من الملاحظ في مظاهرات العراق التشرينية العديد من الملثمين، ربما كان اللثام وسيلة للتخلص من الغازات المسيلة للدموع التي تطلقها شرطة مكافحة الشغب، وقد تكون على شكل كمامات طبية كبيرة الحجم تغطي اغلب مساحة الوجه.
إلا أن الظاهرة ـ أعني اللثام ـ موجودة حتى في سائر المحافظات العراقية وخصوصا التي لم تستخدم فيها الشرطة قنابل الغاز.
ولذا يتجه السؤال لهؤلاء وباللهجة العراقية: ليش تتلثم؟!
المشكلة أن الكل يقر بوجود مندسين في التظاهرات، وقد رأينا كيف أن بعض الجهات المشبوهة حاولت ـ وربما لا تزال تحاول ـ اختطاف سلمية التظاهرات وجر الناس إلى الفتنة، وعليه فكيف يمكن للجهات الأمنية المختصة بتأمين التظاهرات فرز المندس عن غيره.
ثم إن المتظاهر الذي نزل بكل إرادة للتغير وهو مستعد لتحمل كافة الصعاب ما الذي يمنعه من كشف وجهه، أليس ذلك من علامات الاستفهام، فإننا نشاهد وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضائيات ان الكثير من المتظاهرين يفتخرون بنشر صورهم وهم في ساحات الاعتصام بل والبعض ينشر صورة له في كل ساعة تقريبا! مما يجعلنا نتساءل عن سبب تغطية الآخر لوجهه لإخفاء هويته.
وما أثارني جداً وكان السبب في كتابة هذا الموضوع ليس الجانب الأمني فحسب وإنما ما ظهر من مفاسد مؤخراً حيث نزلت الى ساحات الاعتصام ـ وحتى في مدينة كربلاء المقدسة ـ فتيات، يظهر أنهن من بائعات الهوى أو من الغجر (الكاولية)، يرقصن في وسط الشباب على انغام الموسيقا وكلهن قد غطين وجوههن بلثام لكي لا تكشف هويتهن.
ولذا فإن من الضروري على الجهات الأمنية التحرك بتعميم ضرورة إبعاد الملثمين عن ساحات الاعتصام، والتعامل بحزم مع مثل هذه الشخصيات المشبوهة.