عاشوراء .. لنبنِ جسور التواصل مع الشباب
|
مع إطلال المحرم ينقلب المجتمع الشيعي إلى حالة أخرى، وتصبح النفوس مرهفة والأذهان متيقظة، ويكتنف المجتمع نشاط في المراسم وإقبال على المآتم وتسخو النفوس بالبذل وتنشدُّ القلوب للوعظ.. فليوم الحسين حرارة في قلوب المؤمنين.
وبإجالة النظر على أرجاء المعمورة يجد أحدنا أن مجتمعه الصغير ليس إلا جزءاً من موج هادر أرتنا بعض معالمه الفضائيات.. ولن يخفى على المتمعن حينها أن أعداد المتطوعين للاعمال الحسينية يُقدر بعشرات الملايين.كما أن حجم الإنفاق هو من السعة والكم ما تعجز عنه الدول لو أرادت أن تحقق ما يوازي مراسم عاشوراء. والالتفات إلى هذه الحقيقة يجعل المسؤولية تتعاظم باستثمار المراسم العاشورائية بصورة واعية في سياق القيم النبيلة.. وتحديدا في تعزيز الهوية الحسينية في جيل الشباب.
إن الشباب يبحثون عن مساحة في المراسم الحسينية، بل هم عماد الأنشطة التطوعية العاشورائية. والحديث عن اجتذاب المزيد وبعبارة في جعل المراسم متنفساً للطاقات الشبابية ليكون بوابة لتعزيز الهوية الحسينية في مجتمعنا. إن إفساح المجال للجيل الشاب يحقق الوجود الاعتباري والهوية وتحقيق الذات بالنسبة للشباب فيصرفهم عما لا ينفعهم في دنياهم ويضرهم في أخراهم.. وسيستفيد مجتمعنا من قدرات الشباب على الإبداع.. وإذا كان الشباب قد اقتحموا هذا المضمار فعلا في نشاط ملحوظ ومشكور فإن المرجو أن يتسع ليكون اشتغال جميع شبابنا بتنويع الفعاليات العاشورائية.. ومن جهة أخرى نطمح إلى أن يولي الخطباء ورجال الدين الكرام العناية بمخاطبة جيل الشباب في منابرهم مع إقبال النفوس والأذهان، وأن يوجدوا جسورا للتواصل مع الشباب خارج المنابر برحابة صدر للتعرف على شواغلهم وما يؤرقهم والتحديات التي تكتنفهم مما يتيح التواصل بصورة أفضل وأن يكون الخطاب أكثر اقترابا من الواقع. إن ما يؤسس لهذه الرؤية وضوح الرسالة والقناعة بأهميتها مما يجعل المنبر وسيلة لصالحها ولا تضيع بين زحام المشاغل والمجالس.
|
|