هل كل ما نفكر به صحيح؟ وهل الطريق الذي نسير عليه هو الطريق الذي يجب ان نسير به؟ فهذه تساؤلات يجب ان نتساءل عنها قبل ان نخطو اي خطوة، وكم من اناس ساروا وفي نهاية الطريق اكتشفوا انه على خطأ، وكم من شخص أخطأ ولكنه يعتبر ان من المعيب ان يعترف بخطئهِ.
كل انسان يولد من الصفر ويكون ورقة بيضاء ناصعة، ولا يعلم ما يضربه وما ينفعه، ويبدأ بالتعلّم، وتختلف طرق التعليم من مكان الى آخر، ومن مجتمع الى مجتمع، ومن بيئة الى بيئة اخرى، ويبدأ الانسان بكسب المعلومات التي تأتي اليه، وهنا يكون الذي يكسب اساسيات المعلومات و الصفات، إن كانت ايجابية او سلبية، ويبدأ بالبناء،والبناء في صغر الإنسان من الصعب تغيره عند كبره ، وقد قال الإمام علي عليه السلام، “العِلْمُ في الصِّغَرِ كالنَّقْشِ في الحَجَرِ” فبالرغم من صعوبة النقش على الحجر، إلا أن النقش هذا يصمد ويبقى زمناً طويلا وهكذا حال المتعلم والمتربي.
كلما كبر الانسان في العمر تقل محاولة التغير في معلوماته الخاطئة، وذلك لتراكم المعلومات التي تتواجد لديه والتي اصبحت اساسا لمعلومات اخرى، وكلما تراكمت المعلومات تقل عملية التغير في المعلومات.
انّ من الاسباب التي لا تجعل الانسان ان يغير معلوماته هو عامل الخطأ، وهو ان المعلومات قد تراكمت، واصبحت اساسا لمعلومات اخرى ولو كانت هذه المعلومات صائبة، ولكن اساسه خطأ، كمثل بناء بنيان جميل وجيد ولكن الاساس لهذا البناء ضعيف ومتهالك، فالبناء كله معرض للسقوط، وكذلك المعلومات كلما تراكمت على اساسات معلومات خاطئة، اصبح من الصعب تغييرها، وسبب ذلك هو خوف من السقوط، ولكن الانسان مهما بقى يحرص على معلوماته اذا كانت اساسات معلوماته خاطئة، ففي النهاية يكتب الفشل وتهدم جميع معلومات، الصحيحه والخطاء، فيجب الحذر من جميع المعلومات التي نكتسبها، اضافة الى التحري منها ومن مصدرها ومناقشتها، لكي لا نكتسب شيء يضرنا.
-
ما هو السبيل لتخلص من المعلومات الغير صحيحة؟
كل انسان يحب ان ينجح، وكل انسان يحب ان يكون افضل انسان في هذا الدنيا، لذلك نرى التنافس في الحياة شيء كبير، وهذا ليس في الدنيا وحسب وانما حتى في الآخرة كذلك يتم التنافس كما ذكره كتاب الله العزيز حيث يقول تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}.
كما نريد ان نكون الافضل، فلابد ان نختار الطريق الصحيح، فمثل ان نختار طريق الى منطقة معينة،ونسلك شارع منطقة اخرى فكلما زدنا في السير في الطريق الغير صحيحة كلما ابتعدنا عن الهدف الذي نريد ان نصل اليه، فهل نصل الى المنقطة التي نريدها، بالتأكيد لا نصل، فكلما اسرعنا لتغير ملعوماتنا الخاطئة كلما اخترنا الطريق الصائب الى الوصول الى اهدافنا بسرعة، فهنا لابد ان نسعى ان نغير معلوماتنا الخاطئة الى صائبة، ونتنازل عن الملعومات الغير صحيحة لكي يكون طريقنا صحيح، وهنا من اهم الطرق لتغير النفس التنافس مع الناجحين، وجعل قدوات صالحة لنا في الحياة، ونرى أنّ اغلب الناجحين في الحياة كانوا فاشلين، لكنهم عندما غيروا طريقة تفكيرهم ومعلوماتهم نجحوا.
-
كيف نتقبل المعلومات الجديدة؟
من الصعب الانسان ان يتقبل معلومات جديدة، وهل دخول جسم غريب داخل جسم الانسان يمر دون ان يتخوف من هذا الجسم الغريب، ويبدأ باموره احترازية، ولو كانت هذه المواد يفيد الجسم، فالمعلومات من الصعب تغييرها في منظومة معلومات التي يمتلكها وخاصة اذا كانت تخالف معلوماته، فهنا يبدأ الانسان بتحدي نفسه، فكلما تحدى نفسه ،عبر قيامه بتميز المعلومات الخاطئة والصائبة، ومناقشة لكل معلومة موجودة لديه، او التي يكتسبها، ويتقبل التغير، فهذا من التحديات الصعبة، التي يمر بها الانسان، ويختار الاصح من المعلومات التي توجد عنده، ولكنّ الصعوبة تقل عندما يصبح هذا التحدي عادة، فيرتقي الانسان الى كسب المعلومات الصحيحة،وهنا ينجح التحدي والاختبار، ويبدأ طريقه و قد وعدنا الله بتغير حياتنا اذا قمنا بتغير انفسنا، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، ومن اهم التغييرات في الانسان، تغيير معلوماته التي يكتسبها ان كانت صحيحة تسلك به الى الطريق الصحيح.
-
ما هو تاثير المعلومات على المجتمع؟
لو نظرنا الى المجتمع كله، فهو يرفض المعلومات الخاطئة، ويريد المعلومات صحيحة، فهو يسلك الطريق الصحيح، فهل من المعقول أن نرى الحرب والقتل والتهجير وكافة انواع التخريب جاء نتيحة المعلومات الصحيحة ،ولكن لو بدلنا معلوماتنا الى ان هذا غير جيد، لكان حياة العالم تغيرت نحو السلم والتطور، ومثل على ذلك عندما نغير معلومة ان ليس كل شيء هو المال، وانما هو جزء كباقي الاجزاء الضرورية في الحياة، فما اقتتل الناس الا على المال، وما نشبت الحروب في العالم الا من اجل الاموال، ومن اجل استيلاء على الدول القوية على الدول الضعيفة، وهذا جزء بسيط من تغير المعلومات، وكلما سعينا الى تغير معلوماتنا الخاطئة، بحيث تصبح ثقافة في مجتمعاتنا فيتطور المجتمع بصورة كبيرة، ويسير في الطريق الصحيح ويبتعد عن الحروب و الاقتتال، ويبدأ المجتمع يتعاون على تطوير نفسه.
أما ان الاوان ان نغير معلوماتنا الغير صحيحة، أما آن الأوان ان نطور انفسنا، آما آن الاوان ان نطور مجتماعتنا، فاذا قلت نعم فانت من الشجعان الذي يحاول ان يغير معلوماته ويطور نفسه ومجتمعه.