مع تواصل التظاهرات السلمية في أغلب محافظات البلاد، تتصاعد الاصوات المطالبة بتنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين، والداعية الى اسقاط حكومة المحاصصة وتشكيل حكومة وطنية تلبي مطالب الشعب.
وتشهد الساحات العامة في العاصمة بغداد ومحافظات كربلاء وبابل والنجف وواسط والديوانية وذي قار وميسان والبصرة توافد اعداد كبيرة من كافة فئات المجتمع للمطالبة بالإصلاح والقضاء على الفاسدين.
مجلة الهدى تابعت عبر مراسلها التظاهرات التي تشهدها محافظة كربلاء منذ الـ25 من تشرين الاول / 2019 حيث يتوافد الالاف من المواطنين للمطالبة بتحقيق المطالب المشروعة.
الى ذلك دعا نجل سماحة الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، سماحة السيد مرتضى المدرسي الى عدم زرع الكراهية في البلاد، وذلك عبر الصفحات الصفراء والأقلام المأجورة.
وبين سماحته في تغريدة له على تويتر، تابعتها مجلة الهدى، ان هذا الامر يمثل برنامجا مرسوما لإدخال العراق في دوامة الدم، واصفا هؤلاء بانهم يمتهنون الاصطياد بالماء العكر.
احد المواطنين أكد لمجلتنا ان هذه التظاهرات تستمد قوتها من المرجعية الدينية التي لطالما وقفت مع الشعب ودعت الى تحقيق مطلبه المشروع، واضاف المواطن محمد حسين جاسم، ان وجود العلماء واصحاب الراي أمر مهم للوقوف مع الجماهير الغاضبة وتوجيهها نحو الوجهة الصحيحة.
وبين ان مطالب الجماهير بإسقاط حكومة المحاصصة جاءت بعد الفشل الكبير من الساسة في ادارة البلاد وفق هذا المبدأ حيث نشهد انتشار الفساد والمحسوبية في الدوائر وكذلك الفشل في تقديم الخدمات.
من جهتها اعلنت نقابة المعلمين المقر العام عن اضراب شامل عن الدوام يستمر الى الاحد القادم، متوعدة الحكومة بالتصعيد في حال عدم تحقيق مطالب الشعب.
وقال نقيب المعلمين فرع كربلاء الدكتور خالد مرعي، ان المعلمين كان لهم حضورا كبيرا ولافت وغصت بهم ساحة التظاهر وموقفهم مضاعف فهم اضربوا عن الدوام ويتظاهرون أيضا، لافتا في تصريح له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، الى ان التاريخ سيدون لهم هذه الوقفة الشجاعة في سبيل الوطن.
بدورها قالت أحدى الطالبات في كلية الطب ان جامعات العراق خرجت عن بكرة ابيها للمطالبة بوطن خالٍ من الفاسدين واللصوص والسراق، داعية الى ان تكون هنالك ضغوط كبيرة على الحكومة الحالية لوضع الاسس الجديدة من اجل بناء دولة المواطن وتقديم والخدمات.
وبينت الطالبة التي فضلت عدم ذكر اسمها، لمجلة الهدى، ان ما يحدث اليوم هو تأسيس لمرحلة جديدة تجعل من الشعب رقيبا على المسؤول ومتابعا لكل هفوة من الممكن ان تصدر منه، مبينة ان الشعب هو مصدر السلطات كما يقول الدستور وهو الحامي للبلاد من كل فاسد او سارق.
المواكب والهيئات الحسينية هي الاخرى كان لها الدور الفاعل في هذه التظاهرات السلمية، حيث شاركت بتقديم الطعام والمأكل والمشرب للمتظاهرين، كما خرجت تلك الهيئات بتظاهرات حاشدة للمطالبة بالمطالب المشروعة.
وقال كريم ميري عن موكب عزاء العباسية ان مشاركة المواكب الحسينية تأتي لتبين للعالم ان قضية الحسين وثورته ضد الظلم تتجسد اليوم في ما تقدمه تلك المواكب من خدمات للمتظاهرين ومن مشاركة فاعلة فيها.
وبين ميري لمجلة الهدى، ان من شارك في خدمة زائري اربعينية الامام الحسين عليه السلام يشاركون اليوم في تقديم كافة الخدمات للمشاركين في تظاهرات الوطن.
جدير بالذكر ان مظاهرات سلمية عارمة تشهدها معظم مناطق البلاد منذ الخامس والعشرين من تشرين الاول للمطالبة بإسقاط الحكومة التي جاءت من المحاصصة، وايجاد حكومة وطنية تكون قادرة على تقديم الخدمات للشعب ومحاربة الفاسدين.