أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله، على ضرورة إتباع الوسائل المشروعة المعتمدة على العقل والقيم الإجتماعية والدينية، للوصول إلى الأهداف المشروعة، داعياً إلى عدم الإنجرار وراء العواطف والشهوات، التي تبعد الإنسان عن أهدافه المنشودة.
وبيّن سماحته خلال كلمته الأسبوعية في مكتبه بكربلاء المقدسة، وتابعتها مجلة الهدى، أن الهدف الأساس من المظاهرات الشعبية هو الإصلاح والمطالبة بالحقوق، ولكنّ بعض الجهات حاولت جرّها إلى تخريب البلد من خلال النفخ في بوق الفتن وشعارات الكراهية، كما أن البعض إنجر إلى إستعمال العنف وتعطيل الحياة، مؤكداً أن تعطيل المدارس وقطع الطرق وإغلاق الموانئ وحقول النفط، لا يمكن أن تكون طرقاً حكيمة لبناء وطنٍ مزدهر، بل قد يؤدي ذلك كله إلى نتائج بعيدة عن مطالب الشعب ومصالحهم، داعياً سماحته العراقيين إلى الحذر من الأبواق المشبوهة التي تبث الكراهية، وتغذي التفرقة بين أبناء الشعب، التي لو نحجت في التأثير على العراقيين فلن تنتج سوى المزيد من الفوضى والأزمات.
ومن جانبٍ آخر إنتقد سماحته، القوى السياسية في البلد، التي راح ينتقد بعضها بعضاً على الملأ بدل الإصلاح من الداخل، أو سلوك الطرق القانونية لإتخاذ الإجراءات الإصلاحية، الأمر الذي أدى إلى معارضةٍ من دون تحديد أهداف واضحة، كما أدى إلى فقد المواطن ثقته بالحكومة وساسته.
وأكد سماحته أن أغلب مشاكل العراق هي النتيجة المباشرة للغزو الذي تعرض له البلد عام ألفين وثلاثة بقيادة الولايات المتحدة، الذي كبّد البلاد دماراً هائلاً على كل المستويات، مشيراً إلى عدم إكتراث الغربيين بمصالح الشعوب المسلمة، مبيناً أن العراقيين الآن هم من يقدرون على النهوض بواقعهم، وبناء مستقبل بلادهم، وإن المزيد من التدخلات الأجنبية يؤدي إلى تعميق الأزمة في البلاد، بل قد يؤدي إلى تشكيل نظم إستبدادية في البلد.