلمون، لكن الجديد هو كيف نستثمر هذا المبدأ في غرس ما نريد غرسه في شخصية المتعلم.
ما يؤسف له ان في مجال التربية والتعليم في بلدنا الحبيب على وجه الإجمال هنالك من الأمور أصبحت مثالية، أو ان تطبيقها يعتبر شيء من الترف في التعليم وهذا أمر خاطئ وخطير جدا، لان غاية التربية والتعليم هو ليس تعبئة أذهان المتعلمين بالمعلومات والمعارف، بل مهمة التربية والتعليم الأساسية هي صياغة شخصه المتعلم بالشكل الذي يمكن تحقيق هدفها الأعلى وهو الإنسان الذي يعرف ماله وما عليه.
📌 إن فكرة طريقة المشروع تقوم على مبدأ ربط التعليم بالحياة التي يحياها المتعلم داخل المدرسة وخارجها
وبمناسبة حديثنا عن ذلك اذ نجد في واقع تعليمنا وهذا يشمل الابتدائي والثانوي، وصولاً الى مراحل التعليم العليا هو عدم الإيمان الكامل بكل ما يمكن ان نستثمره في تغيير توجهات المتعلمين وأشعارهم بقيمة ما هم عليه، وهذا يعتبر الأساس الذي يجب ان ننطلق في التعليم، وإلا لكان المتعلم يجهل وجده في نظام يطالبه بالالتزام وهو لا يعرف معنى ذلك، وهذا ما يحدث لنا شرخا في تقبل المعلومات التي تقدمها المدرسة لنا بل تفقده الإيمان بقيمة المدرسة وأهميتها.
ولعل السائل يسأل عن أهم ما ابتعدت عنه المدرسة في الوقت الحالي هو المواد الدراسية التي تمثل ميداناً خصباً للمشاريع الدراسية، التي يمكن من خلالها غرس كثير مما يجب غرسه في شخصية المتعلم، وهنا لا نريد ان نقتضب ما نسعى الى إيصاله، ألا وهو طريقة المشروعات وبيان ماهيتها ودورها وأهميتها في التدريس.
- طريقة المشروعات
إن فكرة طريقة المشروع تقوم على مبدأ ربط التعليم بالحياة التي يحياها المتعلم داخل المدرسة وخارجها، وهذا ما ذهب اليه جون ديوي فيما اراد ممن المدرسة، إذ رأى ان تكون المدرسة مكاناً يحيا فيه الطفل حياة اجتماعية حقيقية، فيتدربون بها على مواجهة مشكلات الحياة التي يتعرضون لها او قد تجابههم خراج المدرسة، و تستند بفلسفتها على مبدأ أن المتعلم يجب ان يكون ايجابيا في عملية التعلم، ويعتمد على نفسه في البحث عن المعرفة واكتشافها وتحصيلها من مصادرها المتنوعة.
فالمشروع فعالية قصدية تجري في محيط اجتماعي وبذلك فهو يؤكد أمرين:
الأول: ممارسة عملية أو عمل معين.
الثاني : الهدف أو القصد ويشترط في القصد أن يكون متصلا بالحياة التي يحيياها المتعلم .
فطريقة المشروع من الطرق التعليمية التي يمكن ان نقول أنها عمل ميداني يقوم به المتعلم، يتسم بطبيعته العملية ويجري تحت إشراف المعلم على ان يكون هادفا يقدم خدمة للمتعلم في تعلمه ويتم في بيئة اجتماعية، وبموجب هذه الطريقة يكلف الطالب بتنفيذ عملا معينا يشكل محورا من محاور المنهج، أو موضوعا أو وحدة فيه في صورة مشروع يتضمن عددا أوجه النشاط مستخدما عددا من مصادر التعلم ذات الصلة بالمشروع لتحقيق أهداف محددة مقصودة مهمة من وجهة نظر المتعلم.
- أنواع المشاريع
- المشاريع الفردية: وهي التي يكون المتعلم مسؤولاً لوحدة، أو بمفرده عن تنفيذ عمله والمشاريع الفردية نوعين؛ مشروع واحد يقوم به كل تلميذ لوحده، ومشاريع مختلفة ومتعددة لكل تلميذ مشروع يقوم بتنفيذه لوحده يختلف عن مشاريع غيره.
- المشاريع الجماعية: وتكون هذه المشروعات بإشراك جميع متعلمي الصف في انجاز مشروع واحد، أو يقسمون الى جماعات كل جماعة تقوم بجانب من العمل كي يصلوا الى الغاية النهائية.
- المشاريع البنائية أو الإنشائية: وهي تستهدف الأعمال التي يغلب عليها الصبغة العملية أي يتجه فيها المشروع نحو العمل والإنتاج وصنع الأشياء.
- المشاريع الاستمتاعية: وهي تستهدف الفعاليات التي يرمي المتعلم من ورائها التمتع بها كالاستماع الى الموسيقى، أو قصة أدبية، أو القيام بسفرة الى منطقة ما، أو زيارة احد المصانع .
- مشاريع المشكلات: وتكون الغاية من المشروع حل مشكلة فهم المتعلمين.
- مشروعات التعلم: والذي تكون الغاية منها كسب مهارة من المهارات او الحصول على بعض المعرفة.
- خطوات طريقة المشروع
- اختيار المشروع والهدف منه: أن المشاريع التي يسهم المتعلمين في اختيارها غالبا ما تكون نابعة من شعور داخلي يدفعهم الى العمل من اجل تنفيذه بمهمة ونشاط، ومع ذلك يجب أن يكون دور المعلم حاضرا، فيوجه المتعلمين ويرشدهم لاختيار المشروعات القابلة للتحقيق من خلال موازنة متطلبات المشروع المادية، وكذلك قدرات المتعلمين من حيث نهجهم العقلي وخبراتهم السابقة، وكذلك الزمن اللازم لانجاز المشروع، كما ان الاختيار الموفق يوفر فرصا لاكتساب المتعلمين المعلومات وينمي مهاراتهم ويشكل الميول الاتجاهات المناسبة فيهم.
- التخطيط: أي مشروع يتضمن نشاطا وجهودا لعدد من المتعلمين ومعلمهم، من غير الإعداد المسبق لخطوات التنفيذ تضيع الجهود والأموال دون الوصول الى الهدف، وعليه يجب ان يؤخذ التخطيط للمشروع وكيفية تنفيذه بنظر الاعتبار كخطوة مهمه من خطوات هذه الطريقة.
- تنفيذ المشروع: ويقصد بهذه الخطوة هي تجسيد ما خُطط لهذا المشروع أو تطبيق المخطط الذي أعد لذلك، وفي هذه الخطوة يجب ان يهتم المعلم اهتماما خاصا، وان يركز على الأهداف المقصودة وغير المقصودة التي يمكن أن تتحقق عند المتعلمين، ويكون ذلك بمتابعة دقيقة وتركيز حتى لا ينحرف مسار تنفيذ العمل متخذا أسلوب التشجيع منطلقا لتحقيق ذلك.
- تقويم المشروع في هذه الخطوة يتجه المتعلمين الى الحكم على النتائج النهائية للمشروع ومعرفة الايجابيات والمعوقات التي جابهتهم في تنفيذ الخطوات التي نفذوها.
إذاً فطريقة المشروع طريقة مرحلية يعتمد النجاح فيها على تجاوز كل مرحلة من مراحل تنفيذ خطواتها بشكل دقيق ومنضبط، مؤدياً ذلك الى الخطوات الأخرى، فهذه الطريقة لا تعتمد بشكل أساسي على الإمكانيات التي يصعب توفيرها أو تنفيذها فهي ممكنه لبعض المواد الدراسية التي يستطيع المعلم من خلالها تحقيق أهدافه ومن ذلك نوصي أخواننا القائمين على التعليم بالاهتمام بهذه الطريقة لما لها من أثار تمثل منهجا رسميا وأخرى غير رسمي.
- المصادر
- عطيه، محسن علي، المناهج الحديثة وطرائق التدريس، دار المناهج للنشر والتوزيع، عمان- الأردن، 2009
- الكناني ماجد نافع والكتاني فراس علي، طرائق تدريس التربية الفنية،ثائر جعفر العصامي للطباعة الفنية الحديثة، بيروت- لبنان، 2012.