تتجدد في كل عام في العشرين من شهر صفر، مسيرة تشمل كل انسان ذو ضمير حي، وبصيرة عقائدية نحو قبر سيد شباب اهل الجنة، حيث الزيارة الاربعينية، وهي مسيرة تأريخية كانت وما زالت في تزايد، هي صوت صريح للعالم بأن الحسين ما زال صامداً في وجه الطغاة، فهي ظاهرة عظيمة فريدة من نوعها ففيها تمتزج العاطفة بالعقل.
ثورة الإمام الحسين، عليه السلام، ثورة هداية و إصلاح للبشرية دون استثناء، حملت في طياتها جوانب إنسانية وأخلاقية، واليوم زيارة الأربعين امتداد لواقعة الطف، فصوت الحق لا زال يرتفع ولا زالت النفوس الضعيفة تحاربه، ففيها من استشهد ومن فقد عزيزا، لذلك القول: “كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء”. حيث الانسان في كل زمان ومكان يعاني الظلم، ولكن كلمة الحق هي العليا، وهذا ما تثبته الزيارة الأربعينية حيث تزحف إليه قلوب العاشقين من شتى انحاء العالم، بمختلف اللغات، تقصده زحفا بالمسيرة او الزيارة الأربعينية تثبت الحق باقي حي لا يموت فالدم كان نصراً وحياةً، فإنه خالد. حيث لا يوقفهم تهديد ولا توقفهم المسافات، ولا ما يعانونه من تعب الطريق، والاجواء المغايرة من حرٍ أو برد أياما متواصلة،فهكذا تجد قلوبنا تنبض باسمه.
كل العالم اليوم في الأربعينية شخص واحد تجسد في الحسين، الجميع يهتف (لبيك يا حسين) جميعهم عيونهم باكية للحسين، فالحسين معجزة الهية حيث لن تجد شخصا مثله ضحى، ولن تجد شخصا مثله تجتمع حوله هكذا الملايين يستشعرون عبارة حب الحسين اجننا، بل جنوننا بالحسين دليل العقل، فهذا العشق وهذا الجنون مقدس.
فان عبارة (لبيك اللهم لبيك) ان الحسين لم ينطقها حروفا، انما جسدها فكانت تلبيته: لبيك اللهم لبيـك، خرجت بنفسي واولادي واخوتي وبني اعمامي وخواص اصحابي للقتل في سبيلك، وخرجت بنسائي واخواتي وبناتي للأسر في سبيلك، لبيك اللهم في أمرك أخرج بأقوام لا شهادة لهم الا معي.
واليوم الجميع ينادي بصوت موحد (لبيك ياحسين) حيث اعلاء كلمة الحق وهذا جزاء الإمام في الدنيا فكيف بالآخرة، فان الامام يحطم الارقام القياسية في العشق، فهو قبلة العاشقين.
-
سبب مسيرة الاربعين:
لاثبات نصر الامام الحسين، عليه السلام، وصموده وتأكيد نصر الله له، ولكي يخلّد اسم الحسين ليبقى درسا لكل الاجيال، ليبقى القدوة المثلى، ليبقى الرمز الاقوى للحرية، فزيارة الاربعين كي لا ننسى الحسين وكي نذكر دائما بأن للحسين انصارا لكن فقط تفاوت الازمنة.
هدف الزيارة: تجديد البيعة للامام الحسين، عليه السلام، ونصرته وترسيخ اهداف الثورة الحسينية التي تشمل صوت الحق والصدق، السخاء، الرحمة، التعاطف، التسامح، الصبر، والصلاة….وحفظ كرامة الانسان،
ولاجل استمرار ذكر اهل البيت وتذكير ماقدموه من اجل الدين .
يقول الامام الصادق،عليه السلام: (احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)
وايضا تعظيما للشعائر.
قال تعالى:{ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} سورة الحج الاية(32)
-
اثارها:
– في هذه الايام الحسينية تكاد لا تجد من يبقى جائعا، فالجميع يقدّم الخدمة ويطعم الآخرين دون مقابل، ودون انتظار كلمة شكر، بل بنية خالصة تتجرد من الانانية وحب الذات.
– بث روح التعاضد في المجتمع، فالمجتمع كالجسد الواحد، كل انسان فيه له شأن لا يقل عن الآخر، وله دور لايقل عن الآخر، وله حق لايقل عن الآخر، فان القضية الحسينية تتمركز حول “الانسان”
– المسيرة الاربعينية تمثل نقطة التقاء ثقافات العالم.
– تكرس ثقافة المساواة والتواضع والعدل، فهي تهدم جميع الفوارق بين الناس، فالخدمة ذاتها تقدم لكل انسان بغض النظر عن ماهيته او جنسيته، وايضا تسقط الفوارق بين من يقدمون الخدمة فالأمي يقدمها والعامل والاستاذ.
فكل من يقدم الخدمة الحسينية يفخر بالخدمة بقلب مليء بالمحبة والسخاء.
فالامام الحسين يوحدنا تحت راية الانسانية.