الهدى – متابعات ..
من قلب التحديات المناخية وشح المياه، ينبثق أمل جديد في أرياف بلاد الرافدين مع موجة استثمار زراعي تعيد الحياة لأكثر من 100 مقاطعة، يتصدرها النخيل والزيتون بمشهد التحول البيئي نحو تنمية مستدامة تقلل التجريف وتحافظ على التربة والمياه.
وكشفت لجنة الزراعة والمياه النيابية، عن أن الاستثمار الزراعي بدأ يطرق أبواب أكثر من 100 مقاطعة زراعية في العراق.
وقال النائب في اللجنة، ثائر الجبوري، إن “الاستثمار الزراعي تحول في السنوات الأخيرة إلى ثقافة بدأت تجد طريقها إلى الأرياف والقرى الزراعية في عموم محافظات العراق، خاصة وأن العديد من المزارعين بدأوا يطلعون على تجارب دول الجوار والإقليم، إضافة إلى ما أحدثته منصات التواصل الاجتماعي التي جعلت العالم أشبه بقرية صغيرة، يمكن من طريقها ملاحظة الكثير من التجارب الناجحة في إنتاج المحاصيل الزراعية وفق آليات تؤدي إلى زيادة الإيرادات مع تقليل التكاليف، وصولاً إلى تقليص هدر المياه”.
وأشار إلى أن “من الإيجابيات التي تحققت في السنوات الثلاث الأخيرة هو أن الاستثمار الزراعي بدأ يطرق أبواب أكثر من 100 مقاطعة زراعية في المحافظات، وبالتالي كان النصيب الأكبر للاستثمار مخصصًا للنخيل ثم الزيتون، تلاه باقي المحاصيل والفواكه الأخرى”.
وأكد أن “الشيء الإيجابي هو سعي الكثير من الشركات وميسوري الحال لتخصيص جزء من أموالهم في قطاع الاستثمار الزراعي، وهذا أمر له إيجابياته في استمرار زراعة البساتين وفق تقنيات حديثة، إضافة إلى أنه يقلص من عمليات التجريف وفقدان مناطق واسعة من البساتين والأراضي الزراعية”.
وتوقع الجبوري أنه “خلال السنوات الخمس القادمة سترتفع معدلات الاستثمار الزراعي ربما إلى الضعف مقارنة بما هو عليه الآن، وبالتالي سنكون أمام وضع مختلف، ليس فقط في الوصول إلى مرحلة الاكتفاء بل أيضًا إلى تصدير سلسلة طويلة من المحاصيل الزراعية والفواكه”.
ويعد القطاع الزراعي من القطاعات الحيوية في العراق، حيث تمتلك البلاد موارد طبيعية واسعة وأراضي خصبة تمتد في مختلف المحافظات، إلا أن هذا القطاع واجه تحديات كبيرة خلال العقود الماضية.
وفي السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة العراقية ومجلس النواب بتشجيع التوجه نحو الاستثمار في القطاع الزراعي بواسطة تقديم تسهيلات، وتشجيع استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة، بهدف تحقيق الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الواردات، خصوصًا مع تزايد الحاجة إلى تنويع مصادر الدخل في ظل تقلبات أسعار النفط.