يمين اوباما
|
إياد محسن
لم يرتبك الرئيس الأمريكي وهو يؤدي يمينه الدستورية فقط، بل تلعثم أيضا.. وقتها كان الشعب الأمريكي يتأمل رئيسه وهو يقسم، ولأنه شعب يقظ، تنبه لارتباك رئيسه وعدم تلفظه مفردات اليمين بمواقعها المكتوبة دستوريا، إذ قال الرئيس..
اقسم اني سأنفذ سياسات الولايات المتحدة بأمانة في حين توجب اليمين الدستورية عليه ان يقول.. اقسم اني سانفذ بأمانة سياسات الولايات المتحدة، وحيث ان كلمة أمانة لم تأت بسياقها الصحيح، راحت الصحف ووسائل الإعلام تضغط باتجاه إعادة اليمين ما اضطر الرئيس بعد يوم للحضور الى إحدى قاعات البيت الأبيض ليؤدي اليمين بصيغتها الدستورية... الرئيس يحترم دستور شعبه وهو جاء للعمل وفق نصوصه لا ليبدأ ولايته بمخالفته... والشعب يدرك ان الدستور منجزه الأهم ودرع حمايته الأقوى ولا يسمح لأحد بتجاوزه وان كان سيادة الرئيس، ورجال القانون واللغة امناء لشعبهم ولم يسع احدهم لإيجاد الحيل وإقناع الرئيس بصحة اليمين.
اليمين عقد يعلن خلاله الإنسان انه يلزم ذاته وكيانه بالعمل وفق ما يحدده القسم ويجعل ما يعتقده ويدين به رقيبا وشاهدا على ما التزم به وعلى مراعاته مستقبلا في جميع افعاله وتصرفاته، فان خالف ما أوجبته اليمين، كان خائنا لمعتقده ولذاته السامية وقيمه العليا.. وأداء اليمين قد يفرض استنادا لدستور او قانون على من يمارس بعض المسؤوليات كطريقة لإيجاد رقابة ذاتية داخلية إضافة الى وسائل الرقابة الخارجية.
في العراق... وكما المقابر جماعية والأعراس جماعية... لدينا اليمين جماعية أيضا اذ أدى أعضاء مجلس نوابنا الـ 325 يمينهم الدستورية بصورة مجتمعة ومشتركة وبصوت واحد ولا ندري من منهم اداها بسياقها الوارد دستوريا ومن قدم إحدى الكلمات او أخرها او تسارعت إلى مسامعه الألفاظ فذكر بعضها دون الآخرى.. فربما اقسم احد النواب ان يؤدي مهامه ومسؤولياته ولم يردد عبارة بتفان وإخلاص.. او كأن يكون قد نسي ذكر عبارة ان أحافظ على استقلال العراق وسيادته، وهذه الطريقة في أداء اليمين قد أهدرت الغاية من فرض أدائها على النائب قبل ممارسة عمله بموجب المادة 48 من الدستور، ولا ندري العلة التي تقف وراء ذلك، فان كان الغرض اختزال الزمن، فانه غرض غير جدير بالاعتبار، لان شعبنا صبر على تأخير تشكيلة الحكومة أشهر عدة وما زال صبره ممتداً فما الضير ان كان ضمن المدة يومان او ثلاثة تخصص ليقف كل نائب بصورة منفردة ليقسم أمام رئيس المجلس وليسمع أبناء شعبنا إيقاع صوته وهو يردد يمينه الدستورية.
|
|