أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، خلال كلمته الأسبوعية التي يلقيها في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة ، على أن الجهالة سبب أساس لتدمير البلدان، وهي الأرضية المناسبة لإنتشار سياسة التفرقة التي يريدها الأعداء للشعوب كلها وخصوصاً الشعب العراقي، وذلك لأن دعوات الفرقة والإختلاف لا تولد من داخل البلاد، وإنما تأتي تلك الدعوات من أقلامٍ مأجورة تنشر الفتنة من خارج الحدود، والكثير من البلاد الإسلامية تشهد هذه الأقلام المفرقة، مؤكداً على أن الشعب العراقي قادرٌ على تجاوز دعوات التفرقة بإلتفافه حول القيادات الدينية، كما تمكن سابقاً من مواجهة حملات الإبادة الكثيرة التي تعرض لها بإلتفافه حول قياداته الدينية والإمتثال لأوامرها، لانها تجسد تعاليم الدين الحنيف وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد أصبت التاريخ قدرة القياداة الدينية من إخماد الفتن ومن ثم ترميم اللحمة الوطنية، والكيان الإجتماعي الواحد للشعب العراقي.
وتابع سماحته حديثه عن ضرورة العودة إلى تعاليم ديننا، وإلى ما زرعه رسول الله صلى الله عليه وآله من الرحمة في نفوس العرب، حيث باتوا إخوةً يؤثرون على أنفسهم بعد أن كانوا متناحرين، وذلك بزرع الإهتمام بالمصلحة العليا قبل المصلحة الشخصية، حيث بات المسلمون أشداء على العدو ومن يريد أن يستلب ثقافتهم ويحتل بلادهم ويأمرهم وينهاهم بالباطل وكما قال القرآن الكريم: (اشداء على الكفار)، ولكنهم في المقابل وفيما بينهم (رحماء بينهم)، فالصفة الغالبة هي صفة الرحمة، وهي التي تنشأ في الأسر وتتوسع في المجتمعات الكبيرة التي إعتبرتها النصوص الشريفة كالأسرة للمؤمن، مندداً بما حدث في ساحة الوثبة، حيث اعتبره فعلاً بعيداً عن كل أخلاق وقيم الشعب العراقي كما أنه بعيدٌ جداً عن تعاليم الدين الحنيف.
وفي ذات السياق، دعا المرجع المدرسي الشعب العراقي إلى تغليب المنفعة العامة على المنافع الخاصة والضيقة التي يمكن أن تسبب النزاعات، حيث لابد لكل فرد أن يفكر في مصلحة الجميع الأمر الذي يؤدي بالجميع إلى الخير.
وأضاف سماحته: لدينا في العراق فرصة كبيرة لتحقيق ذلك عبر إيجاد تجمعات رسالية تحمل على عاتقها المصالح العليا للبلد، وتحول العراق إلى كيان مرصوصٍ لا يمكن أن ينفذ فيه أية جرثومة خبيثة، وتلك الفرصة تكمن في تحويل المواكب الحسينية وغيرها من التجمعات الإيمانية، إلى تجمعات فاعلة وناهضة في مختلف الشؤون الإجتماعية.