أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، أن الدين الإلهي الحق هو دين الروح والإطار، فليس البرّ المطلوب لدى الله مجرد التوجه قبل المشرق والمغرب في الصلاة، بل المطلوب محتوى الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتدعوا إلى الخروج من شح الذات ودفع المال في سبيل الله لمصلحة الطبقات الهشّة، والوفاء بالعهد والصبر في البأساء والضراء، والصدق في المواقف.
وأشار سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة إلى أن نهضة سيد الشهداء عليه السلام، كانت تهدف فضح كل مدعٍ للدين ومستأكلٍ به، وتعرية كل من يحمل راية الدين من أجل السلطة والثروة وتكريس شخصيته، وذلك ميراث نهضته المباركة في الأمة، مبيّناً أن السلطات الأموية كانت قد حوّلت الدين إلى مجرد شعارات فارغة، وإلى تشريعات تخدم مصالحهم وتضر المستضعفين، الأمر الذي كان يتعارض مع الفطرة السليمة، مما جعل الناس يخرجون من الدين، لولا قيام ائمة الهدى من عترة النبي بمسؤولية تطبيق محتوى الدين الحقيقي، وما نجده اليوم من محتوى الدين فهو ميراث تضحيات عترة النبي عليهم السلام.
وفي الشأن العراقي قال المرجع المدرسي دام ظله: “إذا أردنا أن نتبع نهج أبي عبد الله عليه السلام في العراق، فلابد أن نفتش عمن يؤثر لا يستأثر، ومن يقدم الخدمة للناس لا لمصلحته، ومن يكون عمله دليل صدق نيته لا مجرد كلامه، وندعو للدين الحقيقي بالعمل الصالح لا بممارساتٍ خاطئة”، مبيّناً أن الإكتفاء الزراعي بكل ما يحتاجه الشعب العراقي، وإتقان الصناعة وتطويرها، وتطبيق العدالة بين الناس جميعاً لئلا يشكو أحدٌ من الحرمان والتمييز هي تطبيقات عملية للدين الإلهية.
ودعا سماحته الجميع إلى العمل لمصلحة الناس الذي هو مصداق العمل الصالح، مبيّناً أن على الناس أن ينتظروا من المسؤولين القيام بالعمران وإستصلاح الأراضي والبناء لما خرب من البلد، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في مواجهة التحديات المختلفة.