في الوقت الذي يفرض فيه التحالف السعودي الحصار على كافة منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى احتجاز السفن النفطية ومنع وصول المساعدات تستفحل أزمة تردّي الأوضاع الصحية في اليمن.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، جرى رصد 913 حالة وفاة و696 ألفاً و537 حالة يشتبه إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن، منذ مطلع العام 2019 وحتى 29 / أيلول الماضي.
المنظمة أوضحت أن “الأطفال دون سن الخامسة يشكلون 25.5 بالمائة، من إجمالي الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا”، مشيرةً إلى أن “305 مديريات من أصل 333 مديرية في اليمن، تم الإبلاغ عن وجود الوباء فيها”.
كما نوّهت إلى “زيادة متوقعة خلال الأسابيع المقبلة في الحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا، في بعض المحافظات بسبب الأمطار الغزيرة مثل الحديدة (غرب)، ولحج (جنوب غرب)، وإب وذمار (وسط)، إضافة إلى العاصمة صنعاء”.
يشار إلى أن اليمن يشهد منذ بداية العدوان الذي شنه التحالف السعودي في آذار / 2015 أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج أكثر من 24 مليون شخص لمساعدة إنسانية، بمن فيهم أكثر من 12 مليون طفل.
ووفقاً لمنظمة “يونيسيف” يعاني 360,000 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العلاج، مع “تفشّي لحالات الإسهال المائي الحاد والكوليرا المشتبه به منذ أوائل عام 2019.
كما أدت الأضرار التي لحقت بالمدراس والمستشفيات وإغلاقها إلى تعطيل إمكانية الحصول على خدمات التعليم والصحة، مما ترك الأطفال أكثر حرماناً وسَلَب مستقبلهم منهم”.
يذكر أن موقع “أوريان 21” الفرنسي كان قد انتقد الرياض باستمرار فرضها حرب على اليمن منذ سنوات دون أن تفلح بتقديم أي إنجاز سوى المزيد من الدمار ومضاعفة الأزمة الإنسانية كما لو أنها ليست لديها أي مخطط استراتيجي في الحرب.
وأوضح الموقع، أنه وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، تحوّل اليمن إلى ساحة صراع بين قوى أغلبها يدار من الخارج، دون أن تأبه الرياض لذلك كما لو أنها لا تملك سياسة تريد تنفيذها، الأمر الذي جعل من اليمن مستنقعاً لدول التحالف وجحيماً لشعبه.