الهدى – متابعات ..
أحيا موكب عزاء أبناء كربلاء المقدسة وموكب عزاء أبناء النجف الأشرف ذكرى تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) بإقامة مجلس عزاء مشترك، شهد حضورًا واسعًا ومشاركة فاعلة من قسم الشعائر والمواكب الحسينية.
واستُهل المجلس بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها أسماع الحاضرين شيخ القرّاء الحاج مصطفى الصراف، فأضفت على الأجواء مسحة من الخشوع والسكينة.
بعدها، ارتقى المنبر الحسيني الخطيب الشيخ عبد الصاحب الطائي، الذي تناول في محاضرته الجوانب العقائدية والتاريخية لهذه الفاجعة، مسلطًا الضوء على حجم الانتهاك الذي تعرّضت له قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومبينًا ما تنطوي عليه هذه الجريمة من استهداف صارخ لقدسية رموز الإسلام ومكانتهم في وجدان الأمة.
كما شهد المجلس قصيدة رثاء مشتركة قدّمها الرادود هادي مريطي النجفي والرادود عبد الأمير الأموي الكربلائي، حيث صدحت حناجرهما بكلمات الولاء واللوعة، مستنهضة مشاعر الحاضرين بلطمية حزينة تفاعل معها الجمع المؤمن بمشاعر الأسى والحزن.
ويأتي هذا المجلس المشترك تجسيدًا للوحدة الروحية بين مدينتي كربلاء والنجف، وموقفًا موحدًا في رفض المساس بمقامات أهل البيت (عليهم السلام)، تأكيدًا على استمرار الأمة الإسلامية في إحياء هذه الذكرى الأليمة والتنديد بكل أشكال التعدي على المقدسات الإسلامية.
الى ذلك أحيا شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في مدينة لكنهو الهندية الذكرى السنوية لهدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) بعقد مؤتمر خاص شهد حضورًا جماهيريًا واسعًا ومشاركة شخصيات علمائية ورسمية، في مناسبة أطلق عليها المشاركون “اليوم الأسود” في تاريخ الأمة الإسلامية.
واستعرض المؤتمر، الذي تزامن مع الثامن من شوال، أبعاد الفاجعة التاريخية والإنسانية التي تمثلت في تهديم قبور الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في بقيع الغرقد، مؤكّدين أن هذه الجريمة شكّلت انتهاكًا صارخًا لقدسية رموز الإسلام وتراثه.
وأجمعت كلمات المشاركين في المؤتمر، من علماء وممثلين رسميين، على المطالبة الصريحة والواضحة بإعادة إعمار جنة البقيع، وصون حرمة قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، باعتبار ذلك استحقاقًا دينيًا وتاريخيًا وأخلاقيًا.
وقدّم المنظمون شكرهم وامتنانهم العميق لجميع الشخصيات التي لبّت الدعوة وشاركت في هذا الحدث، من بينهم النائب حنيفة جان، والنائب آغا روح الله مهدي، وكوكبة من العلماء والمثقفين الذين عبّروا عن دعمهم لهذه القضية النبيلة.
كما توجه المشاركون بتحية تقدير إلى المنظمات التي شاركت على جهودها المتواصلة في إحياء هذه الذكرى والدفاع عن حقوق الأمة في الحفاظ على مقدساتها.
هذا وشهدت مدينة مومباي الهندية توافد آلاف المؤمنين من شيعة أهل البيت (عليهم السلام) للمشاركة في مسيرة عزائية كبرى بمناسبة الذكرى السنوية لهدم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام)، في مشهد عبّر عن عمق الحزن والولاء لآل بيت النبوة، ورفض الجماهير لاستمرار هذا الانتهاك التاريخي.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات حملت شعارات تدين استمرار طمس معالم قبور الأئمة الأطهار في بقيع الغرقد، مؤكدين أن هذا الهدم يمثّل اعتداءً صارخًا على المقدسات الإسلامية، ومطالبين المجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته الأخلاقية والضغط على السلطات السعودية من أجل إعادة إعمار البقيع وصون حرمته.
وجابت المسيرة شوارع المدينة بمشاركة فاعلة من مختلف فئات المجتمع الشيعي، رجالاً ونساءً وشبابًا، مرددين الهتافات والشعارات التي جسدت تمسكهم بنهج أهل البيت (عليهم السلام) ونصرتهم لقضيتهم، في تأكيد على أن قضية البقيع لا تزال حيّة في وجدان الأمة، رغم مرور أكثر من قرن على فاجعة الهدم.
وتأتي هذه المسيرة ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها شيعة الهند سنويًا لإحياء هذه الذكرى، وتسليط الضوء على ضرورة إنهاء حالة التعدي على قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ورفع الصوت العالمي للمطالبة بالعدالة والإنصاف لهذه القضية الإنسانية والدينية.

