الأخبار

السيد مرتضى المدرسي يتحدث عن ازمة الاخلاق في ندوة “فذكر” بكلية الطف الجامعة في كربلاء المقدسة

تواصل رابطة فَذَكِّرْ برنامجها الثقافي في الجامعات العراقية، حيث اقامت ندوة في كلية الطف الجامعة بحضور السيد مرتضى المدرسي نجل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي.
وقال سماحة السيد مرتضى المدرسي في محاضرته التي القاها خلال الندوة، وحضرتها مجلة الهدى، ان البشرية تتحدث اليوم عن الازمة الامنية والاقتصادية والازمة السياسية، لكن هذه الازمات كلها معلولة والازمة الحقيقية هي أزمة الاخلاق وهي ام الازمات.
واوضح سماحته ان أزمة الاخلاق تعصف بالبشرية في كل يوم والعالم ينظر بعين عوراء الى ما يحدث من حوله فهو لا يرى الاف الاطنان من المتفجرات التي تلقى على الاطفال والنساء في اليمن، بينما يتصارخ عاليا اذا ماحدث حدث بسيط في هذه الدولة او تلك.
وتسائل سماحته هل الاخلاق هي فرضية دينية ام هي قيم حضارية وضرورة حضارية، مضيفا بالقول اننا نتحدث اليوم عن علاج لما تعاني البشرية منه، ولما نعاني من تبعات ذلك، اي تبعات الازمة الاخلاقية، لافتا الى ان الجواب على هذا التساؤل يكون في ثلاث مطالب.
وتابع سماحته ان المطلب الاول يجيب على تساؤل هل ان الاخلاق تكليف مرتبط بالاخرة ام انه تكليف مرتبط بالدنيا، فثمة توجه ذهب الى ان الاخلاق قضية مرتبطة بالدنيا فقط ولا علاقة لها بالاخرة، بينما في الاتجاه المعاكس ذهب البعض الاخر الى ان الاخلاق هي ما يرتبط في العالم الاخر فقط، وهؤلاء لا يهمه ان تكون علاقته مع الناس طيبة، وكلا الاتجاهين بين الافراط والتفريط. وبين سماحته ان الاسلام هو الجادة الوسطى حيث ان الدين اعطى كما نجد ذلك في النصوص، اعطى القيمة للاخلاق حينما تاتي في اطار المجتمع والحياة الاجتماعية، فجعل الاخلاق تكليف اخروي وضرورة دنيوية في نفس الوقت، ومن اراد السعادة في الدارين عليه ان يلتزم بهذه القيم.
وفيما يتعلق بالمطلب الثاني، تطرق سماحته الى القيمن هل هي امور متاصلة في الانسان ام هي مكتسبة ومرتبطة بالثقافة والبيئة، مجيبا حول ذلك بالقول ان هناك توجه عند البعض ذهب الى ان القيم امور نسبية وليست متاصلة عند الانسان وهو يكتسبها اكتسابا، فيما كان هنالك من قالوا بان الحضارة الاسلامية جاءت وقالت ان القيمة هي للتقوى فقط وانها قائمة على اساسين هما الايمان والعمل الصالح وهذا غير صحيح، متابعا بالقول ان القيم أمور متاصلة عند الانسان وليست هي مكتسبة، والقيم قيم هرمية متدرجة على راسها الحق ويتفرع منها العدل والقسط وهكذا يتدرج.
واوضح حول ذلك ان قضية القيم قضية ثابتة وكذلك الاخلاقية قضية ثابتة، منوها الى ان من المشاكل التي نواجهها اليوم هو مع وجود الماكنات الاعلامية الضخمة التي تروج الى اللاقيم، ومن ذلك صارت القيمة منكرة واللاقيمة اصبحت امر معروف وهذه من المشاكل التي نعاني منها
وفيما يتعلق بالمطلب الثالثن اشار سماحته الى ان العلماء ذهبوا الى ان الحضارات في حالة البداوة تنافست بالقوة البدنية، اي ان الحضارة التي تمتلك قوة بدنية اكثر تكون متقدمة وبعد ذلك جاء التنافس المادي، ثم جاء التفاضل بالعلم، مبينا في هذا الاتجاه ان كل امة تتمسك بالقيمة الاخلاقية اكثر تكون متقدمة أكثر، فالتفاضل سيكون فيما يرتبط بالاخلاق.
وشدد سماحة السيد مرتضى المدرسي على ان قضية الاخلاق ليست قضية فرضية مرتبط بالتعامل مع الاخرين فحسب، كما انها ليست قضية مرتبطة بالاخرة وبالحياة في الاخرة فحسب، بل هي ضرورة حضارية، مشيرا الى ان قضية التمسك بالقيم الاخلاقية ضرورة حضارية تحتاجها البشرية، والنبي جاء بهذا القران الذي ملؤه القيم.
واضاف ان القيم الاخلاقية هي اللبنات التي على اساسها تقوم الحضارات واذا ما تركت الحضارات هذه القيم الاخلاقية سقطت.
وفيما يتعلق بشهر رمضان المبارك، قال سماحته ان هذا الشهر الفضيل الذي هل علينا ونحن الان في بدايته، هو شهر التغيير ومن يستطيع ان يغير من حاله في هذا الشهر فهو الذي يُسعد في الدنيا والاخرة، ومن لا يغير من حاله في هذا الشهر فانه الشقي الذي قال عنه النبي صلى الله عليه واله وسلم (فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر).
ودعا سماحته الى وضع برنامج للاستفادة من هذا الشهر الفضيل للارتقاء فيما يرتبط بالجانب القيمي والجانب الاخلاقي.
من جانبه قال عميد كلية الطف الجامعة في كربلاء المقدسة الدكتور حمزة عبد الواحد حمادي ان القيم الاخلاقية هي التي ينبغي ان تسود المجتمع، مبينا بانه لا قيمة للعلم ولاللحضارة ولاللمدنية ان لم تكن رفدت بالقيم والخلق الرصين.
واضاف حمادي نحن اليوم بامس الحاجة الى لقاءات كهذه، مثمنا في الوقت ذاته ومشيدا بالجهود الخيرة التي قام بها سماحة السيد مرتضى المدرسي، وداعيا الى تكرار مثل هذه الندوات كونها ستعمل على تثقيف شريحة الطلبة الذين سيكونون هم قادة المستقبل.
هذا وحضر الندوة جمع من اساتذة وطلبة كلية الطف الجامعة، والذي ابدوا تفاعلهم من خلال طرح الاسئلة الهادفة على سماحة السيد المدرسي والذي اجاب عليها وسط اجواء سادها النقاش والموضوعية في الطرح.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا