تربیة و تعلیم

تربوياً.. كيف يجب أن يكون التعامل مع الطفل العصبي؟

تربية الطفل من المهام الوالدية الصعبة والمعقدة والتي تتطلب وعياً نفسياً وتربوياً للتعامل مع الطفل، سيما وانه لا يملك خياره ولا يعرف التحكم بنفسه، ومن أكثر الامور التي يعاني منها الابوان هي عصيبة ابنائهم التي تعصبهم هم الاخرَين، مما يعقّد مشهد التعامل معهم وربما يستحيل في بعض الحالات، فلماذا يكون الطفل عصبي؟

 وكيف يمكن التعامل معه تربوياً لتفادي إضرار نفسه والآخرين من حوله؟

تعرف العصبية على: انها حالات من الضيق والتوتر والقلق النفسي الشديد الذي يمر به الإنسان سواء الطفل أو البالغ تجاه مشكلة أو موقف ما، يظهر في صورة صراخ أو ربما مشاجرات مع الأقران أو أقرب الناس مثل الأخوة أو الوالدين.

ما هي مظاهر عصبية الطفل؟

تظهر العصبية لدى الطفل عبر عدة سلوكيات منها الصراخ الشديد مع احمرار الوجه، ومحاولة رمي الاشياء التي في متناوله وكسرها عبر ضربها بالحائط او بالارض، وتظهر احياناً على صور المشاجرات مع أقرانه، ومع من يحيطون به كإخوته ووالديه، واحياناً تؤدي العصبية بالانسان الى سلوكيات اخرى مثل قضم الأظافر، أو مص الأصابع، أو إصراره على ما يريده وبشدة.

في إطار مشكلة عصبية الطفل المؤذية يحذّر المختصون في التربية الوالدين من ضرب الطفل او تعنيفه او قمع انفعالاته ومنعه من التعبير عنها

ويمارس الطفل سلوكية العناد ورفض أوامر الوالدين وعدم الانصياع لهم ولرغاباتهم وتوجيهاتهم كسلوك مواجهة أفعالهم التي تجعله عصبياً، ومثل هذا السلوك مقصود من الطفل ويهدف به تحقيق غاياته وما يريد وليس سلوكاً عرضياً فقط، وهنا صار من الواجب ان يقوم الابوان بخطوات مدروسة وعلمية لايقاف سلوكيات العصبية التي تؤذي الطرفين أعنى الابن والوالدين.

تحذير:

في إطار مشكلة عصبية الطفل المؤذية يحذّر المختصون في التربية الوالدين من ضرب الطفل او تعنيفه او قمع انفعالاته ومنعه من التعبير عنها، لان ذلك سيولّد عصبيةً أكبر، وحينها من الممكن أن يقوم بسلوكيات غير محمودة العواقب، فيندم الابوان ويتمنيان لو انهما احسنا التعامل مع ابنهم بعيداً عما قاما به تحت تأثير التذمر والضيق وحينها لات حين مندم.

ووفقا لمختصين في علم النفس فإن الطفل العنيد والعصبي غالباً ما يكون ذكياً ونشيطاً، لكن يجب اتباع أساليب ذكية عند التعامل معه، مع ضرورة السماح له باتخاذ القرار أو المشاركة بصناعته على الأقل صناعة صحيحة مبينة على اسس موضوعية.

 كيف نتعامل مع ابنائنا العصبيين؟

لاطفاء جمرة العصبية لدى الطفل يجب القيام بالتالي:

اول ما يجب عمله عند تعصّب ابنائنا هو احتوائهم بالحب والاهتمام مع تبيان السبب الذي يجعلهم يرفضون ان يقوم ابنائهم بهذه السلوكية او تلك، وحين يرى الطفل أن هناك سبب مقنع للمنع يهتدي وقد يغادر ما جعله عصبياً بدلاً من التشبث بالسلوك.

ومن الاهمية بمكان الاستماع إلى رغبات الطفل ومنحه الوقت للتحدّث والتعبير عما يدور داخله من دون مقاطعة أو مجادلة، إذ ان الاستماع الجيد للطفل والتعرف على مشكلاته داخل الأسرة أو المدرسة يقوي من ثقته بنفسه ويساعده على تخطي أزمته التي سببت عصبيته وبالتالي يعود الى الهدوء.

وينفع مديح الطفل وتشجيعه وتحفيزه حين ينجز عملاً ما على الشعور بالامان والاتزان النفسي، وهو ما يبعده عن العصبية والصراخ، على عكس من يُعامل بقسوة وتعنيف واهمال وعدم اكتراث للجيد من سلوكياته فهو يميل الى العصبية والعدوان أكثر.

كما يجب التحلّي بالصبر والهدوء من قبل الاهل عندما يعصب ابنائهم، فليس صحيحاً ان تقابل العصبية بمثيلتها لانها تأزم الموقف بين الابناء وآبائهم فيغيب التواصل النفسي، والعكس هو ما يجعل الطفل يشعر بالثقة والحب والاحترام، وبهذه الاساليب يمكن اخماد جذوة الصعبية لدى الطفل وابعاده عن الاحتراق النفسي.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا