من بين مائة و أربعة و عشرين ألف نبي و رسول، هناك، فقط، خمسة و عشرون نبيا و رسولا وردت أسماؤهم الصريحة في القرآن الكريم .
و عندما كان الخطاب الإلهي ينزل على الأنبياء، عليهم السلام، كان ينزل بأسمائهم الصريحة بعد حرف النداء “يا”؛ إلا الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، حيث نزل الخطاب الإلهي عليه بعبارة: “يا أيها الرسول”، أو بعبارة: “يا أيها النبي”، دون ذكر اسمه الصريح ؛ تكريما له، و تبجيلا.
وكنماذج للخطاب الإلهي الموجه للأنبياء، عليهم السلام؛ منها قوله تعالى :
{يا آدم} و لم يقل: يا أيها النبي {اسكن أنتَ و زَوُجُكَ الجَنْةَ} ومنها قوله تعالى:
{يا نوحُ} و لم يقل: يا أيها النبي {إنَّه ليسَ مِنْ أهْلِكَ} (سورة هود، الآية/ ٤٦). و منها قوله تعالى :{يا مُوسى} و لم يقل : يا أيها الرسول {لا تَخَفْ}، (سورة النحل، الآية ١٠).
و منها قوله تعالى :{يا عيسى ابن مريم} و لم يقل: يا أيها الرسول {ءأنتَ قُلْتَ للناسِ اتخِذونِى و أمي إلهينِ من دونِ اللهِ}. (سورة المائدة، الآية ١١٦ ).
أما نماذج الخطاب الإلهي الموجه للرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله ؛ فمنها قوله تعالى :{يا أيُّها النبيُّ} و لم يقل: يا محمد {إنا أرسلناكَ شَاهداً و مُبشراً و نَذيراً}، (سورة الأحزاب، الآية ٤٥).
ومنها قوله تعالى :{يَا أيُّها النبيُّ} و لم يقل: يا محمد {جَاهِدْ الكفارَ و المنافقينَ}، (سورة التحريم، الآية ٩).
و منها قوله تعالى: {يا أيُّها الرَسُولُ} و لم يقل: يا محمد {بلغْ ما أُنزلَ اليكَ مِن ربِكَ}، (سورة المائدة، الآية ٦٧ ).
و لعل قوله تعالى : {يا أيُّها المدثر}، و {يا أيها المزمل} يصبان في الإتجاه ذاته.
هذه، إذن، منزلة الرسول الأعظم، صلى الله عليه و آله، عند الله تبارك و تعالى، و في القرآن الكريم، من بين جميع الأنبياء و المرسلين، صلوات الله عليهم أجمعين .
فيا سيدنا يا رسول الله ؛ معذرة إلى ساحة قدسك مما يسيء إليك المسيؤون؛ من المسلمين، و غير المسلمين؛ معذرة.