انطلاقاً من الاية التي يقول الله تعالى فيها: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
من جميل آيات الله يستطيع الفرد تشخيص حالته، في حال عرضها للآيات، فهو من هذه الاصناف (الموقنين ، المتقين،المؤمنين، المسلمين، كفار، منافقين )
وفي هذه الاية التي سبق ذكرها يُظهر القرآن الحكيم معالم الايمان لدى الفرد ألا وهي:
1– بعضهم اولياء بعض، اي الانقياد للحق و تحت ظل القيادة الرشيدة المُتَنَوّة ببصيرة القرآن.
2– يأمرون بالمعروف، ومن أمثلة الأمر بالمعروف:
أ ـ في حال رؤية الفرد لايؤدي صلاته، فإن علينا ان نتحمل مسؤوليتنا تجاهه، ونوجهه الى الصلاة، وهذا مصداق للامر بالمعروف.
ب- مثال آخر، وهو أن شابا بالغ يتهاون في الصيام، كذلك فإن علينا تذكيره ان الصيام واجب على البالغين، وانه إن تهاون فإن عليه قضاء ما فاته.
((ان عدم قيام الفرد بتكليفه الشرعي يدل على عدم خشيته من الله))
إن العلة الامر بالمعروف هي اصلاح المجتمع، وتصحيح مسار الفرد والامة، في حال الانحرف عن الجادة، واصلاح المجتمع يعني ارجاعه الى القيم السماوية المثلى.
وهناك أمثلة قد غفل عنها المجتمع و هي كثيرة نذكر نموذجين :
١. ترى جمعاً كبيراً من الأُمة يستصيغون الحرام (كقبول ثقافة التبرج و الإنحلال )، وقد يظن البعض، أن هؤلاء ما داموا كثير، فلا داعي لنحصهم، أو ارشادهم أنهم على الطريق الخاطئ، فمعيار الاكثرة عند البعض يكون هو الحق، وهذا غير صحيح، فالكثرة والقلة، ليستا معيارا للحق والباطل، ولذا علينا أن لا ننخدع، بل علينا أن نقوم بواجبنا، في الامر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
٢. ترى المجتمع يُثَقِّف للدفاع عن الحدود الجغرافية فقط و النأي بالنفس عند ذلك، يبدأ دور من اراد الخروج من دائرة اللعن الإلهي لعدم نهيه الباطل و بدأه القيام بدوره الشرعي بالتحرك و القول بكل ما أتي من قوة، حتى لو كلفه ذلك اشرس الهجمات الاعلامية.
وقد يتوقف الفرد من القيام بدوره الشرعي لعدة اسباب
١. الرغبةً فيما عند الظالم من ملذات الدنيا .
٢. الخوف من بطشه و ظلمه .
٣. خسارة المصالح الكبيرة .
لكن في قبال هذه المثبطات، هنالك عدة يمكن للفرد تحصيلها للتخلص من الاسباب التي تمنعه من القيام بدوره المسؤول والشرعي، منها على سبيل المثال لا الحصر:
١. الاكتفاء الذاتي، وعدم الاعتماد على الغير.
٢. الزهد في الدنيا، لانه يعطي الفرد قوةً لتحدي اي شخص يخالف تشريع السماء، لان حامل هذه الصفة همهم الاول و الاخير هو رضى الله و شعارهم:
ياليت الذي بيني و بينك عامرٌ** و بيني و بين العالمين خرابٌ )، و لا يكون همهم عدم رضى الناس عنهم إذا ما خالف عملهم تشريع الله.
٣. الخشية من الله، يقول الله تعالى: {فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي}.
ان عدم قيام الفرد بتكليفه الشرعي يدل على عدم خشيته من الله، و جُلَّ اهتمامه هي الحفاظ على مشاعر الناس و احاسيسهم، وإلا لو كان يخشى الله لما خاف على علاقته مع الاخرين إذا ما تعارضت مع مخالفة مع اوامر الله ونواهيه.